أوضح السفير الصيني لدى المملكة "يونغ هونغلين" إن وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي سيزور المملكة خلال الفترة من 12 إلى 14 يناير الحالي تلبية لدعوة صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ومناقشة القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وقال السفير الصيني - إن عام 2010م يكتسي أهمية خاصة للصين والمملكة إذ سنحتفل في هذا العام بالذكرى العشرين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشيرا إلى أن زيارة وزير الخارجية الصيني المرتقبة للمملكة في بداية العام الجاري تستهدف استعراض التطورات الكبيرة التي أحرزتها علاقات الصداقة الإستراتيجية بين الصين والمملكة خلال عشرين سنة والتخطيط والتصميم لتطوير هذه العلاقات في الفترة المقبلة بين البلدين. جاء ذلك في لقاء صحفي للسفير الصيني عقده في السفارة الصينية بالرياض أمس مبينا أن العلاقات الثنائية السعودية الصينية شهدت تطورا وتميزت بمتانة القاعدة السياسية وكثافة الزيارات المتبادلة على المستوى الرفيع بين البلدين وتعميق الثقة السياسية المتبادلة باستمرار مذكراً في هذا الصدد بزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للصين عام 1998م إلى جانب زيارة الرئيس الصيني السابق جيانق زيمين للمملكة عام 1999م وكذلك في عام 2006م تم تبادل الزيارتين الناجحتين بين الرئيس الصيني جينتاو وخادم الحرمين الشريفين خلال 3 أشهر. وأضاف أنه في عام 2008م زار نائب الرئيس الصيني شي جينيينغ المملكة وفي فبراير عام 2009م قام الرئيس الصيني هو جينتاو بالزيارة الثانية للمملكة خلال 3 سنوات مؤكدا أن هذه الزيارات خير دليل على الاهتمام البالغ الذي توليه قيادتا البلدين لتطوير العلاقات الثنائية ودفعا قويا للتعاون الودي بين البلدين في كافة المجالات إلى مستوى جديد باستمرار .وأشار إلى أنه تم توقيع حوالي 30 اتفاقية تعاون بين الجانبين بمعدل 1.5 اتفاقية تعاون في كل سنة . وبين أن التعاون الاقتصادي التجاري بين البلدين شهد تطورا سريعا وقفز في عام 2008م إلى 41.8 مليار دولار بزيادة أكثر من 140 مرة خلال 18 سنة ماضية مؤكدا أن المملكة أكبر شريك تجاري في غربي آسيا وأفريقيا في السنوات الثمان المتتالية .وقال "إن المملكة من أكبر الدول المصدرة للبترول إلى الصين في العالم خلال السنوات الماضية ورغم انخفاض التبادل التجاري بين البلدين عام 2009م جراء التداعيات السلبية الناجمة عن الأزمة المالية العالمية فإن التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين ما زال يبرز إنجازات مشجعة بشكل عام حيث حقق التعاون بين الجانبين تقدما جديدا في مجالات الطاقة البتروكيماويات والاتصالات والاستثمارات والبنية التحتية وغيرها من المجالات. وأفاد أن عدد الشركات الصينية العاملة في المملكة بلغ 88 شركة وعدد العاملين الصينيين 18.9 ألف عامل وعدد المشاريع التي على قيد الإنشاء من قبل الشركات الصينية 100 مشروع بلغت قيمة عقودها 11.7 مليار دولار أمريكي مشيراً إلى انه في عام 2009م تم توقيع عقود ل 35 مشروعا بلغت مجاميع عقودها 6.2 مليار دولار .وتحدث السفير الصيني عن تنوع التبادلات الثقافية خلال السنوات الأخيرة وزيادتها بين الصين والمملكة يوما بعد آخر ومن ضمنها توقيع اتفاقية التعاون في مجال الثقافة والتربية والتعليم بين الجانبين.وقال "إن العلاقات شهدت سرعة التطور في مجال التعاون التعليمي بعد أن أدرجت الصين ضمن 5 دول آسيوية في قائمة الدول لبرنامج الملك عبدالله للابتعات الخارجي مما يعكس اهتمام الجانب السعودي بتطوير التعاون في مجال التعليم بين البلدين ويتعاون الجانب الصيني مع الجانب السعودي بالنشاط في تنفيذ هذا البرنامج وحتى يومنا هذا بلغ عدد الطلاب السعوديين الدارسين في الصين في إطار هذا البرنامج أكثر من 200 طالب في عام 2009 م ".وأفاد أن عدد المسلمين الصينيين الذين يسافرون إلى المملكة لأداء مناسك الحج بازدياد مستمر لافتاً النظر إلى أن تبرعات خادم الحرمين الشريفين للجمعيات الإسلامية لقيت ترحيباً من قبل الجانب الصيني.وأضاف السفير الصيني أن العلاقات شهدت تبادل ثقافات الحضارة بين الصين والمملكة العربية السعودية حيث يولي الجانب الصيني اهتماما بالغا لإجراء الحوار الحضاري مع المملكة لتعزيز الصداقة والتعاطف بين شعبي البلدين. وأكد أن الجانب الصيني يقدر عاليا مؤتمر الحوار العالمي بين أتباع الأديان الذي تم انعقاده في اسبانيا في يوليو عام 2008 م بمبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز حيث أوفد الجانب الصيني الشخصيات الدينية لحضور هذا المؤتمر. وبين أن الصين حققت قفزات تنموية كبيره في جميع المجالات لتصبح ثالث اكبر اقتصاد في العالم ويحتل حجم الوزارات والصادرات الصينية المركز الثالث في العالم وبلغ احتياطي العملة الأجنبية للصين أكثر من 2 تريليون دولار أمريكي لتحتل المرتبة الاولى في العالم وشهدت التنمية الاجتماعية في الصين تقدما حيث تتكامل منظومة التربية والتعليم بشكل مستمر وتأسس بشكل أولى نظام الضمان الاجتماعي الذي يغطي جميع مواطنيها من المدن والقرى وتتكامل خدمة الرعاية الصينية العامة باستمرار. وأشار إلى أن الصين دولة متعددة القوميات ويوجد بها أكثر من 35 ألف مسجد ومنها 24 ألف مسجد تقع في منطقة شينجيانغ وعدد الأئمة في الصين أكثر من 40 ألف أمام.وبين أن الصين نجحت في إقامة الدورة ال 29 للألعاب الاولمبية في بكين وفي العام الحالي ستقيم الصين معرض اكسبو 2010 في مدينة شانغهاي وحتى سبتمبر عام 2009م تم تأكيد 242 دولة أو منظمة دولية على مشاركتها في معرض اكسبو في شانغهاي ومنها المملكة. وثمن يونغ الانجازات التي حققتها المملكة منذ تأسيسها حتى الان مشيرا إلى أن المملكة تعمل على حفظ السلم والاستقرار في منطقه الشرق الأوسط وتسعى إلى إيجاد حل عادل ومنصف للقضايا الإقليمية الأمر الذي كسب تقديرا وإعجابا من قبل المجتمع الدولي كما تشارك المملكة بصورة فعالة في التعاون الدولي لمواجهة الأزمة المالية الدولية وقضية تغير المناخ وتؤدي دورا مهما في مجموعة 20 ومجموعة ال 77 زائد الصين وقدمت مساهماتها في تسوية المسائل ذات الصلة فيتزايد ثقل المملكة ومكانتها في الشؤون الدولية باستمرار ومؤخرا اختارت مجلة "الفور بس" خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الشخصية التاسعة من ضمن 67 من الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم تعبيرا عن تقدير المجتمع الدولي لمكانة المملكة في العالم والانجازات الملحوظة التي حققها. وأفاد أن العلاقات بين البلدين تمر بأحسن مراحلها وذلك بزيادة وتعميق التعاون في جميع المجالات ، وتحدونا الثقة الراسخة بزيادة وتعميق التعاون والتنسيق بين البلدين في القضايا الدولية والإقليمية المعنية لما يخدم المصالح الأساسية للبلدين وتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وتدعيم السلام والتنمية في العالم وهو هدفا رئيسيا لزيارة وزير الخارجية الصيني يانغ جيتشي للمملكة.
