أندونيسيا تتراجع عن السماح لتيمور الشرقية بإجراء استفتاء على الحكم الذاتي

نيويورك الامم المتحدة - أ ف ب - استبعدت اندونيسيا اليوم الخميس اجراء اي استفتاء في شأن الحكم الذاتي في تيمور الشرقية، واعتبرت استقلال هذه المستعمرة البرتغالية السابقة التي ضمتها في 1976 "اسوأ السيناريوهات".
وحرص الموفد الاندونيسي نوغروهو ويسنومورتي على توضيح موقف بلاده بعد اعلان جاكرتا المفاجىء بانها مستعدة لمنح المستعمرة البرتغالية السابقة الاستقلال، خلال لقاء صحافي عقد على هامش المحادثات في الامم المتحدة بين البرتغال واندونيسيا في شأن مستقبل تيمور الشرقية.
وأعلن ويسنومورتي ان اجتماعا لوزيري خارجية اندونيسيا والبرتغال مع الامين العام للامم المتحدة كوفي انان يمكن ان يعقد في نيويورك "خلال اسبوع او اسبوعين". وأضاف انه تم درس هذا الاحتمال في ضوء التطورات الاخيرة.
واكد الموفد الاندونيسي ان حكومته تفضل اعتماد خيار الحكم الذاتي "حلاً نهائياً" لقضية تيمور الشرقية. وكرر دعمه للمفاوضات مع البرتغال تحت اشراف الامم المتحدة في شأن اتفاق للحكم الذاتي مؤكدا ان هذه المفاوضات هي الوسيلة الافضل لايجاد حل.
لكنه أضاف انه في حال رفض التيموريون اتفاق الحكم الذاتي سيكون في امكان الحكومة عندئذ الطلب مجددا من البرلمان الذي سينتخب في حزيران يونيو الغاء ضم تيمور الشرقية.
واعتبر ان "ذلك سيكون اسوأ السيناريوهات". وأوضح انه في مثل هذه الحالة ستنسحب اندونيسيا من تيمور الشرقية "بطريقة دستورية ومنظمة" ولن تتركها كما فعلت البرتغال في 1975.
ورفض الموفد الاندونيسي فكرة اجراء استفتاء للتيموريين في ما اذا كانوا يريدون الحكم الذاتي او الاستقلال قائلا "لن نقبل بأي شكل من اشكال الاستفتاء".
وأقر ان معارضة جاكارتا الاستفتاء تنبع جزئيا من خشية ان تطالب مجموعات انفصالية اخرى في البلاد تنظيم مثل هذه المشاورات. وعن كيفية معرفة رأي سكان تيمور الشرقية قال ويسنومورتي ان المناقشات في نيويورك بين البرتغال واندونيسيا تحت اشراف الامم المتحدة تتضمن آلية تشمل اتصالات منتظمة بين الامم المتحدة وممثلين عن السكان. وأكد انه عند التوصل الى اتفاق بين البرتغال واندونيسيا في الامم المتحدة يمكن ان يطلب الامين العام للمنظمة الدولية كوفي انان وجهة نظر التيموريين عبر الاليات المقررة. وأشار الى ان "هذه العملية شرعية لانه تمت الموافقة عليها من قبل الاطراف الثلاثة".
لكن مثل هذه الترجمة للاتفاق يمكن ان ترفضها البرتغال والامم المتحدة التي تأمل في اجراء استفتاء على حق تقرير المصير. ونفى الموفد الاندونيسي ان تكون جاكارتا استخدمت اقتراحها منح الاستقلال لتيمور الشرقية - الذي أثار مخاوف من احتمال تجدد العنف - مناورة لدفع سكان تيمور الى قبول حل الحكم الذاتي.