كشف تقرير تراجع نشاطات الاندماج والاستحواذ وقيمها في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 66 في المئة خلال الربع الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وقال تقرير أصدرته «إرنست ويونغ الشرق الأوسط» إن عدد الصفقات المعلنة انخفض بنسبة 57 في المئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الربع الأول. وأوضح رئيس قسم عمليات الاندماج والاستحواذ في إرنست ويونغ الشرق الأوسط أزهر ظفر ان هذا التراجع في عدد وقيم الصفقات يعكس حال الركود الاقتصادي العالمي وأنشطة الاندماج والاستحواذ في جميع أنحاء العالم، إذ انخفض عدد الصفقات ضمن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 57 في المئة. وأشار إلى أن الصفقات الصادرة والواردة من وإلى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا شهدت انخفاضاً أكثر حدة، إذ تراجعت بنسبة تزيد على 70 في المئة، ما يدل على تركيز اهتمام المستثمرين على الصفقات المحلية وتعاملهم بحذر مع الصفقات العابرة للحدود. وقال ظفر إن إحصاءات الربع الأول لعام 2009 تؤكد أن المستثمرين استغرقوا وقتاً أطول في اتخاذ قراراتهم في كثير من الأحيان، وفي أحيان أخرى لم يتخذوا أي قرار لعدم تأكدهم ما إذا كان الأسوأ انقضى أم لا، غير أن المستثمرين المخضرمين استمروا في إجراء صفقات استحواذ على الشركات التي تتمتع بنماذج تجارية جيدة وتدفقات نقدية سليمة وبقيم مخفضة». ومن حيث قيم الصفقات، تراجع متوسط حجمها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من 215 مليون دولار الربع الأول من عام 2008 إلى 116 مليون دولار في الربع الأول من العام الحالي، في حين انخفض متوسط حجم الصفقات الصادرة من 913 مليون دولار إلى 880 مليون دولار. واحتل قطاع الطاقة والنفط والغاز مركز الصدارة من حيث نشاطات الاندماج والاستحواذ الإقليمية، إذ حقق 6 صفقات، في حين شهد قطاع الخدمات المالية والمصرفية خمس صفقات، وحل قطاع الاتصالات ثالثاً بأربع صفقات. وحول مستقبل عمليات الاندماج والاستحواذ، أكد أزهر أن نشاطات الاندماج والاستحواذ ستعتمد خلال الأشهر المقبلة على توافر السيولة في السوق، واستعداد البائعين لقبول قيم أكثر واقعية لشركاتهم. وأضاف: «إذا استمرت أزمة توافر السيولة فقد نشهد حدوث عمليات اندماج بسبب استمرار تراجع العائدات، ما سيدفع المتنافسين إلى التعاون في ما بينهم لتقليل التكاليف واستمرار تحقيق الأرباح».