شدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على ضرورة مواجهة التحديات، وتكثيف الجهود لمحاربة الإرهاب وتجفيف منابعه. وقال إن «ظاهرة الإرهاب والتطرف، وصدام الثقافات وعدم احترام سيادة الدول والتدخل في شؤونها الداخلية، تحديات تواجه العالم الإسلامي أجمع». مشيراً إلى أن ذلك يستدعي الوقوف صفاً واحداً في مواجهة هذه التحديات، وتنسيق المواقف والجهود، بما يخدم المصالح المشتركة والأمن والسلم الدوليين. وقال في كلمة أمام مجلس النواب الإندونيسي في جاكرتا أمس: «إن هذه الزيارة لبلدكم وما سبقها من زيارة لأخي فخامة الرئيس إلى المملكة والزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين، تأتي لتعزيز التعاون بيننا في جميع المجالات، بما يخدم مصالح شعبينا وتطلعاتهما». وأشاد خادم الحرمين في كلمته بدور مجلس النواب الإندونيسي في تعزيز العلاقات بين الرياضوجاكرتا في جميع المجالات، كما أشاد بما تم توقيعه خلال الزيارة من اتفاقات ومذكرات تفاهم سعودية- إندونيسية. وفي لقاء آخر، شدد الملك سلمان، على أن المملكة تبذل كل ما في وسعها لخدمة الحرمين الشريفين، وخدمة الإسلام والمسلمين. وقال خلال اجتماعه والرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو في قصر مردكا مع أبرز الشخصيات الإسلامية في إندونيسيا، إن «من أهم روابط المملكة وإندونيسيا رابطة العقيدة الواحدة»، محذراً من أن «الإسلام يواجه اليوم حملة تسعى للنيل من قيمه الوسطية وسماحته». وأعرب عن سروره بهذا اللقاء، مقدراً جهود علماء إندونيسيا في خدمة الإسلام والمسلمين. وعلى هامش الزيارة الرسمية لخادم الحرمين إلى إندونيسيا، شهد ملتقى الأعمال السعودي- الإندونيسي توقيع مذكرات واتفاقات شراكة استراتيجية عدة في قطاعات الطاقة والصحة والإسكان والسياحة بقيمة إجمالية بلغت 13,5 بليون ريال (3.6 بليون دولار). وشملت الاتفاقات مشاريع مشتركة في قطاع إنتاج الطاقة الكهربائية، وخدمات الرعاية الصحية والخدمات الطبية، ومشاريع الإسكان، والتعاون في خلق استراتيجيات طويلة الأمد في توطين الخبرات والكفاءات البشرية والتقنية المتطورة في مجال الموارد البشرية، إضافة إلى المجال السياحي، وخدمات الحج والعمرة. وزار خادم الحرمين الشريفين مسجد الاستقلال في جاكرتا، وهو أبرز المعالم الإسلامية في إندونيسيا. وأدى خادم الحرمين الشريفين والرئيس الإندونيسي ركعتي تحية المسجد، ثم قدم الملك سلمان هدية تذكارية عبارة عن حزام الكعبة المشرفة، كما استمع إلى إيجاز عن تاريخ تأسيس المسجد ومراحل إنشائه، ودوره في تحفيظ القران الكريم ونشر العلم. بعد ذلك، وقّع الملك سلمان بن عبدالعزيز في سجل الزيارات، مبدياً سعادته بزيارة بيت من بيوت الله الذي يعد معلماً إسلامياً ومركز إشعاع في جنوب شرقي آسيا، لما يقوم به من دور في تحفيظ القرآن الكريم ونشر الثقافة الإسلامية.