} تأجيل الجولة الثالثة من المفاوضات السورية - الاسرائىلية وموقف لبنان من عملية السلام كانا محور تحركات ومواقف، أبرزها اجتماع لجنة الشؤون الخارجية النيابية الذي أكد خلاله رئيس الحكومة سليم الحص ثوابت الموقف اللبناني. جدّد الرئيس الحص تأكيد تمسّك لبنان بثوابته من مفاوضات السلام، وبما نصّت عليه توصية اللجان النيابية المشتركة التي أقرتها الهيئة العامة للمجلس النيابي، في شأن تنفيذ القرار الدولي الرقم 425 وتلازم المسارين اللبناني والسوري ورفض التوطين وحق العودة للاجئين الفلسطينيين ومطالبة اسرائيل بتعويضات عما خلفته اعتداءاتها على الاراضي اللبنانية، اضافة الى حقّه في المياه والقرى السبع ومزارع شبعا. وسأل نواب أعضاء لجنة الشؤون الخارجية رئيس الحكومة الذي حضر اجتماعها بصفته وزيراً للخارجية عن إمكان ارتباط المفاوضات بالاحداث الامنية الاخيرة في الضنية وبيروت، وهل وراءها رسائل معينة الى لبنان عشية انضمامه الى المفاوضات، فأكد "ان التحقيقات القضائية جارية ومستمرة"، رافضاً استباقها. وأوضح نواب ان "المواقف داخل اللجنة توافقت على ان ليس هناك معارضة أو موالاة في عملية التفاوض مع اسرائيل، وان المواقف اللبنانية على ثباتها في هذا المجال". وأعلن رئيس اللجنة النائب علي الخليل، بعد الاجتماع، انها نوّهت بالموقف السوري خلال المفاوضات، واعتبرت "ان لا مصلحة للبنان في ان يدعى الى التفاوض قبل احراز تقدّم على المسار السوري، علماً ان هناك التزاماً، في حال التوصل الى اتفاق بعد الحصول على الارض والحقوق كاملة، يقضي بتزامن توقيع أي اتفاق تسوية مع لبنان وسورية في آن، انطلاقاً من وحدة المسارين". ونوّهت اللجنة بموقف الحكومة "المتريث والرافض الانضمام أو المشاركة في المفاوضات المتعددة الاطراف التي ستستأنف في موسكو بعد ايام، قبل التوصل الى تقدّم جوهري على صعيد المفاوضات الثنائية". وناقشت ايضاً موضوع اللجان المختصة التي تبحث في المواضيع كافة وجهوزية لبنان في حال دعي الى طاولة المفاوضات التي يجب ان تنطلق من توصية أقرها المجلس النيابي في جلسته الاخيرة. وأعلن الخليل ان "سورية لن تعود الى المفاوضات الا من النقطة التي انتهت عندها أي بعد الاعتراف بوديعة رابين وبالتزام اسرائيل الانسحاب من هضبة الجولان حتى حدود 4 حزيران يونيو 1967، الامر الذي يشكل أساساً للمفاوضات وله الأولوية ويأتي قبل موضوعي التطبيع والترتيبات". واعتبر "ان نيات العدو الاسرائىلي سلبية وخبيثة، وهو يلجأ الى التسويف وتوظيف المعارضة الداخلية للمماطلة". وقال "ان هذه الاجواء اضافة الى التعنت الاسرائىلي، أدت الى طلب سورية تأجيل المفاوضات ريثما يعاود الراعي الاميركي تأكيد تعهداته وريثما يؤكد الجانب الاسرائىلي التزامه الانسحاب حتى حدود 4 حزيران". وكان الحص عرض تطور عملية السلام مع سفير ارلندا في لبنان بيتر غاتينغ الذي أمل "بأن تبدأ المفاوضات اللبنانية - الاسرائىلية لانها ستؤثر في وضع قوات الطوارىء الدولية" العاملة في الجنوب، التي تسهم فيها بلاده. وقال "ان اهتمامنا يتركز على توفير الظروف المؤاتية التي تمكن القوات الدولية من اداء مهامها، ونحن نترقب الترتيبات الامنية التي ستكون ضرورية مستقبلاً". ودعا الى "عدم التوقع ان تكون مفاوضات السلام سهلة". شمعون وفي بكركي، اعتبر رئيس حزب الوطنيين الاحرار دوري شمعون بعد لقائه البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، ان عدم مشاركة لبنان في المفاوضات المتعددة "خطأ كبير". وانتقد قول وزير الخارجية السورية فاروق الشرع ان لا لزوم ان يذهب لبنان الى المفاوضات ما دامت النتائج على المسار السوري غير مرضية. وقال "اذا كانت الدولة اللبنانية تأخذ برأيه، فليعط وقتاً اضافياً، اذ يبدو ان لا رأي لنا، وان الوزير الشرع يقرر عنا". ووصف شمعون جريمة قتل الراهبة بأنها "سياسية والمقصود منها زرع الفتنة"، موضحاً "ان الحزب خصص 50 ألف دولار مكافأة لمن يدلي بمعلومات تساعد على كشف الفاعل.