لم يحظ الموسم الرياضي 2009 / 2010 م هذا العام بمستوى فني مميز ، فجميع الأندية تقريباً مرت بلحظات هبوط وتراخي وعدم ثبات في المستوى نتيجة ظروف مختلفة سواءً إصابات أو إيقافات أو غير ذلك ، حتى أبطال مسابقات هذا الموسم لم تكن ( سمة البطل ) هي السمة الواضحة عليهم ، فالهلال برغم حصده لمسابقة دوري زين ومسابقة كأس سيدي ولي العهد إلا أنه لم يظهر في بعض المباريات بمستواه المعروف وشهد أدائه فيها انخفاضا محيراً لمحبيه ، وكذلك الشباب الذي حصد كأس الأمير فيصل ليس الشباب الذي نعرفه،أما الإتحاد فقد كان له نصيب الأسد من عدم الثبات هذا العام وكان محل استغراب معظم النقاد الرياضيين إلا أنه جاء وصيفاً للدوري وحصد مؤخراً كأس الملك للأبطال ، وعلى مستوى اللاعبين أيضاً لم يشهد هذا الموسم بروز نجم لفت الأنظار بشكلٍ أبهر به النقاد ( سوبر ستار ) ، فتراهم يظهرون في مباراة ويختفون في أخرى ، لكن في المقابل وبكل أمانة فقد شهد هذا الموسم بروز شخصيات إدارية على مستوى رفيع جداً في أكثر من نادي لفتت إليها الأنظار من حيث الأداء والأخلاق وحسن التعامل بل و أعطت نموذجاً للإداري العصري في الروح الرياضية وأعتبرهم مكسب من مكاسب هذا الموسم الرياضي ، ومن أبرز هذه الشخصيات الأمير فهد بن خالد المشرف العام على كرة القدم بالنادي الأهلي ، فبالإضافة لتفانيه وإخلاصه في عمله وتواجده الدائم مع الفريق الأهلاوي في كافة اللقاءات برغم ظروف سكنه في مدينة الرياض إلا أنه لم يتخذ من الظروف ذريعة لعدم التواجد ولم يرتض أن يكون مجرد منصب يتردد في الأوساط الرياضية كمشرف عام على الفريق بل قهر تلك الظروف وتواجد مع الفريق الأهلاوي دون كلل أو تذمر وأعطى للأهلي جل وقته وجهده ، وهو أيضاً مثالاً للمتحدث اللبق فحين تستمع إليه تجده العارف بالشأن الرياضي لما يملكه من هدوء وعقلانية وقوة حجة وسرعة بديهة، كما أنه نموذجاً يحتذى به لكيفية التعاطي مع أسوأ الظروف بكل حيادية وروح رياضية ولم أشاهد له طوال العام الرياضي إساءة أو تجريح تجاه حكم أو ناد ، فالأهلي وإن لم يحقق أي بطولة هذا العام لكن وبكل مصداقية ودون أي مجاملة بطولته الحقيقية والممتدة لسنواتٍ قادمة بإذن الله تكمن في هذا الأمير الشاب والرائع ( فهد بن خالد ) والذي أتمنى بشكلٍ شخصي أن يترأس النادي الأهلي في الأعوام القادمة لكونه مكسباً ليس للأهلي فقط بل للرياضة السعودية بشكلٍ عام ، ولم يكن الأمير فهد بن خالد وحده من المكاسب الإدارية هذا العام بل ظهر العديد من الشخصيات الإدارية التي ضربت أروع الأمثلة في الأخلاق الرياضية وما يجب أن تكون عليه الرياضة في مملكتنا الحبيبة ولعل في مقدمة هذه الشخصيات يأتي الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال والدكتور خالد المرزوقي رئيس نادي الإتحاد والمهندس عبدالمعطي كعكي رئيس نادي الوحدة ، ولا شك أن هناك شخصيات إدارية أخرى قدمت نفسها بشكلٍ لافت ولكن من ذكرتهم من وجهة نظري المتواضعة هم الأبرز هذا العام ، وكم أنديتنا بل ورياضيتنا السعودية في حاجة ماسة لأمثال هذه القيادات لكي نسمو ونرتقي بعيداً عن مفهوم (التعصب المقيت ) . ( بين السطور ) اتمنى أن يتبنى سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب فكرة تكريم هذه القيادات الإدارية الرائعة والتي ساهمت وبشكلٍ كبير في إثراء الساحة الرياضية في مملكتنا الحبيبة بالفكر الإداري الرائع و التعامل الراقي بين الأندية والذي كان له الأثر الكبير في انخفاض نسبة التعصب في الشارع الرياضي بشكلٍ عام . [email protected]