تصوير: محمد الأهدل .. عندما يحضر اسم اللاعب عبد الله غراب لاعب نادي الاتحاد يستحضر معه المشجع الاتحادي زمن الوفاء والتضحية والبذل والعطاء في الزمن الجميل ( الغراب الصغير ) كما يلقبه محبوه نجح في التألق داخل المستطيل الأخضر في قيادة فريقه نحو الانتصارات وتحقيق الألقاب وبعد أن توقف عن العطاء كانت وجهته نحو التدريب ليواصل نجاحاته قائدا فنيا بعد أن خاض تجربة ناجحة مع فريق حطين بمنطقة جازان «درجة ثالثة» وخلال فترة بسيطة استطاع أن يقود فريقه حتى وصل للدرجة الأولى وها هو الآن يعود إلى فريقه السابق الاتحاد لخدمته وكانت تجربته هذه المرة مدربا للفريق الأول بعد إقالة المدرب البلجيكي ديمتري ليجد نفسه أمام مطالب رئيس النادي لتولي الإشراف على الفريق الأول لقبل المهمة دون تردد وخلال فترة وجيزة نجح في إعادة صياغة الفريق الاتحادي من جديد بعد الانتكاسات الأخيرة مع المدرب السابق . فتح الغراب قلبه ل(البلاد) في هذا الحوار الذي كان فيه واضحا وشفافا للحديث عن الكثير من القضايا الرياضية فإلى ما جاء في هذا الحوار : كيف تلقيت خبر تعيينك مدربا للفريق الاتحادي ؟ كانت بمكالمة هاتفية من رئيس النادي الذي طلبني في منزله وبعد حضوري أخبرني بأن النادي عمل مخالصة نهائية مع المدرب ديمتري واخترناك لتكون البديل خلال الفترة المقبلة ومنحني الصلاحية الكاملة وأحب أن أشكر رئيس النادي اللواء محمد بن داخل الذي وجدت منه كل دعم ومساندة وأنا سعيد بالعمل مع هذه الإدارة . ماهو ردك وهل طلبت مهلة للتفكير أو ترددت في قبول المهمة ؟ طبعا كانت مفاجأة بالنسبة لي وما توقعت أن هذا السيناريو سيصير في تلك اللحظات , ولم يكن هناك وقت للتفكير وخدمة نادي الاتحاد من أبنائه لا تحتاج إلى تفكير أو تردد إضافة إلى أنني من المدربين الذين يعشقون التحدي فأنا لست بغريب على نادي الاتحاد ولا على مهنة التدريب بعد أن خضت تجربة اعتبرها ناجحة عندما أشرفت على تدريب فريق حطين وتوفقت ولله الحمد في الصعود به من الدرجة الثالثة حتى وصل إلى الدرجة الأولى . كيف وجدت استقبال لاعبي الاتحاد بعد أن قبلت بالمهمة ؟ الحقيقة أنني مهما قلت عن لاعبي الاتحاد فلن أوفيهم حقهم وهم لاعبون كبار يملكون الخبرة وحب الشعار وهذا سهل من مهمتي بعد أن وجدة منهم كل تعاون وحرص على بذل قصارى جهد فالجميع جاء لخدمة نادي الاتحاد وهدفنا واحد طبعا هذا الاستقبال أراحني بعد أن وجدتهم يتعاملون باحترافية كبيرة ويملكون فكر عالي وكانوا يطبقون التعليمات دون تردد وهل وجدت صعوبة في التعامل معهم ؟ لا بالعكس لم أجد صعوبة فالعمل معهم كان أفضل بكثير من العمل في نادي حطين على سبيل المثال بحكم أن اللاعبين في الاتحاد لديهم فهم في الاحتراف ويطبقون التعليمات رغم قصر الفترة التي أشرفت فيها على الفريق وهذا ساعدني في تجاوز الظروف التي مر بها الفريق في وقت قصير جدا والفرق الكبيرة دائما يكون لديها القدرة على تجاوز الأحداث العابرة ماذا في الاجتماع الأول الذي عقدته معهم في بداية مهمتك وهل أفصح لك اللاعبون عن بعض المشاكل التي يعانون منها ؟ كانت لي معهم جلسة مصارحة ونقاش اتسمت بالشفافية والوضوح وأنا قريب من اللاعبين وأعرف بعض الأمور التي كان يعاني منها اللاعبون وتعرفت على احتياجات اللاعبين الذين كانوا في منتهى الصراحة ومن تلك اللحظة أدركت أن الفريق سيعود لوضعه الطبيعي ، طبعا هناك بعض الأمور لن أتكلم عنها أما بالنسبة للأمور الفنية فأهم مشكلة التي عانينا منها هو سوء الإعداد في فترة التحضير للموسم من خلال المعسكر الذي لم يكن بالشكل المطلوب مما أثر فنيا على عطاء اللاعبين هذا خلاف المعسكرات والتوقفات بسبب مشاركات المنتخب. ما الفرق بين تدريب فريق كبير مثل فريق الاتحاد يملك شعبية كبيرة وإعلام وفريق حطين ؟ أكيد هناك فرق كبير فالاتحاد فريق عالمي يحظى بشعبية جماهيرية جارفة ومتابعة إعلامية يلك العديد من البطولات والانجازات المحلية والعربية والقارية ووصل للعالمية بعد أن شارك في بطولة كأس العالم للأندية عكس فريق حطين ولكن العمل مع فريق حطين بدون ضغوط تذكر وفي الاتحاد الشخص ينسى نفسه وأهله فالاتحاد تحت المجهر وتحتاج في عملك إلى جهد مضاعف. كان اللقاء الأول أمام المنافس التقليدي الأهلي وانتهت بنتيجة عكس ما كنت تتمناها. ألم تصب بالإحباط بعد هذه المواجهة؟ بصراحة لم تهتز ثقتي في نفسي أو في لاعبي الاتحاد فالخسارة دائما واردة في كرة القدم والبداية لم تكن جيدة أمام الأهلي في الشوط الأول وتغير الوضع بنسبة 180 درجة في الشوط الثاني وعمل الاتحاد كل شيء بعد أن سيطرنا على مجريات هذا الشوط وتسيدنا المباراة وخلقنا الفرص أمام مرمى الأهلي وفق حارسهم في التصدي لكل المحاولات إضافة إلى أن هناك ضربة جزاء كانت واضحة وصريحة لم تحتسب وأعتقد أن الحظ لم يكن حليفنا وهذا المستوى أعطانا دافع كبير للمباراة التي بعدها .طبعا كنت سعيدا بعد أن وجدت إشادات كبيرة من بعض النقاد والمحليين والزملاء وكان عندي ثقة بعودة اللاعبين لتقديم المستوى المأمول منهم . ما الذي تغير في مباراتكم مع النصر والتي كسبها الفريق مستوى ونتيجة ؟ بدأنا بعد مباراة الأهلي بعمل برنامج للاعبين كما أن هناك رغبة كبيرة من اللاعبين أنفسهم في تغيير الصورة وهذا ساعدنا في النهوض من جديد والظهور بصورة طيبة في هذه المواجهة استطعنا أن نكسبها مستوى ونتيجة. لماذا المدرب الوطني لا يستمر خاصة مع الفرق الكبيرة رغم النجاحات التي يقدمها وهل كنت تعلم أنك مدرب طوارئ ؟ بسبب خوف وتردد إدارات الأندية الكبيرة من الجمهور والإعلام خاصة وأن نظرتهم وطموحهم يتجه صوب جلب أفضل المدربين وإحضار أسماء كبيرة في مجال التدريب وهذه المواصفات يرون أنها لا تنطبق إلا على المدرب الأجنبي ولكن للأسف بعد إحضارهم وعمل المؤتمرات الصحفية ليكتشفوا بعد فترة أنهم عاديين وبعض الإدارات تملك المال ولديها القدرة على التغيير أما بالنسبة لي فأنا مقتنع بعملي وأجد في نفسي ثقة كبيرة على قيادة الفريق والدليل أنني قبلت المهمة في وقت حرج جدا وقبيل مواجهة الديربي وأملك الشجاعة بقبول المهمة وأنا من أبناء النادي ولن أتردد في خدمته من أي موقع. بعد قربك من الفريق ما الذي يحتاجه الاتحاد في المرحلة المقبلة ؟ وما هو رأيك في أجانب الاتحاد ؟ أعتقد أن الاتحاد بعد التعاقد مع المدرب السلوفيني ماتياج كيك قطع شوطا مهما نحو الاستقرار فالفريق كان بحاجة إلى الاستقرار والذي دائما ما يساعد على الأداء بشكل أفضل وما يحتاجه الفريق هو إحضار عنصر أجنبي على مستوى عالي هناك باولو جورج وويندل يقدمان مستويات جيدة مع الفريق بالنسبة لزياييه أثرت عليه الإصابة أما العنزي فهو كان يقدم مستويات جيدة مع المنتخب الكويتي وتم الاستعانة به على هذا الأساس ولكنه لم يظهر مع الفريق بمستواه المعروف وربما كان لديه ظروف أثرت عليه وننتظر منه المزيد ستتضح الصورة حول بقاءه من عدمه خلال الفترة المقبلة كيف تقييمك لدوري زين للمحترفين ؟ وما سبب ابتعاد الكرة السعودية عن تحقيق البطولات ؟ كانت البداية في انطلاقة الدوري قوية إلا أن تفريغ الأندية من اللاعبين أثر على المستوى بشكل عام التوقفات المستمرة أثرت على عطاء اللاعبين هناك منتخب أول وأولمبي ومنتخب «ب» كل فريق يخسر أكثر من نصف الفريق بسبب هذه المشاركات وهذا يؤثر على المستوى العام وبالنسبة لغياب الكرة السعودية عن تحقيق البطولات هناك منتخبات قوية تطورت بشكل كبير وغياب المواهب في الكرة السعودية تسبب في ابتعادنا عن تحقيق البطولات. ما سبب انخفاض مستوى اللاعب السعودي في الفترة الحالية ؟ أنا احمل الأجهزة الإدارية والفنية والتدريبية خاصة فيما يتعلق بسوء الإعداد خلال إقامة المعسكرات فإذا كان الإعداد غير جيد بدون شك سينعكس سلبا على أداء اللاعبين وهذا الذي نعاني منه في الأندية السعودية نحن نريد تطبيق الاحتراف وطبيعة المجتمع لا تساعد في نجاح الاحتراف فاللاعب يريد السهر وحضور المناسبات والخروج التنزه وما إلى ذلك وهذه عوامل تؤثر على تطبيق الاحتراف وهذا راجع للاعب نفسه فمتى ما شعر اللاعب بقيمة نفسه وقدر موهبته على اعتبار أن عمره قصير داخل الملاعب وبالتالي عليه استثمار هذا الوقت الذي لا يتجاوز العشر سنوات إلى ما يعود عليه بالمنفعة إضافة إلى انعدام الطموح لدى اللاعب السعودي فبعد توقيع العقد الأول ينخفض المستوى وهذا يحتاج إلى دراسة وإعادة تقييم من اللجان المختصة وإقامة الندوات التثقيفية للاعبين حتى نخلق جيل لديه القدرة على تطبيق الاحتراف والعمل على عودة الكرة السعودية لسابق عهدها ما هو الفريق الذي ترشحه لتحقيق بطولة الدوري والمنافسة على البطولات الأخرى ؟ من وجهة نظري أن الأهلي والاتفاق والشباب يقدمون مستويات كبيرة في الموسم الحالي بعد أن كانوا مبتعدين عن المنافسة وربما يكون لهم حضور قوي وستكون حظوظهم كبيرة في خطف بطولة الدوري والمنافسة على بقية البطولات , بالنسبة للاتحاد مرت عليه ظروف بعد الخروج من بطولة آسيا أثرت عليه وانضمام عناصر كبيرة للمنتخبات وهذه ربما ستؤثر عليه في هذا الموسم أما الهلال فهو يملك عناصر داخل الملعب لكن ربما أن المدرب لم يستطع توظيفها بشكل صحيح وربما تشهد الفترة المقبلة تغيرا في أداء الفريق فهو يحقق فوز دون مستوى وربما يتعرض لبعض الخسائر التي ستؤثر عليه إلا إذا حصلت بعض التغييرات. كيف تنظر للعقود والمبالغ المالية التي يتقاضاها اللاعب السعودي وهل أثرت في مستوى اللاعبين ؟ أنا من وجهة نظري أن اللاعبين يستحقون هذه العقود خاصة وأن اللاعب يعتمد على الاحتراف لتأمين مستقبله وبعد اعتزال الكرة أو الابتعاد لأي ظرف لن يجد له العمل الذي سيؤمن مستقبله ويجعله يعيش حياة كريمة وبالتالي هو يستحق بشرط أن يكون هناك مقابل من هذا اللاعب بتقدير النادي والانضباط بشكل تام وتقديم المردود الفني داخل أرضية الملعب . هل تعتقد أن فريق الاتحاد بحاجة إلى الإحلال خلال الفترة المقبلة نظرا لارتفاع معدل أعمار اللاعبين ؟ أي فريق يريد تحقيق البطولات والمنافسة لا بد أن يكون لديه اللاعب الجاهز وتكون دكة البدلاء لا تقل عن المتواجدين داخل الملعب في المستوى الفني والإعداد والتجهيز ودمج الخبرة بلاعبي الشباب مطلوب في كرة القدم خاصة وأنها عطاء وجري وقتالية وقوة إضافة إلى أنها تتطلب لاعب الخبرة الذي يستطيع أن يزرع الثقة بين زملائه والاتحاد يحتاج إلى الإحلال ولكن بالتدريج خاصة وأن لدينا مجموعة من المواهب الشابة والتي تحتاج إلى مزيد من الوقت وسيكون لها شأن كبير في خدمة الكرة السعودية . لماذا غابت المواهب عن ملاعبنا وكيف نستطيع اكتشاف المواهب وتقديمها للأندية ؟ في الماضي كان هناك محبون للأندية ويتابعون الدورات التي تقام داخل الحواري ومجرد رؤية موهبة كروية يسارعون في تسجيلها لدى الأندية وفي الوقت الحالي كثرت مشاغل الناس وأصبح الشخص أحيانا لا يريد الخروج من البيت في ظل توفر جميع وسائل الراحة والاتصال ولم يعد هناك العشق كما هو في السابق إضافة إلى أن الأندية التي تسعى الآن إلى استقطاب اللاعبين وتسجيلهم للأسف تحضر معها المحسوبية والمجاملات بتسجيل ولد فلان وقريب فلان وهذا على حساب مواهب تستحق أن تكون في ملاعبنا ونأمل أن يكون هناك متخصصين وكشافين يبحثون عن هذه المواهب داخل الأحياء الشعبية والحواري المنسية. هل أنت راض عن الفترة التي أشرفت فيها على الفريق وماذا تقول للاعبين ؟ نعم راضٍ كل الرضا فالمستوى الذي قدمه الفريق بعد الإشراف عليه والنتائج التي تحققت جعلتني ولله الحمد افتخر بما قدمته وهذا يعود لتوفيق الله أولا ثم تكاتف وتظافر الجهود وتعاون الإدارة التي ساهمت في تذليل جميع العقبات وإدارة الكرة التي أدت عملها بكل إخلاص ولا أنسى الدور الكبير من اللاعبين الذين كان لديهم الرغبة والإصرار على تجاوز الظروف التي مر بها الفريق والعودة لتقديم المستويات المعروفة عن الاتحاد وأحب أن جميع اللاعبين وهي تجربة جميلة بالنسبة لي وأتمنى أن أقدم ولو جزء بسيط مما قدمه لي اللاعبون كما أشكر زملائي المساعدين عادل الثقفي وعلاء رواص والمشرف على الفريق جمال فرحان ومدير الكرة عبد الله فوال والذين كان لهم دور كبير في عودة الفريق لسابق عهده. ما الكلمة الأخيرة التي تود أن تقولها في هذا الحوار ؟ ** شكرا لجريدة البلاد ولشخصكم الكريم وأتمنى التوفيق للاتحاد في تحقيق البطولات بوقفة جماهيره الوفية وأعضاء شرفه المخلصين.
