أربع سنوات مقبلة

ودعنا مونديال جنوب أفريقيا وذهب الكأس للفريق الأكثر جدارة واستحقاق، وودعنا في الوقت نفسه أسوء مونديال بسلبياته الأمنية والتسويقية والجماهيرية والمستوى العام الفني المتدن للمنتخبات كافة.
لن نتوقف عند كأس العالم بنسخته الأخيرة التي اختتمت مساء أمس، وإنما علينا النظر للمونديال المقبل بعد أربع سنوات في البرازيل، فالتخطيط يجب أن يبدأ من الآن، والتفكير في بلوغ المونديال المقبل للمرة الخامسة في تاريخ المنتخب السعودي يجب أن يكون من أول يوم ودعنا فيه النسخة الحالية، وعلينا وضع استراتيجية عمل واضحة المعالم من الآن.
والقائمون على المنتخب جمعوا أفضل العناصر الشابة لدينا مع خليط من بعض لاعبي الخبرة في معسكر خاص قبل بدء المونديال الحالي، والهدف معرفة كفاءة العناصر الشابة ومزجها بالخبرة المتاحة وهذه خطوة يجب أن يتبعها خطوات، بل إن بطولة كأس الخليج في نسختها ال 20 في اليمن نهاية العام الحالي، وبطولة أمم آسيا في قطر مطلع العام المقبل، يجب أن تكون محور التخطيط للمونديال المقبل في البرازيل صيف 2014، ولا نعلم كيف يفكر القائمون على المنتخب السعودي للاستفادة القصوى من كل يوم من أيام السنوات الأربع المقبلة، فغيرنا يفكر بالاتجاه نفسه وغيرنا يخطو خطوات واضحة المعالم للأمام، ومنتخبات القارة الآسيوية كافة من حقها التفكير في بلوغ المونديال المقبل من الآن.
كان الأمير نواف بن فيصل قد فكر بعمق عقب عودتنا من مونديال ألمانيا 2006 وركز في برامجه على التوليفة الشابة بغية الوصول بهذه التوليفة لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا، وبالفعل تمت صناعة جيل شاب رائع خاض النهائيات الآسيوية في اندونيسيا 2007، وقدم المنتخب عروضاً رائعة وتفوق على المنتخبات كافة وسرق الحكم اللقب وقدمه هدية للأشقاء العراقيين، من أجل توفير الابتسامة للشعب العراقي الذي يعاني من التفجيرات وويلات الحروب.
وهذه التوليفة الشابة التي قادها الأمير نواف بن فيصل تاهت خطواتها بفعل التشكيلات التي أعقبت هذه البطولة، وبالغ ناصر الجوهر في استدعاء بعض اللاعبين المصابين والاحتياطيين في أنديتهم وبالتالي فقد المنتخب السعودي هويته وضاعت استراتيجية العمل والتخطيط المستقبلي، ودفعنا ثمن ذلك ضياع في أول جولات الحسم لبلوغ نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا، واستعاد المنتخب توازنه بوصول بيسيرو ولكن البخلاء أفسدوا علينا حفلة انتزاع البطاقة من أمام كوريا الشمالية على أرضنا وبين جماهيرنا.
وأمامنا أربع سنوات تحتاج إلى العمل الجاد من الآن، ولا بد من وضع كامل الثقة في الجهاز الفني الحالي، وإذا كانت لدينا نية التغيير فيجب أن تتم قبل بطولة الخليج وكأس أمم آسيا بفترة كافية.
Alhammadi384@hotmail.com