استبق الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) زيارته إلى العاصمة الروسية موسكو ولقاء الرئيس فلاديمير بوتين المقررة الإثنين المقبل، بتمسكه رفض الرعاية الأميركية للمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لكنه خاطب المجتمع الدولي قائلاً: «أيدينا ممدودة للسلام على أساس رؤية الدولتين، والقدسالشرقية عاصمة لنا». وفيما نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن الديبلوماسي الفلسطيني في موسكو عبدالحفيظ نوفل قوله إن «بوتين وعباس سيبحثان في مدينة سوتشي في جنوبروسيا في آلية وساطة جديدة محتملة لتحل محل رباعية الشرق الأوسط»، رد الرئيس الفلسطيني على الاتهامات التي وجهها مسؤولين في الإدارة الأميركية إلى شخصه، مشدداً في كلمته خلال احتفالية القدس عاصمة الشباب الإسلامي، التي أقيمت في صالة أحمد الشقيري في مقر الرئاسة في مدينة رام الله، على أن واشنطن «لم تعد تصلح أن تكون وسيطاً نزيهاً». ورفض عباس ضمنياً ما تعرف ب «صفقة القرن» بعد تسريبات عن فحواها. وتعهد بعدم الجلوس على طاولة مفاوضات برعاية طرف «يخرج القدس واللاجئين من قضايا الحل النهائي». وقال: «هناك قضايا نحن موافقون عليها رؤية الدولتين على حدود 1967، القدسالشرقية عاصمة لنا، ونجلس بعد ذلك على الطاولة لنناقش كل القضايا إن شئت فأهلاً وسهلاً وإن لم تشأ لن نكون معك، نحن أصحاب القرار»، قبل أن يلوح بقلمه قائلاً: «هذا القلم هو الذي يوقع، لا أحد يوقع بالنيابة عنا». وأكد أن القدس «أرض إسلامية مسيحية بكل المقاييس ولن نسمح لأحد أن يتكلم هنا وهناك، ليقول العاصمة الموحدة، أو ينقل سفارته إليها، هذا الكلام سواء خرج من هنا أو هناك لن نقبل به ولن نسمح به». قبل أن يجدد التأكيد على أن «أيدينا ممدودة للسلام ومن خلال المفاوضات، ونحن مع الحرب على الإرهاب في كل مكان في العالم»، مشدداً على «أننا لم نرفض أبداً أي دعوة للمفاوضات». وأكد أن زيارة فلسطينوالقدس «ليست تطبيعاً، فزيارة السجين ليست كزيارة السجان». كما تمسك ب «المصالحة الفلسطينية أيا كانت العقبات في طريقنا، ومؤمنون تماماً أنه لا دولة في غزة ولا دولة من دون غزة». وعشية كلمته، التقى عباس، المبعوث الياباني لعملية السلام في الشرق الأوسط ماساهارو كونو، واطلعه على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والمأزق الذي وصلت إليه العملية السياسية عقب القرار الأميركي بشأن القدس، داعياً إلى أن يكون لليابان «دور يتناسب وحجمها السياسي والاقتصادي الكبير». وبدوره، أكد المبعوث الياباني استمرار بلاده في تقديم الدعم للعملية السياسية، وللشعب الفلسطيني لبناء مؤسساته، واقتصاده، خصوصاً مشروع ممر السلام والازدهار الذي تدعمه بلاده، مشدداً على رغبة طوكيو في لعب دور فاعل وداعم في عملية السلام. إلى ذلك رحبت الرئاسة الفلسطينية، بزيارة رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي التي وصفتها ب «التاريخية والهامة»، السبت المقبل. وأوضحت أن عباس، وضيفه رئيس وزراء الهند، سيعقدان جلسة مباحثات هامة، ستتناول آخر مستجدات العملية السياسية في المنطقة لما للهند من وزن دولي كبير. وأشارت إلى أن اللقاء سيتناول بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى بحث الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وكشفت أن الزيارة ستشهد توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.