جدة بعد إزاحة الستار

كانت الساعة العاشرة من صباح يوم الخميس الماضي عندما التقينا على ضفاف البحر وتحديداً في بداية مشروع الكورنيش الأوسط لمدينة جدة وذلك بدعوة كريمة من معالي الأمين د. هاني أبوراس ومشاركة أعضاء المجلس البلدي. لتبدأ الجولة من الناحية الشمالية وصولاً إلى آخر المشروع الأول بجوار محطة التحلية جنوباً.
ومن خلف الحاجز الذي يحجب الرؤية عن منطقة العمل شاهدنا إنجازات رائعة لأعمال فنية متميزة. حيث شرح لنا معالي الأمين عن المواصفات التي تم اختيار موادها من أرقى المواد الإنشائية في العالم. كما تمت مراعاة تنظيم التمديدات الكهربائية بطرق مختلفة عن السابق على مساحات شاسعة من التوسعة الجديدة. وواحات متعددة من الدوائر الخضراء والأشجار والمجسمات الجمالية.
وإذا كان مرتادو الكورنيش قد واجهوا مشكلة عدم توفر دورات المياه فإن المشروع قد تضمن انشاء وتجهيز عشرة مجمعات يشمل كل مجمع خمس دورات للمياه. لينتقل بنا الأمين إلى شرق قصر السلام لنرى أن نقلة ثانية قد حصلت على امتداد ذلك الجزء من كورنيش جدة حيث تم الانتهاء من جزء كبير في مسار التوسعة والتجميل. وقد روعي في كل هذه المشاريع إيجاد ما سمي بالشبكة الذكية لخدمة الاتصالات والإنترنت السريعة.
ومن الكورنيش إلى شارع فلسطين غرباً اصطحبنا معالي الأمين في جولة المحطة الثالثة حيث شاهد الوفد حجم مشروع مختلف يقترب من الانتهاء في مساره الشمالي. وقد تم تغيير الشارع بالكامل سواء في التوسعة التي تضمن مساحة فسيحة للحركة الراجلة والتسوق مع تصاميم حديثة وراقية للأرصفة والمواقف الجانبية ومرور العربات دون الاعتماد على السفلتة التقليدية للشوارع. وسوف ينتقل العمل قريباً إلى أبحر الجنوبية حسب المهندس هاني أبوراس.
وعند الانتهاء من ذلك الجزء من شارع فلسطين سيشاهد سكان جدة وزوارها أنه اشبه بالشانزليزيه في باريس وهو ما أكده الواقع على الأرض في ملامح المراحل المنتهية. وما استمعنا إليه حول المرحلة القادمة من المسار الآخر الذي ستكتمل فيه صورة المشهد العام.
باختصار استطيع القول إن جدة قادمة إلى نقلة حضارية متطورة في كورنيشها وشوارعها بعد إزاحة الستار عن مشاريعها العملاقة. وهنا يبرز أمامي محوران مهمان ارتسما في ذاكرتي بعد نهاية جولة الخميس وهما كيف يمكن المحافظة على استخدام هذه المشاريع بعد طرحها في الخدمة؟. وكيف يمكن أن تبرز الصحافة وكُتابها منجزاتنا الوطنية بشيء من التفاعل الذي يعادل جزءاً من الاهتمام بحفرة في الشارع أو عمود كهرباء غابت عنه الاضاءة؟