تحلية المياه والخبرات المكتسبة

لك الحمد يا رب حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه على ما أنعمت به بشفاء خادم الحرمين الشريفين وعودته بسلامة الله إلى وطنه الغالي والتي أثلجت صدور شعبه الوفي، وهاهو الخير في ركابه حفظه الله، وكما نبتهج بعودته معافى فقد أسعدنا حبيب القلوب متعه الله بالعافية بالأوامر الكريمة التي زادتنا سرورا على سرور ، وحري بنا أن نتأمل ونتدبر ما نحن فيه من أمن وأمان وتلاحم وحب يجمع الوطن قيادة وشعبا ومنجزات حضارية واستقرار يدعونا أن نعض عليه بالنواجز.
أود هنا أن أتحدث عن جانب من المنجزات والقطاعات الحضارية وهو قطاع تحلية المياه والذي يعد أحد الشواهد المضيئة للتنمية السعودية ولقوة الإرادة في عهد الخير ونموذج متميز لريادة المملكة وخبراتها الهائلة باعتبارها الأولى عالميا في هذا المجال. ومناسبة ذلك هو ندوة الخبرات المكتسبة التي انعقدت قبل أيام برعاية معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبد الله بن عبد الرحمن الحصين وبحضور معالي محافظ المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة الأستاذ فهيد بن فهد الشريف وكان عنوانها (نستثمر خبراتنا ونطور قدراتنا لمستقبل صناعاتنا) وهو عنوان ومجال يؤكدان استراتيجية هذا القطاع الرئيسي في مسيرة التنمية السعودية الحديثة حاضرا ومستقبلا.
إن هذه الندوة وهي السادسة تعكس رؤية المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة تجاه المكتسب الأهم وهو الخبرة ، والإدراك العميق لقيمة الخبرة الوطنية في صناعة تحلية المياه وما حققته بلادنا في هذا المجال من خبرات لا تدانيها فيها دولة أخرى في العالم بما في ذلك الدول الصناعية الكبرى وهذا والحمد لله ثمرة السياسة الحكيمة للقيادة الرشيدة ورؤيتها في استثمار الموارد المالية والبشرية في تنمية حضارية حقيقية لتحقيق الأمن المائي عبر تحلية المياه المالحة حتى باتت بلادنا الأولى في حجم الإنتاج والاستثمار والخبرات في تحلية المياه حيث بلغ الإنتاج أكثر من 1013 مليون متر مكعب سنويا و26.5 مليون ميجا وات/ ساعة من الكهرباء وشبكة هائلة من خطوط نقل المياه بأطوال تفوق 1471 كيلو متر تغطي أرجاء الوطن.
لقد سعدت بمتابعة هذه الندوة الهامة عن الخبرات المكتسبة كما سعدت بالاطلاع على الاصدارات الخاصة بها ، وهذا الاهتمام بالعنصر البشري من خلال التدريب علما وممارسة يعكس الخبرات المتراكمة للمؤسسة واستراتيجيتها في التدريب الذي طالما يؤكد عليه معالي محافظها النشط وحرصه على قياسات وتقييم التدريب والخبرات وتعزيزها حتى أصبحت بلادنا ولله الحمد مصدرة لهذه الخبرة في كل ما يتعلق بتحلية المياه ، وهو ما أكدت عليها توصيات الندوة.
بكل حب نثمن نجاحات المؤسسة العامة لتحلية المياه ورعاية معالي الوزير لخططها، ونثمن لمعالي المحافظ الأستاذ فهيد بن فهد الشريف جهوده وما يتمتع به معاليه من رؤية وشفافية واقتدار في الوصول بهذا الصرح الوطني والمكتسب الحضاري إلى هذا المستوى الرائد عالميا ترجمة لتوجيهات وتطلعات القيادة الرشيدة ودعمها السخي للتنمية الحديثة ومقوماتها. وكما نقدّر لمعالي الأستاذ فهيد ين فهد الشريف الأريحية العالية وسجاياه المحببة للنفوس، فإننا نثمن اهتمامه العملي العام بتكامل وتوازي أهداف المؤسسة إنتاجا وتدريبا وتطويرا من خلال برامج جادة طموحة والإسهام الحضاري لقطاع تحلية المياه في التنمية الشاملة وتأمين مستقبل احتياجات الوطن من المياه بدعم الحكومة الرشيدة وإخلاص مسؤولي المؤسسة.
كما لا يفوتني أن أشكر سعادة أخي الفاضل الأستاذ هاني القحطاني مدير العلاقات العامة في مؤسسة التحلية بجدة، هذا الرجل الرائع في الإخلاص لمهامه ، وطيب أخلاقه وحميم تواصله بهذه الروح الجميلة .
والله ولي التوفيق .
حكمة : الإرادة الصادقة تجعل للقدمين جناحين.
للتواصل 6930973 02