لجنة «تغيير التسميات» تخلص أحياء مكة من أسماء بلا دلالة «إيجابية»

قررت لجنة اختيار أسماء شوارع وأحياء مكة المكرمة أخيراً تخليص العاصمة المقدسة من «اللصوص والنكاسة والقمامة» التي كانت أسماء تشوه أحياء قبلة أكثر من بليون مسلم.
وكشفت لجنة اختيار أسماء شوارع وأحياء مكة المكرمة ل "الحياة" أنها ستغير كل مسميات الأحياء المكية التي لا تحمل دلالة إيجابية أو ليست ذات عمق مهم في تاريخ المدينة المقدسة، أو أنها تحمل أسماء غير محببة للنفس، مؤكدةً أنه من المعيب أن تبقى أحياء تحمل مثل هذه الأسماء في بلد الروحانيات الطاهر، والقبلة الأولى للمسلمين.
وقال عضو اللجنة ورئيس قسم التاريخ في جامعة أم القرى الدكتور عدنان الحارثي ل«الحياة»: «ليس من الجميل أن تبقى في مكة أسماء لأحياء أو شوارع تسيء لها أو لتاريخها العظيم»، مشدداً على أن اللجنة ستعمل على تغييرها مع إمكان حفظها في ذاكرة الزمن المكي لكنها لا يمكن أن تبقى في مدينة مثل مكة المكرمة.
وأوضح أن رغبة أعضاء اللجنة الأكيدة تكمن في الحفاظ على أسماء مكة التاريخية وإعادة كل الأسماء التي حملت بعداً تاريخياً واختفت تماماً من ذاكرة مكة، مشيراً إلى أن اللجنة تعمل حالياً على تدوين قوائم جديدة لمسميات أحياء وشوارع بهدف وضعها وتسجيلها قريباً.
ولفت إلى أن أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل وجه إلى ضرورة أن كل من يحمل اسم شارع في مكة أن يكون له دور أو مساهمة في تاريخها، أو أن يكون ظاهرة تاريخية كالخلفاء الراشدين، أو أصحاب بصمات وأدوار تاريخية كالأعلام والشعراء والمثقفين، والمفكرين، والأدباء ومن لهم إسهامات في الحياة الفكرية والاجتماعية والأدبية والثقافية في مكة.
وأوضح الحارثي أن اللجنة تحتاج مبدئياً فقط إلى أكثر من 10 آلاف مسمى لتغييرها في أحياء وشوارع مكة، على رغم أن عجلة التطوير والنمو داخل المدينة المقدسة تسير باطراد متسارع، مؤكداً أن اللجنة بدأت فعلياً في وضع وتغيير بعض أسماء الأحياء التي تبينت ضرورة وضع وتغيير أسمائها.
وأكد أنه لا يوجد سقف زمني لأعمال اللجنة التي أنشئت بقرار أمير المنطقة، بسبب أن أعداد المسميات ضخم جداً، كما أن هناك مخططات وأحياء سكنية جديدة لم تعرف بعد مسمى لها أو حتى تعريفاً بأحيائها وشوارعها، ملمحاً إلى أن اللجنة ستعمل على اختيار أسماء جديدة لها.
وكان أمير مكة الأمير خالد الفيصل وجه في اجتماع سابق بأعضاء اللجنة إلى أهمية أن تعنى باختيار الأسماء التاريخية التي تليق بمكانة هذه المدينة المقدسة وتعكس شخصيتها المنفردة والمتميزة، مؤكداً دعمه لأعمال هذه اللجنة لتحقق الأهداف المرجوة منها.
يشار إلى أن اللجنة تضم في عضويتها كلاً من عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان وعضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله المعطاني والدكتور عدنان الحارثي والدكتور معرب نواب مرزا ممثلين عن جامعة أم القرى إضافة إلى رئيس اللجنة أمين العاصمة المقدسة.