أنهى رئيس هيئة تشخيص مصلحة النظام في ايران الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني زيارة الى السعودية، غلب عليها الطابع الاقتصادي، بدا واضحاً من خلالها اتجاه البلدين الى تفعيل علاقاتهما الاقتصادية . وحض رفسنجاني السعودية اثناء اجتماعه مع رجال الأعمال في الرياض، الى فتح أسواقها امام العمالة الايرانية "المدربة والمتطورة في مختلف المجالات خصوصاً التقنية والصناعية"، والى استيراد مختلف المنتجات الايرانية من صناعات متقدمة وسلع استهلاكية تنافس المنتجات العالمية. ويبدو ان البلدين غير راضيين عن مستوى التبادل التجاري من حيث الحجم الذي بلغ عام 1996 نحو 271.8 مليون دولار، كما ان السعودية التي حافظت على فائض في الميزان التجاري مع ايران منذ عام 1994 تنظر في تعديل حجم تجارتها مع طهران بعد ان مال الميزان الى صالح ايران من خلال أرقام الربع الأول من العام الماضي. وتبادل البلدان اثناء جولة رفسنجاني في المنشآت الاقتصادية في الرياضوجدة والمنطقة الشرقية الدعوة الى زيادة الواردات والى اقامة المشاريع المشتركة في القطاع الصناعي. وتوقع رجال الأعمال في جدة ان يرتفع حجم الاستثمارات المشتركة من 20 مليون دولار حالياً الى نحو 120 مليون دولار نهاية السنة الجارية. وكان رفسنجاني التقى رجال الأعمال في جدة وزار عدداً من المصانع الرئيسية التي يملكها القطاع الخاص في المنطقة الغربية وفي مقدمها مصنع شركة "الكيبلات السعودية" وبحث مع مسؤوليه في امكانات تصدير النحاس الى السعودية مقابل حصول ايران على نوعيات معينة من الكيبلات المستخدمة في المشاريع الكهربائية ومشاريع الاتصالات. وقال مسؤولون في الشركة لپ"الحياة" انهم يتوقعون استكمال مفاوضات جرت سابقاً مع الجانب الايراني وتناولت الاشتراك في مشاريع الطاقة وكيبلات الضغط العالي خصوصاً بعد ان أبدى رفسنجاني اهتماماً خاصاً بها ومشاريع الاتصالات خصوصاً تزويد ايران بالألياف البصرية. وتستورد شركة "الكيبلات السعودية" من ايران النحاس بقيمة 110 آلاف دولار بينما تستورد ايران من الشركة نحو 70 طناً من منتجاتها بقيمة 150 الف دولار. وفي المنطقة الشرقية اطلع الرئيس الايراني السابق على منشآت الهيئة الملكية للجبيل وينبع، وزار جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومعرض "أرامكو - السعودية"، وجسر الملك فهد الذي يربط السعودية مع البحرين. وقال مسؤولون رافقوا الرئيس الايراني السابق ان الزيارة ستمهد لزيارة وفد من رجال الأعمال السعوديين الى طهران في أيار مايو المقبل لتبادل الآراء مع نظرائهم تمهيداً لبدء نشاط اقتصادي مشترك.