عاشت الإيزيديتان العراقيتان ناديا مراد ولمياء عجي بشار اللتان حازتا جائزة ساخاروف لحرية الفكر التي يمنحها البرلمان الأوروبي، اسوأ اشكال التعذيب على أيدي مسلحي «داعش»، بعد سبيهما على غرار آلاف النساء الضحايا. وخطفت العراقية ناديا (23 سنة) من قريتها كوشو قرب سنجار في شمال العراق في آب (اغسطس) 2014 ثم نقلت الى الموصل، معقل «داعش» الذي يتعرض اليوم لهجوم القوات العراقية. وكانت بداية كابوس دام شهوراً تعرضت خلالها للتعذيب والاغتصاب الجماعي قبل ان يتم بيعها مرات. وأرغمها الإرهابيون ايضاً على التخلي عن ديانتها الإيزيدية التي يعتبرونها من عبدة الشيطان. ويقدر عدد الإيزيديين بأكثر من نصف مليون شخص في العراق. وقالت قبل اشهر «أول شيء قاموا به هو ارغامنا على اعتناق الإسلام. وبعد ذلك فعلوا بنا ما ارادوا». وفي خطاب في كانون الأول (ديسمبر) امام مجلس الأمن في نيويورك تحدثت عن «زواجها» من احد خاطفيها الذي كان يضربها ويرغمها على التبرج وارتداء ملابس تبرز مفاتنها». ولعجزها عن تحمل عمليات الاغتصاب المتكررة قررت الهرب. بمساعدة اسرة مسلمة من الموصل كانت تقيم عندها، وحصلت ناديا على هوية سمحت لها بالانتقال الى كردستان. وبعد هربها عاشت الشابة التي تقول انها فقدت ستة من اشقائها ووالدتها في النزاع، في مخيم للاجئين حيث اتصلت بمنظمة تساعد الإيزيديين اتاحت لها الالتحاق بشقيقتها في ألمانيا. ومصير لمياء عجي بشار (18 سنة) وهي ايضاً من كوشو خطفت عندما كانت في ال 16 ليس افضل من مصير ناديا. خلال فترة احتجازها التي استمرت 20 شهراً حاولت الفرار مراراً. وعندما نجحت وقعت في يدي مدير مستشفى عراقي استغلها جنسياً ايضاً. ونجحت في الفرار مجدداً مع رفيقات لها. لكن اثناء عبور المجموعة حقل ألغام قتلت احداهن في حين اصيبت لمياء بجروح خطيرة، كما ذكرت ميرزا دني مؤسسة منظمة عراقية تهتم بالشابة منذ وصولها الى ألمانيا هذا العام. ويحمل وجه لمياء آثار الانفجار الذي ادى ايضاً الى فقدها عينها اليمنى. وقال يان كزيلهان، وهو طبيب نفسي ألماني يعالج لمياء «انها امرأة قوية في شكل استثنائي واجهت اموراً قاسية جداً لا اتمنى لأحد ان يمر بها». وأضاف «قتل عدد كبير من أقاربها أمامها». وبعد وصولها الى ألمانيا قررت ناديا مراد الدفاع عن الإيزيديين، ويفيد خبراء في الأممالمتحدة بأن حوالى 3200 منهم ما زالوا في ايدي «داعش» ومعظمهم في سورية. وتصبح الفتيات سبايا في حين يرغم الشبان على اعتناق الفكر المتطرف ويشاركون في القتال. وفي خطاباتها ومقابلاتها، تشدد ناديا على احباطها لأن تكون الأسرة الدولية تخلت عن الشعب الإيزيدي. وفي حزيران (يونيو) قالت امام مجلس حقوق الإنسان في الأممالمتحدة ان الدول العظمى «لم تنجح في انقاذنا من الإبادة»، مضيفة «يجب الاعتراف بحصول ابادة وإحالة المسؤولين عنها على القضاء». وفي ايلول (سبتمبر) عينت سفيرة الأممالمتحدة للنوايا الحسنة لدعم المبادرات الجديدة والدفاع عنها والتوعية من أخطار تهريب البشر والنساء والفتيات واللاجئين. وتقيم لمياء مع شقيقتها في جنوبألمانيا، حيث تحاول العيش في شكل طبيعي بعد الفظاعات التي تعرضت لها على ايدي تنظيم الدولة الإسلامية. وتود ان تصبح مدرسة وأن تبقى في ألمانيا. وقال يان كزيلهان «انها فتاة نابضة بالحياة وتتمتع بحس الفكاهة ولديها الكثير من الاصدقاء». وأضاف «لم تفقد شجاعتها ولا حبها للحياة».