شهادات لنصر لبناني - عربي نادر - الياس لحود : الشجرة نشيد للنصر

إلى قلعة الشقيف : قلعة خليل حاوي، وإلى جميع القمم الجنوبية المقاوِمة
كَفيَّ أرى...
شَفتيَّ أرى
- بطلاً يُشبهكم صرتُ أرى
كلَّ الأشياءِ... فكلُّ النصر جنوبٌ
والباقي قممٌ وبيوتٌ تزحفُ منتصرهْ
- وطناً يُشبهكم صرتُ أرى
كلَّ الأشياءِ قلاعَ سنى،،
كلَّ الأشياءِ وما غنّى في ليْل مآقيها وجرى...
-امرأةً تُشبه بيروتَ أرى/ امرأةً تُشبه لبنانَ أرى
تتقلّد صيْدا وبعْلبكَّ/
جُبيلُ تملِّكُها الراياتِ وصورُ تُوزِّعها بَشرا...
- امرأةً تُشبه كفيَّ أرى
تلبسُ فستاناً من حَجَرٍ
حُفِرتْ أسماءُ الناس عليه بطولاتٍ ورُبىً عَطِرهْ...
شَجْرةُ عائلتي من شُعَرا...
شجْرةُ عائلتي كلُّ الناس.
خصوصاً من كانوا كُتباً وسيوفاً خُضْراً مُبتكِره
أسماءً تنكتبُ الأوراقُ جنوباً تكتملُ الشَجَره...
***
- أَلوقتُ جنوبٌ ملتحِفٌ جَسَدي
والساعةُ مُعلنةٌ نصفَ حياتي... إلاّ عَشَره
أمّي أشواقُ الأرض مشتْ
تتعمَّرُ شَعباً في لغتي تتفجَّرُ أعراساً نَضِره...
***
- كفّيَّ أرى
امرأةً تُشبهُ عَيْنيَّ أرى
طاولةً في شُعلة أيّارَ مشَتْ في الخامس والعشرين
عليها نَيْسانُ إناءٌ
فيه صنِّينُ وجَبلُ الشيْخِ وقممُ الأرز ومُدُنُ الرعدِ...
جهاتٌ تركضُ مسرعةً
برياحٍ أربعةٍ أُمَرا
تحملُ بيروتَ وما ابتكرتْ من مُدنٍ أبطالٍ... وقُرى
جاءت في موكب أعراسٍ لتقول بأقصى بهجتها:
"مبروكٌ غرسُكَ يا وطني"
مبروكٌ فيكَ مدى الأغصانِ... مدى الأوراقِ... مدى الشُّهَداءِ
جنوبُكَ... والدُّنيا شجَره