هل يجب أن تُحل مشكلات المجتمع الطبيعية جداً أو الطارئة بتدخل أمير المنطقة مشكوراً بإصدار أمر لعلاج مشكلة ما أو وضع صُعب على الأسر التعامل معه؟ هل تذكرون طفلة السلاسل التي لم تُحل مشكلتها إلا بعد تدخل جهات عدة في مشكلة الأب الذي خشي على ابنته من نفسها وخشي منها على الآخرين، فقام بربطها في سلاسل حديدية؟ الطفلة حولت بعد أشهر عدة وبعد تدخل جهات كثيرة إلى مركز تأهيلي علاجي يعيدها إلى حالتها الطبيعية التي كانت عليها قبل أن تتعرض لعضات مفترسة وفاجعة ومؤلمة من بعض الكلاب. الأب صرّح أكثر من مرة أنه مطالب بأداء عمل يقيم به أود أسرته، ويوفر لهم حاجاتهم الضرورية، ولذلك فهو لا يتمكن من رعايتها، وبعد مناشدات عدة تدخلت فيها الصحف وبعض الجهات حولت الفتاة إلى دار متخصصة. اليوم طالعتنا صحيفة عكاظ وهي أول من نشرت خبر المريض النفسي عمر بانتهاء محنته ومحنة الأسرة بعد صدور أمر من أمير منطقة المدينة بالإسراع في إدخال المريض مستشفى الصحة النفسية بالمدينة. هل نلوم الأسرة (على رغم بشاعة مكان الاحتجاز)؟ أم نلوم الجهة التي لم تستقبله في المقام الأول؟ أم نلوم دور الخدمة الاجتماعيه فيها، هل تستطيع الأسرة مساعدته على العيش بكرامة وبآدمية، وهل تتمكن (بمفردها وهي غير المتخصصة) في إعطائه علاجه الدوائي؟ وهل قامت الأخصائية أو الأخصائي الذي درس الحالة في تصعيد حال المريض وحال الأسرة للمسؤولين لأن هذا بالتحديد هو دور الخدمة الاجتماعية إيصال صوت المواطن للمسؤول والتصرف بمهنية تجاه ما يقابلها من حالات (غضب من غضب ورضي من رضي) المجاملات ليست مطلوبة في أماكن العمل ولا الصمت يسهم في حل المشكلات. الأسرة أفادت في التصريح الأول أنها حاولت ادخاله للعلاج مرات عدة، ولم تتمكن من ذلك واليوم يتهمها من فتح الباب للمريض السجين بأن ما فعلته هو عنف أسري لا يرضي الله ولا يرضي رسوله؟ قد أتفق معه أنه عنف أسري، لأن البيئة غير صالحة للسكن ولا الطريقة مناسبة، ولكن لا ألومهم بمفردهم كونهم غير متخصصين وربما جهلة لا يعلمون أن المرض قد يتحسن بالمتابعة الجيدة وبالمداومة هل تناول العلاج، ولكن ليسوا وحدهم الملامين، وسؤالي هل ينبغي أن تحل مشكلاتنا عندما تظهر في الصحف وبعد إصدار أمر علاجي. عن طريق أمير أو وزير... في انتظار إجابة شافية! [email protected]