تتداول الكتل البرلمانية فكرة إجراء تعديل وزاري محدود لتجاوز حالة الاخفاق في عدد من الوزارات بعد اتمام استجواب وزرائها وطرح الثقة بهم، فيما علمت «الحياة» ان مجلس الوزراء و «كتلة الائتلاف الموحد» يتحفظان عن «الانتقائية» في طلب البرلمان استجواب وزراء دون غيرهم. وقال القيادي في «الحزب الاسلامي» النائب رشيد العزاوي ل «الحياة» إن «البرلمان سيستجوب الاسبوع المقبل عدداً من الوزراء بعدما ثبت وجود أدلة دامغة على تورطهم بقضايا فساد اداري أو تقصير»، موضحاً ان «بعض الكتل البرلمانية وجه رسائل واضحة الى الحكومة تتضمن اصراره على استجوابهم». وأوضح ان «بينهم وزراء التجارة والنفط والنقل والدفاع والداخلية والامن الوطني»، لافتاً الى ان «البرلمان سيسحب الثقة من بعضهم» مؤكداً «وجود اجماع برلماني على ذلك». وكشف العزاوي ان «الكتل البرلمانية بدأت مشاورات استعداداً لاجراء تعديل وزاري محدود» موضحاً ان «سحب الثقة من بعض الوزراء سيتبعه تقديم مرشحين جدد كي يحلوا محل الوزراء القدامى». من جهتها اكدت عضو «القائمة العراقية» النائب عالية نصيف ل «الحياة» وجود «توجه لإجراء تعديل وزاري بسيط»، ولفتت الى ان «تحقيق مثل هذا التعديل يجب ان يتم وفق معايير الكفاءة والمهنية بعيداً عن المحاصصة الطائفية التي جرت في تشكيل الحكومة الحالية». إلا ان مصدراً مقرباً من الحكومة رفض الاشارة الى اسمه ابلغ «الحياة» ان هناك «تحفظاً من جانب اطراف في الحكومة والائتلاف الموحد على القائمة التي تقدمت بها الكتل البرلمانية لاستجواب الوزراء لأن كل هؤلاء من وزراء الائتلاف ولم تتضمن القائمة وزراء من كتل اخرى». وأضاف ان «رئيس الوزراء نوري المالكي لا يمانع في استضافة أو استجواب أي وزير يرى البرلمان انه مقصّر، وهو يدعو الى القضاء على الفساد. لكنه ضد الانتقائية في استجواب الوزراء خصوصاً مع وجود وزراء آخرين سجّل أداؤهم ضعفاً». وشهدت الاسابيع الماضية تصاعد مطالبة الكتل السياسية بتفعيل دور البرلمان الرقابي من خلال استجواب الوزراء المقصّرين، لكنها واجهت رفض بعضهم المثول أمام البرلمان. في غضون ذلك قال القيادي في «حزب الدعوة» علي الاديب إن «الايام المقبلة ستشهد عقد لقاءات بين القادة السياسيين للبحث في عدد من الملفات والاستحقاقات السياسية والأمنية أبرزها الانسحاب الاميركي من المدن أواخر الشهر المقبل»، مشيرا في تصريح الى «الحياة» ان «كتلة الائتلاف ستعقد اجتماعات لإعادة تشكيلها وفق اسس جديدة تجعلها مفتوحة على كل الاطراف من دون استثناء» استعدادا للانتخابات النيابية المقبلة. وكان المالكي دعا الى تطوير كتلة «الائتلاف» في اجتماع عقده مع نائب رئيس الجمهورية عادل عبدالمهدي القيادي في «المجلس الاعلى الاسلامي العراقي» اول من أمس ناقش إعادة تشكيل «الائتلاف» استعدادا للانتخابات النيابية المقبلة.
