سيطر الخوف على الاسرائيليين في الشمال وهم يشاهدون المقاتلين اللبنانيين يتجولون فوق مصفحات استولوا عليها من فلول الميليشيات المنهارة وسط فرح الاهالي. وعبّر سكان تلك المنطقة عن غضبهم على الحكومة الاسرائيلية باتخاذها قرار الانسحاب من جانب واحد من دون ضمانات تستند الى اتفاقات، وفق ما أسمعه ممثلو المستوطنات الشمالية لوزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي في لقائه بهم في كريات شمونه. ولم ينجح ليفي في اقناع الاسرائيليين بأن الأمن آت والهدوء سيتحقق بعد الانسحاب عندما قال ان "الشريط الأمني" لم يعد قادراً على تأمين الحماية. وحاول رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بث رسالة بهذا المعنى عندما جعلن ان "الهدوء سيتحقق خلال أيام" وان "اسرائيل سترد بقوة ومن دون ان تكون مقيدة بأي تفاهمات سابقة في حال هوجم الجيش والسكان خلف خط الحدود". وتابع باراك ان حزب الله ومؤيديه "باتوا تحت الاختبار في هذه المرحلة وما إذا كانوا مستعدين للسلام الذي تريده اسرائيل". اما رئيس الأركان، شاؤول موفاز فذهب الى حد التهديد بضرب العمق اللبناني "وضرب المصالح والقوات السورية في لبنان اذا ما تواصلت العمليات من جانب حزب الله من خلف خط الحدود". وأردف رئيس الاركان الاسرائيلي خلال مؤتمر صحافي في مستوطنة متولا الحدودية ان يوم الانسحاب تاريخي "إذ أكمل الجيش عملية اعادة التمركز خلف الحدود من دون ان تقع إصابات في صفوفه". وأضاف ان الجيش "قوي ومستعد لأي تحدٍ يواجهه". ورفض موفاز الرد على الأسئلة التي تعلقت بالإهانة التي لحقت بجنوده جراء هذا الانسحاب الفراري، وركز بدلاً من ذلك على حسن تنظيم الانسحاب والتزام الوحدات المختلفة بالتعليمات العسكرية الصادرة عن القيادة العليا. ووجه موفاز شكره الى الميليشيات من دون ان يجيب عن اسئلة في شأن اسباب تفككها وانهيارها السريع. وانصبت التحليلات الصحافية، السياسية والعسكرية الاسرائيلية على ما اعتبرته هزيمة مرة ذاقها الجيش الاسرائيلي، واشارت الى ان الهروب هو المصطلح الأكثر ملاءمة لوصف الانسحاب. وحذر بعض هذه التحليلات من احتمال ما سماه "انتقال عدوى انتصارات حزب الله الى الحركات الفلسطينية المسلحة التي ترى في هذا الحزب مثالاً للنصر على اسرائيل".