عبّر ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تقديره الكبير لدور السعودية وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في العمل على تقوية منظومة العمل الخليجي المشترك ومواجهة المخاطر التي تهدد الأمن القومي العربي والتعامل بحكمة مع أزمات المنطقة، مؤكداً اعتزاز الإمارات بعلاقاتها الأخوية مع المملكة، ووقوفهما معاً في الدفاع عن المصالح العربية العليا. وكان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان التقى أمس الشيخ محمد بن زايد في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين وعدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك. وأكد ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في تصريح له بمناسبة انعقاد القمة الخليجية - الأميركية في الرياض أن العلاقات الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون وأميركا تمتلك مقومات استمرارها وتطورها، على رغم التغيرات الكبيرة التي جرت خلال السنوات الماضية في البيئتين الإقليمية والعالمية، إضافة إلى التغيرات على الساحة الأميركية ذاتها، وهذا يعود إلى أن هذه العلاقات تقوم على أسس صلبة من ترابط المصالح والرؤى المشتركة تجاه مجمل القضايا والأزمات على المستويين الإقليمي والعالمي، وتستند إلى رصيد طويل من التفاعل والتعاون والتنسيق والاحترام المتبادل ما يجعلها قادرة دائمة على المحافظة على قوتها وحيويتها باستمرار. وأضاف أن هذه القمة تعبّر بوضوح عن أهمية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي على الساحتين الإقليمية والعالمية، ودورها الأساس والمؤثر في التعامل مع الملفات والقضايا المثارة في المنطقة بالتعاون والتنسيق مع حلفائها وأصدقائها في العالم، وفي مقدمهم أميركا، إضافة إلى أنها تؤكد الموقع المحوري لمنطقة الخليج العربي في السياسة الأميركية، واهتمام الإدارة الأميركية بالاستماع إلى قادة دول مجلس التعاون حول مجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم. وأشار إلى أن القمة الخليجية - الأميركية جاءت في ظل ظروف معقدة وأوضاع حرجة تعيشها منطقة الشرق الأوسط، ولذلك فهي فرصة مهمة وكبيرة لتبادل وجهات النظر والتصورات والرؤى بين قادة دول مجلس التعاون والرئيس ترامب حول قضايا المنطقة، وفي مقدمها أمن الخليج العربي والإرهاب والأزمات المعقدة في سورية واليمن وليبيا والعراق ولبنان، والتدخلات الإيرانية في المنطقة، وعملية السلام المتعثرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، إضافة إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به أميركا ودول المجلس في صياغة استراتيجيات مشتركة للتعامل مع هذه القضايا والأزمات، بما يحفظ للمنطقة أمنها واستقرارها ويحقق التسوية العادلة للأزمات التي تعانيها ويحافظ على المصالح العالمية في منطقة ذات أهمية استراتيجية كبرى بالنسبة إلى السلام والأمن العالميين. وأعرب عن تفاؤله بالقمة الخليجية - الأميركية، وما دار خلالها من مناقشات مهمة وصريحة، وما عبّرت عنه من إرادة مشتركة لمزيد من التعاون الخليجي - الأميركي خلال المرحلتين الحالية والمقبلة.