الطفيليات "تدير" ألعاب الفيديو

ترافقت ثورة المعلوماتية مع تكاثر، لا بل طفرة، في ألعاب الفيديو والكومبيوتر. وماذا عن ثورة البيولوجيا والجينات؟ هل بإمكانها أن تفعل شيئاً مماثلاً؟ بل لِم لا تجتمع الثورتان في الألعاب الإلكترونية للكومبيوتر؟
إستناداً إلى هذه الآفاق، شرع رايدل كروس، هو عالِم فيزياء في جامعة ستانفورد الأميركية، في تصميم ألعاب إلكترونية "تتدخّل" فيها خلايا حيّة، مثل بعض أنواع الطفيليات الوحيدة الخليّة. ويسمي كروس المنتجات التي يصنعها ب"الألعاب البيوتيكية"Biotic Games، باستعمال شطر من كلمة "بيولوجي" Biology التي تشير إلى علوم الكائنات الحيّة. ويأمل أن تؤدي هذه الألعاب إلى رفع مستوى التعليم، وجمع معلومات مفيدة للبحوث العلمية، ورفع الوعي العام عن أهمية البيولوجيا وعلومها.
وفي أولى تجاربه، ابتكر كروس لعبة تؤدي حركة اللاعبين فيها إلى التأثير على عمل الوظائف الأساسية في طفيليات وحيدة الخلية، بصورة مباشرة. وأعرب كروس عن إعتقاده بأن هذا النوع من الألعاب يمكّن الجمهور من الرؤية المباشرة للعمليات البيولوجية الأساسية في الخلايا، وكذلك طُرُق التأثير عليها، ما يزيد في تفهّم هذه العمليات، من دون اللجوء الى تجارب علمية صارمة. ومن ناحية ثانية، تقدّم هذه الألعاب وسيلة لمعرفة رأي الجمهور عن المواضيع التي تثير إهتمامه، كي تتوسّع البحوث فيها علمياً. ويعني ذلك صنع نوع من الجسر بين الرجل العادي وبحّاثة المختبر، بحيث لا تتجاهل البحوث رغبات الناس وتطلّعاتهم.
ولحد الآن، صنع كروس 8 ألعاب كومبيوتر "بيوتيكية"، تتوزّع على 3 فئات، مع الحرص على التشابه بين هذا النوع المبتكر من الألعاب والأنواع الشائعة من ألعاب الكومبيوتر. ونُشرت تصاميم هذه الألعاب البيوتيكية أخيراً في مجلة "المختبر على الرقاقة" في عدد خُصّص للإحتفال بالذكرى العاشرة للمجلة التي تشرف عليها "الجمعية الملكية للكيمياء" في بريطانيا.