طالب عدد من الخبراء والمختصين في الشأن الاقتصادي والتربوي والتخطيط عبر "سبق" وسائل الإعلام المقروءة ألا تنشر الدراسات والمقالات ذات الأحكام المسبقة والمجحفة بحق توظيف الشباب والفتيات السعوديين، مشيرين إلى أن تلك الدراسات والأحكام شجعت أرباب العمل الذين يتحججون بعدم توظيف السعوديين، إضافة إلى أن ضررها النفسي سيكون بالغ الأثر على الشباب والمجتمع أكثر من ضرر البطالة نفسها. وقالوا: إن المدن الاقتصادية ستوفر فرص عمل هائلة نتمنى أن يشغلها المواطنون والمواطنات. وقال: عضو مجلس الشورى الدكتور سعود الشمري ل"سبق" إن من يتحجج من أرباب العمل بأن الشباب السعودي من الجنسين غير مؤهل فهو ليس لديه الرغبة في توظيف السعودي ولو كان لديه الرغبة لوجد الوسائل التي توظفهم وتدربهم وكانت إدارته ناجحة، أما من يشكك في توظيف هؤلاء الشباب فهذا دليل على أنه إداري فاشل وإدارته فاشلة، مشيراً إلى أن من يسبق الأحداث بأن السعوديين غير مؤهلين للانخراط في أي مجال في سوق العمل ويصدر أحكاماً مسبقة فهذا مخطط له، ولن يستطيع أحد أن يشككنا في قدرات الشباب السعودي ولا يهمنا رأي الآخرين. وطالب وسائل الإعلام المقروءة ألا تنشر مثل هذه المقالات؛ لأن ضررها النفسي سيكون بالغ الأثر على الشباب والمجتمع أكثر من ضرر البطالة نفسها. من جانبها قالت خبيرة التخطيط التربوي والتنموي والناشطة في مجال تمكين المرأة الدكتورة ثريا العريض ل"سبق" :إن المدن الاقتصادية ستوفر فرص عمل هائلة بودنا أن يشغلها المواطنون والمواطنات. وحول الدراسات التي تنشر بين وقت وآخر تشير إلى أن الشباب السعودي من الجنسين غير مؤهل لدخول سوق العمل تساءلت: هل هي دراسات علمية قامت على إحصاءات على أرض الواقع أم مجرد افتراضات بناء على ملاحظات الواقع في المؤسسات التعليمية في المملكة؟ وأكدت أن الرجل والمرأة يحتاجان إلى دورات تدريبية وأن المسارات التعليمية النظرية المكتظة الآن ربما تنتج أعداداً هائلة من الخريجين والخريجات حملة الشهادات، ولكنها لا تكفي لتخريج متخصصين من الجنسين للعمل في المجالات المهنية أو التقنية المتخصصة التي تتطلب مهارات معينة في المجال ذاته. وأشارت الدكتورة ثريا إلى أن التدريب على رأس العمل يمكن أن يصحح هذه الفجوة بين العرض والطلب إلى حد ما ولكن هناك مهارات أساسية لابد أن تكون موجودة في المتقدم للتدريب قبل أن نستطيع تدريبه. وحول إيجاد وظائف لهؤلاء الخريجين، قالت الدكتورة ثريا إن ذلك أمر بديهي فلابد من تدريب متخصص للقيام بأي وظيفة سواء كانت وظيفة سكرتيرة أو مساعدة أو باحثة علمية أو مديرة، والأمر نفسه يسري على الرجال غير المؤهلين مهنياً. ويرى عضو جمعية الاقتصاد السعودي الأستاذ عبد الحميد العمري حول توظيف الشباب السعودي، بأننا أمام مشكلة وقضية بالغة التعقيد وممكنة الحل في الوقت ذاته، مشيراً إلى أن حل هذه المشكلة يكمن في طريق إتاحة الفرصة والمجال أمام تلك الموجات الكبيرة من الجامعيين والجامعيات للمساهمة في دفع عجلة النمو الاقتصاد الوطني. وأكد عضو جمعية الاقتصاد السعودي ل"سبق" أن الاقتصاد الوطني في حاجة ماسّة إلى توظيف كامل طاقاته وموارده لمواجهة مختلف التحديات المستقبلية، وتزداد أهمية مثل هذه الإجراءات بالنسبة لاقتصادٍ يعاني من تصاعد وتيرة معدلات البطالة العالية بين شبابه، وفتياته بصورةٍ أكثر تحديداً، واستهدافه لتنويع مصادر دخله القومي وتخفيف اعتماده على مداخيل النفط المتذبذبة ومحاولته لتخفيض أحجام العمالة الأجنبية التي تتجاوز سبعة ملايين تقذف "هدراً" بما يقارب 60 مليار ريال سنوياً للخارج. وحول كم يبلغ نصيب المرأة السعودية من الفرص الوظيفية للعقدين القادمين، خاصةً أنها لم تتمكن حتى الآن من زيادة حصتها لأعلى من 6.5 في المائة من إجمالي سوق، أوضح العمري أن سوق العمل المحلية تستوعب أكثر من 7.5 مليون عامل حتى عام 2007، وتقدر وزارة الاقتصاد والتخطيط أن يتدفق إلى سوق العمل خلال العقدين القادمين نحو 5.1 مليون سعودي، وأن يصل حجم السوق بنهاية عام 2020 إلى نحو 10.7 مليون عامل، يُشكل السعوديون منها نحو 8.3 مليون عامل "ذكوراً وإناثاً". محذراً من فشل جهود ومساعي رفع نسبة المرأة السعودية العاملة في السوق فوق 6.5 في المائة وأنه سيتسبب في تخفيض عدد العاملات السعوديات بحيث لا يتجاوز 700 ألف عاملة! وعلى الصعيد ذاته طالبت مجموعة من سيدات الأعمال عبر "سبق" التسريع في عملية توظيف الفتيات والخريجات والإستفادة من فرص وظيفية كبيرة ستوفرها المشاريع الجديدة، مشيرات إلى أن الفتاة بحاجة إلى الوظيفة مثلما زميلها الشاب الباحث عن وظيفة. وتقول سيدة الأعمال نورة عبد الرحمن: عدم حصول الفتاة على تخصص يؤهلها للانخراط في سوق العمل ليس ذنبها، بل الخطأ في فتح مجالات تخصصات كثيرة أمامها، مما أخر دخولها لسوق العمل، مطالبة بدورات تدريبية مكثفة لكثير من الخريجات القابعات في البيوت وهن متحمسات لخدمة وطنهن. وقالت "ريم خالد" سيدة أعمال أيضاً يجب على المؤسسات العامة والخاصة من فتح مجالات جديدة للعمل كانت مقتصرة على الرجال فقط. وأضافت: لمست من خلال تجربتي الشخصية في توظيف عدد من الفتيات السعوديات الحماس وحب العمل والنشاط فهن يستحقن أن يوظفن، ويجب أن نشجع بناتنا وندعمهن بدل أن تعطل طاقات بإمكان الوطن أن يستفيد منها إضافة إلى أن ذلك سيسهم في حل كثير من المشاكل الاجتماعية والمادية لكثير من الأسر، فلا يمكن أن نجد أسراً تعيش ظروفاً معيشية صعبة وفتياتها يحملن شهادات ومؤهلات جامعية.