لوحت السلطة الوطنية الفلسطينية بورقة "الانتفاضة المسلحة" في وجه الدولة العبرية في حال استمرت الأخيرة في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني. وحذر الأمين العام لمجلس وزراء السلطة الفلسطينية ب"حدوث انتفاضة مسلحة إذا استمرت إسرائيل في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني، وبسبب سياستها التوسعية". واستنكر أحمد عبدالرحمن أمام وفد برلماني كندي يزور غزة على هامش زيارة رئيس وزراء كندا إلى الأراضي الفلسطينية، "هبّة الأقصى"، التي وقعت في أيلول سبتمبر العام 1996، بسبب قيام حكومة بنيامين نتانياهو آنذاك بفتح نفق في مدينة القدسالمحتلة. وأشار عبدالرحمن خلال اللقاء الذي نظمه النائب زياد أبو عمرو رئيس المجلس الفلسطيني للعلاقات الخارجية في مقر المجلس بمدينة غزة أمس إلى أن سياسة حكومة تل أبيب ستقود إلى انتفاضة مسلحة وليس انتفاضة بالحجارة في إشارة إلى الانتفاضة الفلسطينية 1987 - 1993، مذكراً ب"هبّة الأقصى" التي راح ضحيتها عدد كبير من الفلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات مسلحة وقعت بين الطرفين إثر قرار فتح النفق. وفيما وصف الرئيس ياسر عرفات المماطلة والتعنت الإسرائيليين في تطبيق الاتفاقات بالقول إن "إسرائيل لا تبدي تجاوباً بتنفيذ الاتفاقات"، قال عبدالرحمن: "إن باراك يواصل حتى اليوم تنكره للحق الفلسطيني في القدس كعاصمة للدولة المستقلة"، مشيراً إلى أنه باراك يواصل الاعلان ان القدس ستبقى موحدة إلى الأبد تحت السيادة الإسرائيلية، إلى جانب رفض الانسحاب من الأراضي المحتلة منذ العام 1967، الأمر الذي رفضه عبدالرحمن وترفضه السلطة الوطنية. وحضر اللقاء عضوا المجلس التشريعي كمال الشرافي وجميلة صيدم، وداعية حقوق الإنسان الدكتور اياد السراج، ونحو 12 نائباً في البرلمان الكندي برئاسة ايرفين كوتلر. ودعا عبدالرحمن الوفد الكندي إلى زيارة مخيم الشاطئ للاجئين للوقوف على الأوضاع الصعبة لللاجئين الفلسطينيين، وقال موجهاً حديثه لهم: "لو خرجتم من هنا ومشيتم عشرات الأمتار، ستعرفون مدى ما يواجهه اللاجئون الفلسطينيون من معاناة وعذاب، وذلك في إشارة إلى مخيم الشاطئ الذي لا يبعد عن مكان اللقاء سوى بضع مئات من الأمتار. ويتضمن برنامج زيارة الوفد الكندي زيارة إلى مخيم الشاطئ للاطلاع على أوضاع اللاجئين فيه. وترعى كندا المفاوضات على المسار المتعدد حول قضية اللاجئين التي تعتبر القضية الأهم في مفاوضات الحل النهائي، إلى جانب قضية القدس والمستوطنات والحدود والمياه. وأكد المتحدثون الفلسطينيون في اللقاء أن كندا يمكنها أن تلعب دوراً مهماً في عملية السلام في المنطقة، وكذلك أن تقدم العون للشعب الفلسطيني ليتمكن من بناء دولته. وقال كوتلر إن الوفد يتفهم معاناة الشعب الفلسطيني منذ وقت طويل، مؤكداً ان كندا بذلت جهوداً كبيرة ونشطة في المنطقة منذ العام 1947.