أقام سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية عميد السلك الدبلوماسي العربي أحمد بن عبدالعزيز قطان أول من أمس، أمسية ثقافية «رياض النيل»، وكان ضيف الشرف وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني، الذي ألقى محاضرة تحدث فيها عن «السياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية»، بحضور عدد من الوزراء والشخصيات العامة والمفكرين والسياسيين والسفراء. وقال الوزير مدني، إن هناك «محاور رئيسة تحدد نهج السياسة الخارجية السعودية أهمها محور الثوابت ، فمنذ أن تأسست المملكة العربية السعودية على يد الملك الراحل عبدالعزيز وهي تسير على منوال ومنهج ثابت في سياستها الخارجية، والمبادئ الأساسية التي حكمت ولا تزال تحكم هذا النهج لم تتغير أو تتبدل على مر الزمن، وهي تتمثل في أن أي قرار أو تحرك سياسي خارجي تقوم به المملكة ينبع أساساً من حقيقة أولية مؤداها أنها جزء من الأمة العربية الإسلامية». وأكد أن فخر المملكة بانتمائها العربي يعد «أحد الركائز الأساسية في السياسة الخارجية لها، وهو انتماء ترتب عليه أن تحمل المملكة لواء الدعوة للتضامن العربي، وأن تكون موئلاً للعرب على جميع الأصعدة السياسية والثقافية والفكرية، وأن تقف بصلابة إلى جانب جميع القضايا العربية». وأوضح أن السياسة الخارجية للمملكة «تتسم بأخذها بالأساليب الجادة المعتدلة البعيدة عن الصخب والضجيج، واعتمادها على معالجة القضايا بالهدوء». وتحدث مدني عن قضية «مكافحة الإرهاب»، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية «اتخذت من ظاهرة الإرهاب موقفاً صلباً وقوياً بغية مكافحتها واحتواء آثارها المدمرة، ودأبت على إدانة الإرهاب بجميع أنواعه وأشكاله، وضمت جهودها إلى جانب الجهود الدولية المبذولة للتصدي لهذه الظاهرة الخطرة التي لا يمكن مكافحتها إلا من خلال عمل دولي متفق عليه يكفل القضاء عليها». وأكد أن «التهديد الإيراني للأمن والاستقرار في المنطقة يأتي في مقدم هذه التحديات»، مشيراً إلى تدخل إيران السافر في الشؤون الداخلية للدول، وقال: «منذ قيام ما يُسمى بالثورة الإسلامية في إيران في عام 1979م، وحتى الآن وجدت المملكة العربية السعودية نفسها في مواجهة مستمرة مع التحدي الإيراني الذي أخذ أشكالاً وصوراً عدة، ابتداءً من إفرازات الحرب العراقية - الإيرانية، ومروراً بعبث ما يسمى بحزب الله المدعوم من إيران في الساحة اللبنانية، وما تمارسه إيران من أنشطة محمومة وتخريبية في الخليج العربي والبحرين، بالإضافة إلى تدخلاتها السافرة والمباشرة في العراق وسورية، وانتهاءً بالأوضاع الخطرة التي يجتازها اليمن حالياً». وأكد الوزير مدني عمق العلاقات السعودية - المصرية، وقال: «إننا في المملكة العربية السعودية نؤمن أن مصر منا ونحن منها، ديننا واحد، وطنها ووطننا قطعتان من هذا الشرق الأصيل بعاداته وتقاليده وحضارته وثقافته، وماضيها وماضينا فصلان من كتاب واحد في تاريخ العرب والمسلمين».