تحظى العلاقات السعودية الأمريكية بأهمية خاصة ضمن علاقات الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط. ولعدة عقود كانت المملكة نقطة ارتكاز في السياسات الأمريكية. وإذا كانت العلاقات السياسية بين البلدين قد بدأت في الثلاثينيات من القرن الماضي إثر إلحاح شركات النفط الأمريكية، فإن تلك العلاقات تعززت بمرور الوقت لا سيما في فترة الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور في الخمسينيات. ومنذ تلك الفترة وحتى وقوع أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 حافظت الشراكة السعودية الأمريكية على صلابتها وقد اجتازت اختبارات عديدة. ويعود السبب في رسوخ العلاقات السعودية– الأمريكية إلى وحدة المرجعية الفكرية السياسية لدى البلدين، وتتجسد هذه المرجعية في وجود قناعة متبادلة بأن أهمية العلاقة تجعل الإصرار على تقويتها من مبادئ الوعي بالمسؤولية، ومن مقتضيات هذا الوعي أن الشعبين السعودي والأمريكي يشتركان في غابة سامية وهي تحقيق الخير العميم للعالم وتقوية دعائم السلم والأمن والرخاء للشعوب كلها. ومن منطلق توطيد العلاقات بين البلدين، افتتح المهرجان الثقافي التجاري السعودي الأمريكي الثاني الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بأبها بالتعاون مع القنصلية الأمريكية بجدة. وأوضح رئيس مجلس إدارة الغرفة المهندس عبد الله المبطي، أن المهرجان يهدف إلى التعريف والتقارب بين الثقافات السعودية والأمريكية، لا سيما في إطار التعاون الثقافي الذي اهتمت به المملكة إلى جانب العلاقات التجارية التي تشكلت اللجنة السعودية الأمريكية المشتركة للتعاون الاقتصادي لتكون بمثابة نقلة نوعية في علاقات التعاون بين البلدين. كما أقيم مؤتمر العلاقات السعودية الأمريكية في جامعة شمال أيوا بمدينة سدر فولز بولاية أيوا الأمريكية في أكتوبر 2007، أكد فيه رئيس النادي السعودي بالجامعة علي بن عبد الله القروص، أن الهدف من إقامة المؤتمر والأنشطة المصاحبة له هو تسليط الضوء على علاقات الصداقة المتينة بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية. وعن مستقبل العلاقات السعودية- الأمريكية، يرى أستاذ العلوم السياسية ومدير برنامج دراسات الشرق الأوسط بجامعة فيرمونت، الدكتور جريجوري جوز، أن العلاقات السعودية الأمريكية يجب أن ترتكز الآن على خدمة المصالح المشتركة للجانبين، لأن فائض النفط السعودي يلعب دوراً حاسماً في استقرار أسعار النفط في العالم، وهو وضع يخدم كلا من الولاياتالمتحدة والمصالح السعودية.