حذرت سلطة البيئة التي تديرها حركة «حماس» في قطاع غزة من تفاقم الوضع البيئي نتيجة استمرار انقطاع التيار الكهربائي بسبب نفاد الوقود، مشيرة الى أن نسبة تلوث شاطئ القطاع وصلت إلى 70 في المئة بسبب استمرار ضخ مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى البحر. يذكر أن أزمة الكهرباء تلقي بظلال كثيفة على مناحي الحياة، خصوصاً قطاعي الصحة والبيئة. ونظراً الى عدم توافر التيار اللازم لتشغيل محطات معالجة الصرف الصحي في القطاع، فإنه يتم، منذ نحو ثلاثة أشهر، ضخ 110 أكواب مكعبة من مياه الصرف الصحي الى البحر المتوسط من دون أي معالجة، ما أدى الى تلوث خطير في مياه المتوسط، ودفع البلديات الى حظر السباحة على الشواطئ. كما وصل التلوث الى شواطئ مدينة المجدل عسقلان (أشكلون) التي تبعد عن حدود القطاع نحو 15 كيلومتراً، ما اضطر بلدية المدينة الإسرائيلية الى حظر السباحة في طول المنطقة. وقال المدير العام للإدارة العامة لحماية البيئة في سلطة البيئة في غزة بهاء الدين الأغا خلال مؤتمر صحافي أمس إن الوضع البيئي تفاقم في شكل كبير في ظل الأوضاع الصعبة جداً التي يمر بها في القطاع بسبب أزمة الكهرباء وتشديد الحصار. وطالب الغزيين بالابتعاد عن الأماكن الملوثة وغير الصالحة للاستجمام حفاظاً على صحتهم وسلامتهم. وأشار الى وجود خمس محطات معالجة في القطاع، أربعة منها تضخ مياه الصرف الصحي الى البحر، والخامسة شمال القطاع يتم تصريف المياه منها نحو أحواض عشوائية، ما يؤدي الى تسرب المياه الملوثة الى باطن الأرض، وبالتالي تأثر الخزان الجوفي، المصدر الوحيد للمياه في القطاع. وطالب المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية بإلزام الاحتلال رفع الحصار المفروض على القطاع فوراً، خصوصاً القطاعات الحيوية التي تمس الحياة اليومية للمواطنين الذين لهم الحق بالحصول على الحاجات الأساسية التي كفلها لهم القانون الدولي للعيش بكرامة. وكانت أزمة الكهرباء تفاقمت في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة بعد توقف مولدين من مولدات محطة الطاقة الوحيدة عن العمل نظراً الى نفاد الوقود المستورد من مصر. غير أن مصر عادت وأرسلت وقوداً الى القطاع عبر معبر رفح أمس. ومنذ نحو ثلاثة أشهر، لا يصل التيار الى منازل الغزيين سوى أربع ساعات يومياً، فيما وصل خلال اليومين الماضيين الى ثلاث ساعات فقط يومياً، وفي بعض المناطق لم يصل بتاتاً. وتوقع الغزيون، مع توريد كميات من الوقود المصري وتشغيل ثلاثة مولدات، أن يصل التيار ثماني ساعات يومياً، أو ستة على الأقل، إلا أن خفض اسرائيل قدرة خطوطها المزودة القطاع بالتيار الى 70 ميغاواط من أصل 125، حال دون ذلك.