أكد "الرئيس السوري المرشح" الفريق بشار الأسد تمسكه ب"نهج" والده الرئيس الراحل حافظ الأسد، في السياستين الداخلية والخارجية، فيما اشارت وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت الى وجود "بوادر مشجعة" في شأن موقف سورية من عملية السلام، بعدما أكدت وجود "نظام يعمل بطريقة منظمة وسلمية" رتب امور "الخلافة" في سورية. وإذ كان تشييع جثمان الرئيس الراحل أمس فرصة لاظهار "بيعة شعبية" و"دعم دولي" للدكتور بشار، فإن فرصة إلقاء النظرة الأخيرة على الجثمان افسحت في المجال أمام الاتصالات الأولى بين بشار وأطراف كانت علاقاتها باردة مع دمشق في مقدمها الرئيسان الفلسطيني ياسر عرفات والتركي احمد نجدت سيزر - فاكتفى ب"لقاءات علنية"، فيما عقد "لقاءات مغلقة" في غرفة جانبية مع طرفي "المثلث العربي" ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك و"الحليف الاستراتيجي" الاقليمي الرئيس الإيراني محمد خاتمي، والدولي الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وكان جثمان الأسد شيع من منزله في "المهاجرين" الى ساحة الأمويين حيث ودعه مئات الآلاف من السوريين. وسار موكب التشييع من الساحة الى "قصر الشعب" ثم نقل في طائرة الى القرداحة مسقط رأس الرئيس الراحل، حيث كان آلاف في انتظاره ايضاً من مطار اللاذقية الى بلدته. راجع ص 6و7 واحيط الدكتور بشار وجثمان الراحل بكبار المسؤولين السوريين، وأفراد أسرة الرئيس المرشح وفي مقدمهم اخوه الرائد في "الحرس الجمهوري" ماهر وصهره اللواء آصف شوكت رئيس قسم القوات المسلحة في الاستخبارات العسكرية وعمه الدكتور جميل، بالإضافة إلى نائبي الرئيس عبدالحليم خدام وزهير مشارقة ووزير الدفاع العماد اول مصطفى طلاس ورئيس الاركان العماد علي اصلان، والرؤساء اللبنانيين الثلاثة اميل لحود ونبيه بري وسليم الحص. مسؤول عربي التقى الفريق بشار أمس نقل إلى "الحياة" تأكيده "التزام السير في نهج الأسد في السياستين الداخلية والخارجية، واستمرار خيار السلام الاستراتيجي لتحقيق السلام العادل والشامل" في الشرق الأوسط. وكان واضحاً ان بشار اتبع "ديبلوماسية البروتوكول" خلال استقباله الزعماء العرب والأجانب الذين جاؤوا للمشاركة في تشييع الرئيس الأسد. وعلى رغم كون مبارك وعرفات اول الواصلين الى مطار دمشق في التاسعة والنصف صباحاً، فإن الأول توجه فوراً الى "قصر الشعب" لوداع "رفيق الدرب"، في حين كان على عرفات "الانتظار في قائمة المودعين" حتى الساعة الثانية عشرة ظهراً. وحصل "لقاء مغلق" في غرفة جانبية بين مبارك وبشار استمر عشرين دقيقة، أكد خلاله الرئيس المصري "دعمه نهج الأسد". ونقل عن مستشار الرئيس المصري الدكتور اسامة الباز قوله ل"الرئيس المرشح": "إننا معكم يا شعب سورية، معكم يا قيادة الشعب السوري، معكم يا قوات مسلحة سورية ومؤسسات". في المقابل، فإن "لقاء موسعاً" جمع بشار وعرفات في قاعة التعزية، اذ قبل الأخير "الرئيس المرشح" في استقباله وفي وداعه، كما عانق وزير الدفاع السوري العماد اول مصطفى طلاس الذي كان انتقد عرفات بشدة العام الماضي. وقال مصدر فلسطيني ل"الحياة" إن عرفات "لم يتحدث مع بشار في التفاصيل، بل تحدث عن علاقته مع الأسد الذي عرفه منذ العام 1964وتطلعه إلى مستقبل العلاقات". وقال مسؤول رداً على سؤال إن "فتح صفحة جديدة مرتبط بنتائج محادثات عرفات مع الرئيس بيل كلينتون. اذا قدم تنازلات في شأن القدس واللاجئين، فإن العلاقات مع دمشق ستبقى كما كانت، لكن اذا صمد عرفات فإن صفحة جديدة ستفتح مع سورية". وجاء الدعم الأكبر للفريق بشار والاحترام اللافت للراحل، من ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي زار سورية لهذا الغرض مدة ثلاثة أيام، وبقي فيها الى اليوم. وهو عقد "اجتماعاً مغلقاً" مع "الرئيس المرشح"، واجتمع مع أولبرايت بعد لقائها بشار. وكانت الوزيرة قالت بعد "لقاء مغلق" مع الفريق بشار حضره السفير الأميركي في دمشق راين كروكر ومنسق عملية السلام دنيس روس: "لمست بوادر مشجعة" ازاء عملية السلام. وسئلت عن رأيها في "خلافة" بشار للرئيس الراحل، فأجابت: "ان سورية تملك نظاماً يعمل كما يبدو بطريقة سلمية ومنظمة" في هذا الاطار. وهذا هو اللقاء الأول بين الدكتور بشار ومسؤول اميركي على هذا المستوى. وأعلنت أولبرايت بعد اللقاء الذي استمر ربع ساعة: "لمست بوادر مشجعة جداً ازاء رغبته في اتباع نهج والده الذي اتخذ قراراً استراتيجياً لمصلحة السلام. يبدو ان بشار يتمتع بتصميم كبير ومستعد لاتمام واجبه". وتابعت ان اللقاء تناول "احتمال مواصلة المحادثات حول عملية السلام في الوقت المناسب". وقال مسؤول بارز في وزارة الخارجية الأميركية يرافق أولبرايت إن نقل السلطة في سورية "يتم بسرعة فائقة وبسلاسة"، مشيراً إلى أن "الأمر حصل وكأنه كان هناك الكثير من التحضيرات، وكأن الرئىس الأسد نفسه جهز الأمور". وتابع ان بشار "يمسك بزمام الأمور في شكل جيد. تمكن من تعبئة كل المؤسسات الرئيسية بسرعة الى جانبه مثل الجيش وحزب البعث بعد ثلاثة أيام فقط على وفاة والده". واستدرك: "سنرى ما هي أولوياته. اهتماماته الأولى ستكون من دون أي شك داخلية". انذار بوجود قنبلة في موسكو أ ف ب، فتشت الشرطة الروسية أمس السفارة السورية بحثاً عن مواد متفجرة، بعد اتصال من مجهول حذر من تنفيذ عمل ارهابي بحسب تأكيد الشرطة لوكالة "انترفاكس". وتزامن الاتصال مع بدء تشييع الرئيس السوري الراحل.