توقعت مصلحة الأرصاد الجوية في ادارة الطيران المدني اللبناني ان يتحسن الطقس تدريجاً ابتداء من اليوم، مع ارتفاع محدود في درجات الحرارة، فيما تواصلت العاصفة التي تضرب لبنان منذ يوم الجمعة الماضي. واستمر أمس تساقط الثلوج فوق المناطق اللبنانية على ارتفاع 900 متر وما فوق، مسبباً بقطع عدد من الطرق منها طريق كفرسلوان - فالوغا، عيون السيمان - فاريا، ترشيش، ضهور الشوير، وغيرها، في حين منع المواطنون من سلوك طرق كثيرة منها ضهر البيدر ما لم تكن سياراتهم مجهزة بسلاسل معدنية بدءاً من منطقة صوفر، وذلك بسبب سماكة الثلج. وتواصل انقطاع التيار الكهربائي عن عدد من القرى والبلدات بسبب العاصفة، وتسببت سرعة الرياح المترافقة مع الثلوج والامطار بانهيار جدران البساتين في عدد من المناطق الساحلية والداخلية واقتلاع الاشجار والبيوت البلاستيكية خصوصاً في زحلة في البقاع، ما ادى الى اتلاف المزروعات، كما واصلت الامواج ابتلاعها مراكب صيادين، تحديداً في طرابلس امس. وسجل إقبال كثيف للمواطنين في المناطق التي غطتها الثلوج، على التزود بالمواد الغذائية والوقود تحسباً لاستمرار العاصفة واشتدادها خلال الساعات المقبلة. وعلى الطريق الدولية التي تربط لبنان بسورية في منطقة المصنع الحدودية، روى مئات العمال السوريين معاناتهم التي تمثلت بمغادرة لبنان مشياً في اتجاه قراهم في سورية. وشهدت الطريق الدولية احتجاز العشرات من شاحنات النقل الخارجي امضى سائقوها ليلتهم داخلها على طول الطريق الدولية التي بقيت بعيدة من جرافات وزارة الاشغال العامة، ما تسبب بتعطل حركة الترانزيت والعبور. الى ذلك، افاد قسم المناخ في حوش الأمراء بأن مجموع كميات المطر (الثلوج) التي هطلت خلال 24 ساعة وحتى صباح أمس، بلغت 42 ملم، وبلغ المجموع العام حتى امس 133 ملم يقابلها في العام الماضي 248,2 ملم، أما المعدل العام لتاريخه فهو 145 ملم. دعوات الى المعالجة رفع المواطنون في المناطق المحاصرة بالثلوج اصواتهم، داعين الحكومة الى السرعة في المعالجة وتعويض المتضررين، كما ناشدوا وزارة الطاقة العمل على اعادة التيار الكهربائي. واعتبر أهالي عدد من قرى عكار وبلداتها ان «انقطاع التيار الكهربائي عنهم يضاعف المعاناة من جراء العاصفة الجوية ولا سيما الحاجة الى وسائل التدفئة والافران وغيرها، فضلاً عن الاسراع في تصليح خطوط الهاتف والانترنت التي تعطلت». وعرض رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم في القصر الجمهوري في بعبدا مع وزير الاتصالات شربل نحاس الأوضاع السياسية العامة، واطلع منه على الأضرار التي لحقت بقطاع الاتصالات في بعض المناطق جراء العاصفة التي تضرب لبنان راهناً. وتفقد نواب كتلة زحلة الاضرار التي وقعت جراء العاصفة الثلجية، فجالوا على كروم العنب في اعالي المدينة وسهلها، وناشدوا «الهيئة العليا للاغاثة» اجراء مسح سريع وشامل لكل الاضرار وللمنشآت الزراعية والمزارع ولكروم العنب ولبعض المنازل في زحلة وبلدات قضائها ليصار بعد ذلك الى التعويض على اصحابها. وحضت الكتلة شركة كهرباء لبنان على «الاسراع بإرسال فرقها الفنية لاصلاح خط التوتر العالي الآتي من بكفيا والذي يغذي قضاء زحلة، واصلاح خط التوتر في كسارة وإجراء مسح شامل للشبكة التي انقطعت ليلاً». وثمنت «الاعمال التي قامت بها الوزارات المختصة والبلديات والتي ساهمت بفتح الطرقات سريعاً امام المواطنين وسهلت حركة العبور». وناشدت الكتلة الحكومة «ايجاد آلية واضحة لدعم المازوت ليستفيد منها المواطنون مباشرة وتخفف عنهم اعباء ارتفاع سعر الصفيحة التي بات من الصعوبة شراؤها». ودعا النائب محمد الحجار في بيان هيئة الاغاثة الى البدء ب «مسح الأضرار ورفعها الى مقام مجلس الوزراء ليتخذ القرارات اللازمة في شأنها للتعويض على المواطنين».
