يشهد قطاع الخدمات اللوجستية والمالية وقطاعا الأعمال والسياحة في دبي تطوراً متسارعاً يجعلها تؤدي دوراً محورياً في نهوض الإمارة كمركز عالمي. ولفتت شركة «نايت فرانك» للاستشارات العقارية العالمية، في تقرير يصدر اليوم، إلى أن تأثير السوق العقارية في دبي ولّد مستويات عالية من الطلب على العقارات المكتبية والصناعية والعقارية. وقال ضياء نوفل، مدير بحوث الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في «نايت فرانك» إن «الإمارة رسخت مركزها عالمياً كوجهة عائلية ووجهة أعمال بضرائب منخفضة، أضف إلى ذلك الارتباط اللوجستي الوثيق مع المراكز الاقتصادية حول العالم. وهذا ساهم في جذب كثير من الشريحة المتنامية لأغنياء العالم، ولذلك نرى أن الطلب على العقارات السكنية الفاخرة نما في شكل مطرد». وتوقع صندوق النقد الدولي أن يتفوق أداء اقتصاد الإمارات على أداء دول من قبيل المملكة المتحدة والولايات المتحدة وألمانيا وهونغ كونغ وسنغافورة بين 2015 و2020. بالإضافة إلى أن الإمارات هي ضمن أفضل الأماكن حول العالم لممارسة الأعمال مما يدعم دبي كمركز للمال والأعمال في الشرق الأوسط، ويضمن نمو الطلب على المساحات المكتبية ذات الجودة العالية في المدى القصير المتوسط، وفق التقرير. أما في القطاع الصناعي، فكان النمو القوي الذي حققه قطاع التصنيع والتصدير محركاً رئيساً للطلب على العقارات الصناعية واللوجستية في دبي وما حولها. ودعمت هذا النمو عوامل أبرزها الجودة العالية للبنية التحتية للنقل في الإمارات التي صنفها المنتدى الاقتصادي العالمي الأفضل في العالم. وهذه العوامل أدت إلى وصول ميناء جبل علي إلى مركزه الحالي بوصفه أكثر الموانئ ازدحاماً بعد سنغافورة وقبل روتردام. ولا تزال دبي تخطو خطوات واسعة بوصفها وجهة سياحية ومركزاً عالمياً للرحلات الجوية، إذ ارتفع متوسط عدد الليالي التي يقضيها الزوار في دبي من 2.6 ليلة عام 2004 إلى 3.8 ليلة عام 2014. وتفوق مطار دبي الدولي على مطار لندن هيثرو العام الفائت ليصبح بذلك المطار الأول عالمياً بالنسبة إلى عدد المسافرين مقارنة بنصف عدد مسافري مطار هيثرو قبل عقد من الزمن. وفي القطاع السكني، أضافت التقرير، شهدت أسعار العقارات السكنية الفاخرة في دبي ارتفاعاً بقيمة 59 في المئة على مدى خمس سنوات حتى نهاية 2014، وهو أداء أفضل من أداء مدن أخرى من قبيل لندن (52 في المئة) ونيويورك (47 في المئة) وهونغ كونغ (31 في المئة) وباريس (18 في المئة) وسنغافورة (7 في المئة) وسيدني (2 في المئة). وقال خاوار خان، مدير البحوث في «نايت فرانك الشرق الأوسط»: «على رغم أن القطاع السكني واجه صعوبات خلال 12 - 18 شهراً خلت، لا تزال دبي تستقطب أغنياء العالم لأنها لا تزال تتمتع بكونها أحد أكثر الأماكن أماناً في العالم، وتتمتع بتواصل لوجستي عالٍ، وأفق اقتصادي قوي، وضرائب منخفضة وعوامل رفاهية كثيرة».