أعلنت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة نيكي هيلي اليوم (الثلثاء) أنها ستدعو قادة جنوب السودان عندما تزور جوبا الشهر المقبل إلى اقتناص فرصة أخيرة للسلام والعمل سريعاً على إعادة إحياء اتفاق سياسي لإنهاء الحرب الدائرة منذ ثلاث سنوات. وقالت هيلي في كلمة أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أن جهود السلام في جنوب السودان يجب أن تحقق تقدماً في الأسابيع المقبلة بعد انهيار الاتفاق الذي تم التوصل إليه في العام 2015 بدعم من الأممالمتحدة. وقالت هيلي «إنها الفرصة الأخيرة لإنقاذ اتفاق السلام في جنوب السودان». وأضافت «على أطراف النزاع كافة الاستفادة من الأسابيع المقبلة للالتزام بهذه العملية واتمامها». ودعت أميركا أمس السودان الى اجراء تحقيق شامل في صدامات دارت الجمعة الماضي في مخيم بدارفور بين قوات الامن ونازحين، أسفرت عن مقتل عدد من الاشخاص. وتظاهر النازحون الجمعة ضد الرئيس السوداني عمر البشير الذي كان يزور قرية مجاورة للمخيم ودعا منها الى المصالحة في اقليم دارفور المضطرب. وأوضحت بعثة «حفظ السلام في دارفور» (يوناميد)، انه بينما كان البشير يزور قرية شطايا، شهد مخيم «كلمه» صدامات بين متظاهرين يحتجون على زيارته وبين قوات الامن، ما اسفر عن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة 16 آخرين بجروح. واعلنت السفارة الاميركية في السودان في بيان على «فايسبوك» ان «واشنطن تشعر بقلق بالغ ازاء الاستخدام المفرط للقوة من جانب القوات الحكومية السودانية». واضافت ان «الولاياتالمتحدة تدعو الحكومة بشكل فوري الى اجراء تحقيق شامل وشفاف في الواقعة التي قد تكون قوات الامن السودانية اطلقت خلالها النار على النازحين، ما ادى الى مقتل خمسة أشخاص». ويعاني جنوب السودان أزمة إنسانية حادة، إذ يحتاج 7.6 ملايين شخص للمساعدات وسط نفاذ صبر الإدارة الأميركية وجهات أخرى من الرئيس سلفا كير. وفي خطوة تعكس تحولاً في المواقف، حذر الاتحاد الأفريقي الأسبوع الماضي من أنه سيدرس فرض عقوبات ما لم يحصل تقدم باتجاه اتفاق سياسي بموجب عملية سلام جديدة تحت رعاية الدول السبع في مجموعة الهيئة الحكومية للتنمية «ايغاد». وقال مبعوث الأممالمتحدة إلى جنوب السودان ديفيد شيرر لمجلس الأمن «يبدو أن الحكومة ازدادت تصلباً بعد المكاسب العسكرية التي حققتها أخيراً، ولا سيما في معاقل رئيسة» لقوات موالية لرياك مشار. وسقط عشرات آلاف القتلى وأجبر حوالى أربعة ملايين شخص على إخلاء منازلهم والفرار هرباً من المعارك من جراء النزاع الذي حرك عداوات عرقية بين قبائل الدينكا التي ينتمي إليها الرئيس كير وقبائل النوير التي ينتمي إليها مشار وغيرها. وفي كانون الأول (ديسمبر) 2013 اندلعت الحرب مجدداً في جنوب السودان مع اتهام الرئيس سلفا كير نائبه السابق مشار بالتواطؤ للانقلاب عليه. واندلعت معارك عنيفة في جوبا في العام 2016 بعد عودة مشار إلى العاصمة بموجب اتفاق سلام. وغادر مشار بعدها البلاد إلى جنوب أفريقيا، وتمنع الدول المجاورة عودته إلى جنوب السودان بطلب من الولاياتالمتحدة.