يسعى ائتلاف «دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إلى وضع كتلة «العراقية» امام خيارين، أحدهما التخلي عن المشاركة في الحكومة، والثاني القبول بمنصب رئاسة البرلمان. وعلى رغم بيان مشترك سابق ل «التحالف الوطني» و«التحالف الكردستاني» تلاه النائب حسن السنيد فور صدور مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، واعتبر رفضاً للمبادرة، أعرب تيار الصدر، الحليف الرئيسي للمالكي، ورئاسة اقليم كردستان ترحيبهما بالمبادرة. واعتبرها الأكراد «تشكل الإطار الصحيح للعمل من أجل بناء قواعد ثابتة للمصالحة الوطنية». من جهة أخرى توالت ردود الفعل المستنكرة لمذبحة كنيسة النجاة، واعتبرتها مصر جريمة بشعة، محذرة من» زج اسمها» في الحادث»، في إشارة إلى بيان «القاعدة» التي تبنت العملية، وحذرت الكنيسة القبطية من «الاستمرار في احتجاز مسلمتين». وقال رئيس السن للبرلمان العراقي فؤاد معصوم ل «الحياة» امس عقب انتهاء اجتماع ضمم ممثلي القوى السياسية ان «انعقاد البرلمان في الوقت الراهن تنفيذاً لقرار المحكمة الاتحادية مسألة ضرورية، الا ان غياب التوافق على الموعد وجدول أعمال الجلسة قد يؤدي الى أزمة دستورية». ولفت الى ان «اجتماعات متواصلة برئاستي تضم ممثلين عن القوى السياسية الفائزة في الانتخابات تجرى بشكل يومي لتذليل العقبات امام انعقاد الجلسة بنصاب كامل». وقال النائب الكردي محسن السعدون امس عقب انتهاء جولة المفاوضات الصباحية ل»الحياة» ان «المناقشات تتناول صلاحيات المجلس الوطني للسياسات الإستراتيجية، والموقف من قانون المساءلة والعدالة والتوافق على الرئاسات الثلاث». وأضاف ان «هذه الاجتماعات مهمة وتتصف بالجدية وتمهد لانعقاد جلسة البرلمان من جهة والتحضير لقمة أربيل برعاية الرئيس (مسعود) بارزاني من جهة ثانية». وكانت كتلة «التغيير» الكردية التي انشقت عن «التحالف الكردستاني» ابدت رغبتها في المشاركة في اجتماعات الكتل في بغداد، لافتة إلى أنه لم يتم توجيه أي دعوة إليها لحضور تلك الاجتماعات. إلى ذلك، اعتبر الناطق باسم «العراقية» حيدر الملا في تصريح الى «الحياة» امس ان «مبادرة الملك عبد الله لجمع القوى السياسية في الرياض سيتم تفعيلها في حال استمرار الخلافات بين القوى السياسية وفشل قمة أربيل في تشكيل الحكومة الجديدة». وانضم تيار الصدر والأكراد الى الأطراف المرحبة بالمبادرة بعد يوم من صدور بيان باسم «التحالف الوطني» و»التحالف الكردستاني» اعتبر رفضاً للمبادرة. ونقل موقع رئاسة اقليم كردستان عن رئيس ديوان الرئاسة فؤاد حسين قوله: «إن إقليم كردستان يقدر ويحترم مبادرة خادم الحرمين الشريفين وأي محاولة أخرى تدعم العراق وشعبه للخروج من الأزمة الراهنة، كما نشكر الحكومة السعودية على دعمها مبادرة الرئيس مسعود بارزاني». وأضاف ان «مبادرة جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لها أهميتها الخاصة وفي تصورنا تشكل الإطار الصحيح للعمل من أجل بناء قواعد ثابتة للمصالحة الوطنية في البلاد». من جهة أخرى اعتبرت «الهيئة السياسية لمكتب الشهيد الصدر» المبادرة «خطوة ايجابية تؤكد حرص جلالته على إنهاء أزمة تشكيل الحكومة العراقية باعتبار العراق جزءاً من المحيط العربي». الموقف المعلن لتيار الصدر والأكراد مغاير للبيان الذي تلاه قبل يومين النائب حسن السنيد وقال انه موقع باسم اطراف «التحالف الوطني» و»التحالف الكردستاني». على صعيد آخر، أشادت مصر بمبادرة خادم الحرمين الشريفين باعتبارها «تنبع من حرص سعودي أكيد على الانخراط النشط والإيجابي في تحقيق الاستقرار في العراق»، في الوقت الذي دان الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي بشدة «العمل الإرهابي الهمجي» الذي تعرضت له كنيسة سيدة النجاة في الكرادة وسط بغداد أول من أمس، وأعرب عن خالص التعازي المصرية لأسر الضحايا، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين. وكان تنظيم «دولة العراق الإسلامية» الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم وجه في بيان تهديداً إلى الكنيسة القبطية، وأمهلها 48 ساعة ل»الإفراج عن مسلمات معتقلات داخل أديرة في مصر»، في إشارة إلى سيدتين مسيحيتين قيل أنهما أشهرتا إسلامهما، ويظن بأنهما محتجزتان في أحد الأديرة. السعودية تندد باستمرار «تهويد» القدس وتجدد استعدادها لمؤازرة الشعب العراقي ردود الأفعال على مبادرة الملك: الأكراد يقدّرونها و مصر تثمنها والأردن تؤيدها