هل يجوز للمعتكف الاتصال بالهاتف لقضاء حوائج المسلمين؟ - نعم يجوز للمعتكف أن يتصل بالهاتف لقضاء بعض حوائج المسلمين إذا كان الهاتف في المسجد الذي هو معتكف فيه؛ لأنه لم يخرج من المسجد، أما إذا كان خارج المسجد فلا يخرج لذلك، وقضاء حوائج المسلمين إذا كان هذا الرجل معنياً بها فلا يعتكف؛ لأن قضاء حوائج المسلمين أهم من الاعتكاف لأن نفعها متعدٍّ، والنفع المتعدي أفضل من النفع القاصر إلا إذا كان النفع القاصر من مهمات الإسلام وواجباته. الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - هل تجوز إقامة حفلة عشاء كل ليلة سبع وعشرين من رمضان هنا في مسجدنا بفرنسا؟ وهل يجب علينا إجابة هذه الدعوة، وأن نأكل من هذا العشاء؟ - إذا كانت إقامة حفلة العشاء من أجل أن هذه ليلة القدر وهم يحتفلون بها، فهذا لا أصل له، فالنبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفعل هذا، ولا أصحابه من بعده، والأصل في العبادات التوقيف والمنع حتى يأتي ما يدل على المشروعية. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما روته عائشة - رضي الله عنها - من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» متفق عليه، وفي رواية: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» رواه مسلم. ثم إن الراجح في ليلة القدر أنها ليست ثابتة في ليلة معينة، بل هي متنقلة في أوتار العشر الأواخر من رمضان. وقد غيَّب الله تعالى عنا تحديد هذه الليلة من أجل زيادة الاجتهاد في العمل الصالح في ليالي العشر كلها. وإذا كانت إقامة العشاء من أجل إطعام الطعام للمسلمين الذين يفدون إلى هذا المسجد وقد يكون بعضهم جاء من أماكن بعيدة، ويحصل من خلال ذلك رؤية بعضهم بعضاً، وحصول الالتقاء في بلاد الغربة، فتزداد أواصر الألفة والمحبة بينهم، فليس في هذا بأس، شريطة ألا ترتبط إقامة هذا العشاء بهذه الليلة بصفة دائمة، وإنما يتغير موعده من رمضان إلى آخر حتى يبعد عن شبهة الاحتفال بليلة القدر، واعتقاد أنها في ليلة ثابتة. والله أعلم. دكتور أحمد بن محمد الخضيري عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية