أمير تبوك يترأس اجتماع لجنة الحج بالمنطقة    نائب أمير منطقة مكة رئيس اللجنة الدائمة للحج والعمرة    صراع القاع يشتعل في غياب الكبار    الأمير سعود بن نهار يستقبل الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد    محافظ سراة عبيدة يرعى حفل تكريم الطلاب والطالبات المتفوقين    صخرة "وادي لجب".. تكوين صخري يروي أسرار الطبيعة بمنطقة جازان    خسارة يانصر    واشنطن تبرر الحصار الإسرائيلي وتغض الطرف عن انهيار غزة    أوكرانيا وأمريكا تقتربان من اتفاقية إستراتيجية للمعادن    أمير جازان يستقبل القنصل العام لجمهورية إثيوبيا بجدة    حينما يكون حاضرنا هو المستقبل في ضوء إنجازات رؤية 2030    الرئيس اللبناني يؤكد سيطرة الجيش على معظم جنوب لبنان و«تنظيفه»    جاهزية خطة إرشاد حافلات حجاج الخارج    القبض على (12) يمنياً في عسير لتهريبهم (200) كجم "قات"    المملكة: نرحب بتوقيع إعلان المبادئ بين حكومتي الكونغو ورواندا    وزير الخارجية يستقبل نظيره الأردني ويستعرضان العلاقات وسبل تنميتها    المتحدث الأمني بوزارة الداخلية يؤكد دور الإعلام الرقمي في تعزيز الوعي والتوعية الأمنية    ميرينو: سنفوز على باريس سان جيرمان في ملعبه    بمشاركة أكثر من 46 متسابقاً ومتسابقة .. ختام بطولة المملكة للتجديف الساحلي الشاطئي السريع    بيئة عسير تنظم مسابقة صفر كربون ضمن فعاليات أسبوع البيئة    رؤى مصطفى تسرد تجربتها الصحفية المميزة في حوار الشريك الأدبي    وزير الخارجية يستقبل نائب رئيس الوزراء وزير خارجية الأردن    رسمياً نادي نيوم بطلًا لدوري يلو    نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية مدير عام السجون بالمملكة    انطلاقة المعرض الهندسي الثالث للشراكة والتنمية في جامعة حائل    تدشين الهوية الجديدة لعيادة الأطفال لذوي الاحتياجات الخاصة وأطفال التوحد    "مبادرة طريق مكة" تنطلق رحلتها الأولى من كراتشي    أمانة القصيم تحقق التميز في كفاءة الطاقة لثلاثة أعوام متتالية    نائب أمير حائل يزور فعالية "أساريد" في قصر القشلة التاريخي    آل جابر يزور ويشيد بجهود جمعيه "سلام"    العمليات العقلية    انخفاض أسعار الذهب بنحو واحد بالمئة    في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.. إنتر المتراجع ضيفًا على برشلونة المتوهج    نائب أمير مكة يطلع على التقرير السنوي لمحافظة الطائف    11.3 مليار ريال استهلاك.. والأطعمة تتصدر    خلال لقائه مع أعضاء مجلس اللوردات.. الربيعة: السعودية قدمت 134 مليار دولار مساعدات ل 172 دولة حول العالم    هجوم على الفاشر ومجزرة في أم درمان وضربات للبنية التحتية.. الجيش السوداني يُحبط خطة شاملة لميليشيا الدعم السريع    حوار في ممرات الجامعة    هند الخطابي ورؤى الريمي.. إنجاز علمي لافت    ترامب وهارفارد والحرية الأكاديمية    تطوير التعاون الصناعي والتعديني مع الكويت    هيكل ودليل تنظيمي محدّث لوزارة الاستثمار.. مجلس الوزراء: الموافقة على تعديل نظام رسوم الأراضي البيضاء    "الشورى" يطالب "التلفزيون" بتطوير المحتوى    محمد بن ناصر يزف 8705 خريجين في جامعة جازان    أمير الشرقية يستقبل السفير البريطاني    مدرب كاواساكي: لم نستعد جيداً    "هيئة العناية بالحرمين": (243) بابًا للمسجد الحرام منها (5) أبواب رئيسة    مسؤولو الجامعة الإسلامية بالمالديف: المملكة قدمت نموذجاً راسخاً في دعم التعليم والدعوة    بدء المسح الصحي العالمي 2025    "الداخلية" تحتفي باليوم العالمي للصحة المهنية    مستشفى الملك خالد بالخرج يدشن عيادة جراحة السمنة    فريق فعاليات المجتمع التطوعي ينظم فعالية بعنوان"المسؤولية الإجتماعية للأسرة في تعزيز الحماية الفكرية للأبناء"    إيلون ماسك يقلق الأطباء بتفوق الروبوتات    أسباب الشعور بالرمل في العين    اختبار للعين يكشف انفصام الشخصية    نائب أمير منطقة مكة يستقبل محافظ الطائف ويطلع على عددًا من التقارير    تنوع جغرافي وفرص بيئية واعدة    أمير منطقة جازان يرعى حفل تخريج الدفعة ال20 من طلبة جامعة جازان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بقواعد وأسس مستمدة من تعاليم المؤسس الراحل .. المملكة تؤسس مبدأً فريداً من نوعه لتحقيق التضامن الإسلامي
نشر في البلاد يوم 24 - 09 - 2012

إن المملكة العربية السعودية تعتمد في توجيهاتها الخارجية وفي علاقاتها بجيرانها وبغيرها من البلدان مبادئ ثابتة تسعى إلى المعاملة الحسنة وحسن الجوار والتزام الحق والذود عنه وفق سياسة ملتزمة أثبتتها التجربة السعودية منذ نشأة الدولة في إطار العلاقات الدولية المتشابكة وتدخلات المفاهيم والمواقف والمصالح والمشارب ، ولقد ظلت المملكة وستظل إن شاء الله تعالى وفية لهذه المبادئ ، وقد أكد الملك عبد العزيز هذه المبادئ في كثير من خطبه وتصريحاته ، ومن أقواله في هذا الصدد : ( إن علينا للدول الأجنبية حقوقاً ، ولها علينا حقوقاً ، لهم علينا أن نفي بجميع ما يكون بيننا وبينهم من العهود { إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئؤُولاً } ( الإسراء ، الآية 34 ) ، والمسلم العربي يشين بدينه وشرفه أن يخفر عهداً أو ينقض وعداً ، والصدق أهم ما نحافظ عليه).
من هذه المبادئ السامية والمثلى تستمد المملكة العربية السعودية التزامها الواثق القوي برسالة منظمة المؤتمر الإسلامي، وبحافز من الإيمان بهذه المبادئ الثابتة تؤدي المملكة العربية السعودية رسالتها وواجبها ، وتنهض بمسؤولياتها في دائرة منظمة المؤتمر الإسلامي على النحو الذي ينسجم تمام الانسجام مع رسالاتها الإسلامية ومع عناصر تكوينها ومقومات وجودها، فهي الدولة التي قامت على أساس المبادئ الإسلامية ، وهي الدولة التي شرفها الله تعالى بخدمة الحرمين الشريفين، وهي التي تدعم السياسة التي تنهجها منظمة المؤتمر الإسلامي على جميع الأصعدة دفاعاً عن الحقوق المشروعة للأمة الإسلامية وحمايةً لمصالحها العليا وتأميناً لوجودها المادي والمعنوي ؛ فالإسلام الذي تتشرف المملكة العربية السعودية بخدمته هو الذي يلزمها بأن تكون دائماً في طليعة العاملين من أجل التضامن الإسلامي ، وفي مقدمة الداعمين للعمل الإسلامي المشترك في جميع مستوياته وقنواته الرسمية والشعبية ، مما سنعرض له في موضعه .
وتشكل المملكة بنهجها المعتدل وبمواقفها الملتزمة بالشرعية الإسلامية وبالحق وبالعدل وبالقانون الدولي عنصر توازنٍ شديد الأهمية عظيم الثقل داخل المجموعة الإسلامية لكونها تسعى دائماً إلى الائتلاف والتفاهم والتوافق والتعاون ، وتعمل باستمرار من أجل الحفاظ على سلامة الموقف الإسلامي الدولي واعتداله ومطابقته لروح الإسلام.
ويمكن القول استناداً إلى الاستقراء العميق لواقع العمل الإسلامي المشترك على الصعيدين العربي الإسلامي والدولي : إن حضور المملكة العربية السعودية في ساحة منظمة المؤتمر الإسلامي يمثل المصدر الأقوى الذي يمد هذه المنظمة بأسباب البقاء والاستمرار في أداء رسالاتها السامية.
المملكة والعمل الإسلامي الشعبي
يتكامل العمل الإسلامي المشترك في مجاليه الرسمي والشعبي ، ويعزز بعضه بعضاً ، ولاسيما إذا التزم العمل الإسلامي على مستوى المنظمات والهيئات والمؤسسات غير الحكومية بالخط العام الذي يسير عليه العمل الإسلامي المشترك على مستوى المنظمات الحكومية ما دام الهدف الرئيس الذي يعمل له الجميع هو خدمة قضايا الأمة الإسلامية والدفاع عن مصالحها والرفع من مستوى الحياة في البلاد الإسلامية من النواحي كافة ، من خلال العناية بتكوين الإنسان وتربيته وتعليمه وتثقيفه وترقية وجدانه وإعداده الإعداد الجيد لمواجهة أعباء الحياة إلى جانب السعي من أجل رفع المعاناة والحرمان والظلم والحيف عن كاهل الإنسان المسلم الذي يتعرض لظروف المحنة بسبب الكوارث الطبيعية أو الحروب أو الصراعات العرقية والطائفية أو غيرها من الحالات والوضاع التي تتطلب تقديم العون والمساعدة والدعم والإنقاذ .
دعم ملموس
وللمملكة العربية السعودية قدم راسخة في هذا المجال ، فهي تدعم دعماً مادياً وأدبياً غير مشروط العمل الإسلامي الشعبي في مختلف أنحاء العالم ، فتقدم المساعدات المالية والعينية إلى المنظمات والجمعيات والمراكز الثقافية الإسلامية والجامعات والمعاهد وهيئات الإحسان والإغاثة والوكالات الإنسانية المتخصصة في مساعدة المسلمين الذين يتعرضون للمحنة وللأزمة في شتى أصقاع الأرض .
ويتمثل الدعم الكبير غير المحدود الذي تقدمه المملكة العربية السعودية للعمل الإسلامي الشعبي في رعايتها الشاملة لثلاث هيئات إسلامية شعبية لها حضور واسع ومؤثِّر في معظم أنحاء العالم في البلدان الإسلامية وفي أوساط الأقليات والجاليات الإسلامية في شتى أقطار المعمورة ، وهي رابطة العالم الإسلامي .
الندوة العالمية للشباب الإسلامي .
هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية .
وهذه المنظمات التي نأتي على ذكرها هنا على سبيل المثال لا الحصر ، تقوم بأعمال بالغة الأهمية على مستويات عديدة ، تخدم بها المسلمين في العالم من النواحي التعليمية والثقافية والصحية والإغاثية ، وكذلك من ناحية الدعوة الإسلامية التي تقوم على الأسس الشرعية الصحيحة التي تنشد الخير للجميع .
صندوق التضامن الإسلامي
وعلى مستوى ثانٍ المملكة العربية السعودية تقدم دعماً مالياً كبيراً إلى المسلمين في العالم من خلال صندوق التضامن الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي الذي تسهم المملكة فيه بنسبة تزيد على 54% من موازنته ، ويقوم صندوق التضامن الإسلامي بتمويل الكثير من المشروعات التي تشمل فيما تشمل دعم سكان القدس الشريف والعناية بالمسجد الأقصى والمسجد الإبراهيمي والمساجد الأخرى ، وشراء الأراضي المعروضة للبيع وتحديد ملكيتها للمسلمين ، ودعم المساجد والمستشفيات ، ومنح المساعدات للأقليات لرفع مستواها الديني والثقافي والاجتماعي، وإقامة المدارس والمراكز الثقافية للأقليات المسلمة ، ودعم الجامعات الإسلامية ، وإرسال الدعاة والمحاضرين والمدرسين ، وشراء البرامج الإذاعية والأفلام الدينية ، وطباعة معاني القرآن الكريم وترجمتها ، ودعم نشاط الشباب المسلم بالتعاون مع الندوة العالمية للشباب الإسلامي .
ومما له علاقة متينة بدعم المملكة العربية السعودية للعمل الإسلامي الشعبي أنها تحتضن مقر البنك الإسلامي للتنمية في جدة ، وتسهم بنسبة تزيد على ربع موازنته ، ولهذا البنك إلى جانب العمل الاقتصادي الذي يقوم به في نطاق اختصاصاته نشاط واسع في مجال تقديم المساعدات للأقليات الإسلامية ودعم المشروعات التربوية والثقافية في البلاد الإسلامية وفي أوساط الأقليات والجاليات الإسلامية .
شؤون الأقليات الإسلامية
أما ما يخص الاهتمام بشؤون الأقليات الإسلامية في العالم فإن للمملكة العربية السعودية حظاً عظيماً من شرف العمل في هذا المجال خدمةً للإسلام والمسلمين ، ويكفي أن نقول في هذا المقام : إن أكثر من 90% من المراكز الإسلامية والمساجد الموجودة بصفة خاصة في أوروبا وأمريكا واستراليا قامت بدعم من المملكة العربية السعودية كما تؤكده الأرقام والحقائق ، وليس هذا فحسب ، بل إن الأرقام وحدها ليست المعيار الوحيد للتعرف على دعم المملكة للأقليات المسلمة في العالم ؛ فهناك مئات المشروعات التنموية التي أقيمت ومئات الآلاف من الكتب التي قامت الهيئات المسؤولة عن الدعوة في المملكة بتوزيعها على المسلمين وآلاف الدعاة الذين ينشرون الإسلام ، إنها حقائق ثابتة تدعمها الأرقام الصادرة من جهات حكومية.
ويدخل ضمن هذا الإطار أيضاً جهود المساندة التي تقدمها المملكة العربية السعودية لرعاية الدعوة الإسلامية وخدمة التعليم الإسلامي ، وهذه أهم الجهات التي تقدم المملكة من خلالها مساندتها للعمل الإسلامي الشعبي :
رابطة العالم الإسلامي .
وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد .
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .
الجامعة الإسلامية .
وتضاف إلى هذه الجهات الأربع جهتان اثنتان تعملان في هذا المجال ، هما :
الهيئة العليا لاستقبال تبرعات المجاهدين الأفغان (لجنة الإغاثة السعودية ) .
الهيئة العليا لمساندة مسلمي البوسنة والهرسك .
وفي مراحل سابقة في الخمسينيات والستينيات كانت المملكة تدعم الشعب الجزائري في نضاله ضد الاستعمار قبل عهد الاستقلال ، وذلك من خلال هيئة شعبية سعودية ، وكذلك الشأن بالنسبة للشعب الفلسطيني الذي تأسست هيئة شعبية سعودية قدمت ولا تزال تقدم الدعم المادي له .
وهكذا، فالمملكة تقدم خدمات جلى إلى العمل الإسلامي المشترك في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية والمؤسسات التابعة لهما.
آثار الديبلوماسية السعودية على العمل الإسلامي المشترك:
يتخذ الدعم السعودي للعمل الإسلامي المشترك عدة معابر سبيلاً إلى تحقيق الأهداف السامية التي تخدم المصالح العليا للأمة الإسلامية ، فهذا الدعم لا يكتسب الطابع المادي والمالي فحسب ، ولا يصطبغ بالطابع السياسي والفكري فقط ، وإنما الدعم السعودي للعمل الإسلامي المشترك يرتقي إلى مستويات عليا ، ويسير في اتجاهات متعددة تصب جميعها في الإطار الكبير الذي هو خدمة الأمة الإسلامية والرفع من شأنها والذود عن مصالحها ، والمملكة تقدم بسياستها الخارجية المتزنة الملتزمة بقضايا الحق والعدل والأمر والسلام وبالمواقف السياسية الحكيمة التي تتخذها إزاء العديد من الأحداث والمشكلات أكبر الدعم للعمل الإسلامي المشترك في ميادينه السياسية والدبلوماسية.
لقد أصبح للدبلوماسية السعودية حضور بالغ التميز في الساحة الدولية ، له تأثيره الإيجابي ، وله مكانته التي هي موضع احترام المجتمع الدولي برمته ، ويعزز الحضور الدبلوماسي السعودي هذا جهود منظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية ، ويقوي من فعاليتها .
وتستمد الدبلوماسية السعودية قوتها والمكانة المحترمة التي تحظى بها في المحافل الدولية من المبادئ التي تقوم عليها، ومن الثوابت التي تستند إليها ، ومن القضايا التي تلتزم بها ، ومن الأهداف التي تعمل لها ، ولذلك فالدبلوماسية السعودية تشكل دعماً قوياً دائماً ومستمراً للمسلمين في كل مكان ، وهي مصدر القوة والمناعة والصمود للأمة الإسلامية ، تتبنى قضاياها ، وتحمي مصالحها، وتدافع عن حقوقها، وفي مقدمتها الحق في أن ينمو العالم الإسلامي نمواً مطرداً في كنف السلام والأمن والحرية والتقدم والازدهار والتضامن.
لقد سارت الدبلوماسية السعودية على هذا الخط الواضح منذ تأسيس المملكة العربية السعودية، فلم تحد عنه قط، واستمرت متشبثة بهذه المبادئ طوال هذه الحقبة، فلم تهتز ، ولم تؤثر فيها ما مرت به المنطقة العربية من ظروف صعبة ، وما تعرض له العرب والمسلمون من أزمات ، وما شهده العالم من أحداث وتقلبات ، وإنما بقيت الدبلوماسية السعودية راسخة ثابتة وفية الوفاء كله للمبادئ السامية وللقيم العليا وللنهج السياسي السليم الذي اختطه الملك عبد العزيز والذي سار عليه أبناؤه من بعده .
والحق أن الدبلوماسية السعودية عرفت توسعاً وازدهاراً ، وحققت نجاحاً أكبر في هذا العهد السعيد ، فقد ازداد حضور المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين في الساحتين العربية والإسلامية والدولية قوةً ومتانةً ورسوخاً وامتداداً إلى مختلف المزايا التي اكتسبتها الدبلوماسية السعودية ، وكل هذا النجاح الذي تحققه باستمرار يعد في واقع الأمر مكسباً ثميناً للعمل الإسلامي المشترك ، وهذا ما يشهد به الواقع الراهن في العالم الإسلامي بخاصة، وفي الوسط الدولي بعامة .
نتائج الدعم السعودي للعمل الإسلامي المشترك :
إن الدعم السعودي للعمل الإسلامي المشترك ينعكس بالوضوح الكامل على الأوضاع العامة في العالم الإسلامي وفي العديد من المظاهر الإيجابية التي تحفظ لهذا العالم توازنه من خلال اعتدال مواقف كتلة العمل الإسلامي المشترك وحرص دوله على التشبث بمبادئ التعاون والتضامن والوفاق ، ويمكن القول بكل الثقة واليقين : إن وجود منظمة المؤتمر الإسلامي ذاتها مرهون إلى درجة كبيرة باحتضان المملكة العربية السعودية لها وتعهدها بالدعم المالي المستمر الذي يزيد بكثير على الحصة المقررة للمملكة في موازنة المنظمة وموازنات تلك المؤسسات ومؤسساتها المتخصصة .
ولذلك العمل الإسلامي المشترك يدين بالكثير للمملكة العربية السعودية بفضل تعدد أوجه الدعم وتنوع أشكال المساندة التي تقدمها المملكة لقضايا الأمة الإسلامية التي تقدمها المملكة لقضايا الأمة الإسلامية ، وهذه الحقيقة مما لا يجادل فيها ، فهي من الحقائق الثابتة والملموسة في بلدان العالم الإسلامي قاطبة .
من هذا المنظور نرى أن الإمكانات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية التي تتوفر للمملكة العربية السعودية تشكل رصيداً للعمل الإسلامي المشترك ، وهو رصيد يزيد ولا ينقص ؛ لأن العالم كله يشهد على أن المملكة العربية السعودية تقف على أرضية صلبة، وأن سياستها تقوم على مبادئ ثابتة ، وأنها تمتلك قدرات هائلة للتأثير في الأحداث الإقليمية والدولية بما يدرأ عن الأمة الإسلامية المخاطر ، ويجلب لها المنافع ، ويحقق لشعوبها ما تصبو إليه من تضامن فيما بينها ومن تقدم وازدهار في دائرة سيادتها على نفسها وسلامة أقاليمها واستقرار أوضاعها.
إن آفاق المستقبل تنفتح أمام العالم الإسلامي على الرغم من أن الظروف المحيطة به في المرحلة الراهنة لا تبعث في مجملها على الاطمئنان الكامل ، ولكن الحقيقة المستخلصة من التاريخ الإنساني تؤكد لنا أن الأمم والشعوب لا يمكن أن تنهزم إذا توفرت لديها إرادة الحياة ، وبالنسبة للأمة الإسلامية فإن إرادة الحياة التي تمتلك ناصيتها يعززها الإيمان بالله وبرسالة الإسلام وبالحق والعدل والسلام ، ولذلك فلن تنال المشكلات الاقتصادية التي تمر بها بلدان العالم الإسلامي في الوقت الراهن من صلابة هذه الإرادة المؤمنة الواثقة .
انعكاسات الحضور السعودي على صعيد العالم الإسلامي :
تتبوأ المملكة العربية السعودية المكانة الرفيعة بين مصاف الدول الشقيقة والصديقة ، فهي تملك حضوراً متميزاً في جميع ساحات العمل الإسلامي المشترك وفي محيط المجتمع الدولي ، ويعود هذا الحضور المتميز ذو الإشعاع الممتد إلى مختلف الآفاق إلى عاملين اثنين : أحدهما طبيعي ، والآخر مكتسب ، فالمملكة تحتضن الحرمين الشريفين ، وتنفق بسخاء على عمارتهما ، وترعى شؤون الحج ، وتنهض بمسؤوليات كبيرة في مجال توفير الظروف الملائمة لضيوف الرحمن وزوار المسجد النبوي ، وتؤدي خدماتها الشريفة هذه إلى المسلمين بجدارة وتفوق وبنجاح كبير ينال رضا الجميع ، ولذلك فالدولة السعودية تشرف خدمة الحرمين الشريفين ، وتعلو منزلتها برعاية شؤون الحج والزيارة، وتتوطد أركانها بذلك ، وترتفع أعلامها في سماء العالم ، ولا يزيدها ذلك التشريف سوى رفعة شأن وعلو مقام .
إلى جانب ذلك المملكة العربية السعودية تنعم بقدرات اقتصادية وبإمكانات مالية لما حباها الله به من ثروات عرفت كيف تستثمرها لفائدة التنمية الشاملة في البلاد ولخدمة الإسلام والمسلمين في العالم كله .
ويتعزز هذا كله بما تمتاز به المملكة من نظام حكمٍ قوي راسخ الجذور ، ومن استقرارٍ وأمنٍ وسلام ووفاق وانسجام، ومن تعايش بين جميع فئات المجتمع السعودي في ظل العقيدة الواحدة والحب للوطن والولاء للملك والإخلاص في خدمة الصالح العام .
هذه المزايا وتلك الخصائص هي التي تجعل الحضور السعودي على صعيد العالم الإسلامي ذا ثقل كبير في مرتبة ما للمملكة العربية السعودية من مبادئ وفي مستوى ما تنهض به من مسؤوليات في أداء واجبها تجاه شعبها ونحو الأمة الإسلامية ثم إزاء البشرية قاطبة .
والحق أن الحضور السعودي القوي والمتميز يتوارثه أبناء الملك عبد العزيز المؤسس الباني ، ويحرصون عليه ، ويتفانون في تقويته وترسيخه ، ولعله من نافلة القول أن الحضور السعودي في الساحة الإسلامية الدولية زاد إشعاعاً وامتداداً ورسوخاً في خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي قيضه الله تعالى ليقود هذا الكيان الكبير في مرحلة شديدة التعقيد من حيث تسارع القوى الدولية واصطحاب عواصف الأحداث الإقليمية ، وما ترتب على ذلك كله من أعباء ثقيلة ومهام جسمية .
ولهذا الحضور السعودي القوي والنافذ والمتميز تأثيرات بالغة الإيجابية على العمل الإسلامي المشترك وعلى مجمل أحوال العالم الإسلامي ، فكلما كانت الدولة الداعمة الرئيسة للتضامن الإسلامي قوية ومقتدرة وذات مكانة مرموقة كسب العالم الإسلامي المشترك الكثير ، وامتلك العالم الإسلامي المزيد من القدرات للدفاع عن حقوقه ومصالحه .
ولقد كانت المملكة العربية السعودية وستظل – إن شاء الله تعالى – صمام الأمان للعمل الإسلامي المشترك ، وعامل التوازن داخل المجموعة الإسلامية .
ويمتاز الحضور السعودي على صعيد العالم الإسلامي إلى جانب القوة التميز ورفعة المكانة بالتنوع والتوسع والانتشار ، فما من ساحة للعمل الإسلامي المشترك على أي من المستويين الرسمي أو الشعبي إلا وللملكة فيها حضور نافذ يخدم المصلحة الإسلامية في المقام الأول .
ولذلك حصيلة الدعم السعودي للعمل الإسلامي المشترك غنية ومتنوعة وحافلة بالعطاء الخيِّرِ للإسلام وللمسلمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.