قبل شهرين تقريبا كان الشاب التونسي أنس يرقد على سرير المرض بمستشفى التخصصي بالرياض بعد إصابته بمرض عضال استلزم بقاءه في المستشفى مدة طويلة، وفصول قصة أنس بدأت بعدما أصيب بالمرض الخبيث الذي لم يثنه عن ملاحقة أخبار نادييه المفضلين برشلونة الإسباني والنصر السعودي، فهو يعشقهما ومهووس بهما لدرجة كبيرة ومعجب بشدة بميسي الأرجنتيني وبلاعب سعودي آخر يلعب للنصر ليس من المهم معرفة اسمه. اشتد المرض على أنس ودخل مرحلة حرجة لم ينقطع خلالها عن التواصل عبر الإنترنت مع ميسي الذي تجاوب معه بكل تواضع من خلال تويتر وفيس بوك ليقدم له الدعم النفسي والمعنوي بعد أن علم بإصابته بمرض السرطان، لدرجة أن النجم الأرجنتيني الشهير أبلغ أنس عزمه على زيارته في المستشفى بالرياض في أقرب رحلة له نحو الشرق الأقصى «هكذا نصا من رسالته»! بقي أنس وميسي في تواصل مستمر عبر الرسائل مدة من الوقت، وفي إحدى المرات أبلغ أنس لاعبه المفضل بأنه مريض للغاية ومسألة موته ينقصها الوقت فقط، ميسي الذي رد في الحال برسالة مليئة بشعور التفاؤل، مؤكدا لأنس أنه أصيب في مقتبل عمره بالشلل، وإن هناك إلها واحدا يجب أن تطلب الدعم منه، هذا كان حديث ميسي هل تصدقون ذلك؟ أنس لم ينس عشقه لنادي النصر وللاعبه المفضل فأسر لأبيه بأمنيته في مقابلة النجم الذي طالما أحبه، فحاول والده تحقيق ذلك بالتواصل مع أحد الإعلاميين المقربين من اللاعب، وهو من نقل لي القصة شخصيا، فتحدث الإعلامي مشكورا مع اللاعب المقصود، وقدم له تفاصيل قصة أنس وأمنيته بمشاهدة نجمه في أقرب فرصة، فأبدى اللاعب استعداده التام، مؤكدا أنه أمر ديني سيحرص على القيام به، ومضت أسابيع وأنس لا يزال ينتظر الزيارة التي وعد بها النجم الجماهيري في الوقت الذي لم ينقطع فيه تواصله مع ميسي. وفي أحد الأيام طلب ميسي من أنس عنوانه بالكامل، يقول والد أنس: «فوجئنا بوصول شنطة كبيرة عليها شعار نادي برشلونة ممهورة باسم ميسي، ولن تتخيل حجم الفرحة التي غمرت أنس بهذه الهدية المفاجئة من لاعب لديه ملايين المعجبين حول العالم بل وآلاف الأشخاص الذين يتواصل معهم لكنه لم ينس أنس». كانت في الشنطة أغراض ميسي الشخصية وثلاث فانيلات تحمل توقيعه وشعار برشلونة وورد مجفف يبدو من شكله أن سعره باهظ، وبالمرفقات رسالة بخط يده يقدم فيها تحياته وتمنياته لأنس بالشفاء العاجل! أنس مات بعدها بأيام وهو لا يزال ينتظر زيارة النجم الجماهيري المسلم.