في معرض «الآخر» : الفنان السعودي زمان جاسم حوّل الأطباق إلى أعمال فنية

"الآخر" كأنا ، ضفتان يصنعانِ بالمعية نهراً ، كجُغرافيا واحدة ، نحياها متلاصقين ، مسَالمين فلا البحرُ في كلينا يعادي براً و لا البرُّ في كلينا يعادي بحراً .هكذا بدأ الفنان زمان جاسم تعريف تجربة معرضه القادم "الآخر" والذي يقام على صالة الكورتيارد في دبي يوم الأثنين التاسع عشر من شهر مارس الموافق للسادس والعشرون من شهر ربيع الثاني ويستمر العرض مفتوحا لمدة شهرا كاملا.جاءت فكرة المعرض مختلفة هذه المرة حين جسد الفنان "الآخر" على هيئة طبق " ستلايات" وهي نسخة مباشرة من الأطباق الحقيقة التي نراها يوميا فوق أسطح المباني وفي كل مكان , فالعمل الفني في هذه التجربة تشكل بناء على رؤية الفنان في فهم وتقبل الآخر ليشترك فيها مع الآخرين بكل اختلافاتهم العرقية والدينية والثقافية وغيرها .ومن هذا المنطلق حوّل الفنان زمان جاسم هذه الأطباق إلى أعمال فنية وكأنما يصنع او يشكل من خلالها بعدا أو آخرا غير الموجود , آخرا قد يكون أكثر تفهما وحبا واندماجا مع المختلف , وقد جاءت الإعمال في هذه التجربة بالعديد من الخامات المختلفة منها البسيط ومنها المعقد , منها اللين ومنها القاسي منها السائل ومنها الجامد , منها الثابت ومنها المتحرك .ويهدف هذا التنوع في الخامة والشكل إلى حالة من البحث في تطويع مختلف المعادن والمواد وارتباطها لتشكل كائن أو جسد آخر , مثل الحديد والنحاس والخشب وبقايا مخلفات المصانع ومادة الفايبرجلاس " الألياف الزجاجية " وغيرها الكثير من المواد التي شكلت حفريات للذاكرة لتعطي تساؤلات عديدة أهمها " نعم جميعنا جسد واحد واختلافنا أشبه بوظائف الجسم المتعددة لذا لا يمكن أن نعيش بدونها"الحرف في تجربة الفنان لم يغيب بل كان حاضرا ومباشرا في معظم أعمال المجموعة ككلمة حب ومحبة وحرف ال "و" والذي كان يتناول قضية الواسطة في المجتمعات وتغييب الآخر.
هذا ويشارك في تجربة الفنان نصاً أدبيا موازيا لتجربة معرض "الآخر" للكاتبة أمجاد حسن العبدالعال , حيث قدمت قراءات متنوعة للأعمال وكلمة عن التجربة تحت عنوان " الآخر : معرضٌ مهندمٌ بعولمة "هذا وقد تم طباعة كتيب ضم ست لوحات جديدة التي تمثل تجربة "الآخر" بتفاصيلها الدقيقة وقراءة كاملة للكاتبة أمجاد حسن مترجمة للغة الانجليزي.الفنان زمان محمد جاسم فنان سعودي متفرغ للفن حاليا بعد أن خدم في سلك التعليم كمدرس لمادة التربية الفنية 23عاما , وله مساهمات ومشاركات كثيرة سواء داخل المملكة وخارجها , وقد فاز بأهم الجوائز التي أقيمت في البلاد كمسابقة السفير الجائزة الاولى ومسابقة ملون السعودية الأولى ايضا وجوائز الفن السعودي المعاصر وجائز الباحة وغيرها , كما فاز أيضا بالعديد من الجوائز المتقدمة خارج البلاد مثل جائزة بينالي الخرافي الدولي وجوائز معارض دول مجلس التعاون الخليجي بالكويت ومسقط كما أقام أكثر من عشرة معارض شخصية في كل من السعودية والكويت والامارات والبحرين ومسقط ومعرضان فرديان في باريس , كما أشرف على العديد من الفعاليات الفنية ومثل المملكة العربية السعودية في العديد من المناسبات الدولية الهامة في معظم الدول العربية والاوربية والأسوية , وأعماله مقتناه لذى العديد من المؤسسات الحكومية والأهلية والأفراد سواء من داخل البلاد أو خارجها.