الهلال «المنقوص» يقصى الاتحاد ويحجز مقعداً في نهائي «أغلى الكؤوس»    سمو محافظ الخرج يكرم الجهات المشاركة في حفل الأهالي لزيارة سمو أمير المنطقة    سمو أمير منطقة الباحة يستقبل مدير شرطة المنطقة ويتسلم التقرير السنوي لعام 2023    الأمان في دار سلمان    المملكة ترشد 8 ملايين م3 من المياه    مشروع سياحي استثنائي ب"جبل خيرة"    أمير منطقة الباحة يشهد اتفاقية تعاون بين تجمع الباحة الصحي والجمعية السعودية الخيرية لمرضى ( كبدك )    الهلال يتفوق على الاتحاد ويتأهل لنهائي كأس الملك    الدراسة عن بُعد بالرياض والقصيم بسبب الأمطار    الوسط الثقافي والعلمي يُفجع برحيل د. عبدالله المعطاني    من أحلام «السنافر».. مانجا تعزز دورها في صناعة الألعاب    خبير قانون دولي ل«عكاظ»: أدلة قوية لإدانة نتنياهو أمام «الجنايات الدولية»    مدرب بلجيكا يؤكد غياب تيبو كورتوا عن يورو 2024    أمريكا تطلب وقف إمداد الأطراف المتحاربة في السودان بالأسلحة    نمر يثير الذعر بمطار هندي    تطوير العمل الإسعافي ب4 مناطق    فيصل بن فرحان ووزيرة خارجية المكسيك يناقشان آخر التطورات في قطاع غزة ومحيطها    موسم الرياض يطرح تذاكر نزال الملاكمة العالمي five-versus-five    مهتمون يشيدون ببرنامج الأمير سلطان لدعم اللغة العربية في اليونيسكو    41 مليون عملية إلكترونية لخدمة مستفيدي الجوازات    محافظ الريث يستقبل مفوض الإفتاء الشيخ محمد شامي شيبة    عسيري: مناهضو اللقاحات لن يتوقفوا.. و«أسترازينيكا» غير مخيف    «جامعة نايف العربية» تفتتح ورشة العمل الإقليمية لبناء القدرات حول مكافحة تمويل الإرهاب.. في الرياض    أغلى 6 لاعبين في الكلاسيكو    دوريات «المجاهدين» بجدة تقبض على شخص لترويجه مادة الحشيش المخدر    بطولة عايض تبرهن «الخوف غير موجود في قاموس السعودي»    ميتروفيتش ومالكوم يقودان تشكيلة الهلال ضد الاتحاد بنصف نهائي كأس الملك    نائب أمير منطقة تبوك يستقبل الرئيس التنفيذي لجودة الحياه    مساعد وزير الدفاع يلتقي وزير الدولة للشؤون الخارجية والعالمية في إسبانيا    نائب أمير مكة يطلع على الاستعدادات المبكرة لحج 1445    وزير الصناعة والثروة المعدنية يرعى أسبوع الرياض الدولي للصناعة 2024    اجتماع الرياض: إنهاء حرب غزة.. والتأكيد على حل الدولتين    مفوض الإفتاء بالمدينة: التعصب القبلي من أسباب اختلال الأمن    مجلس الوزراء يجدد حرص المملكة على نشر الأمن والسلم في الشرق الأوسط والعالم    3000 ساعة تطوعية بجمعية الصم وضعاف السمع    الحقيل يجتمع برئيس رابطة المقاولين الدولية الصينية    شؤون الأسرة ونبراس يوقعان مذكرة تفاهم    مدير هيئة الأمر بالمعروف بمنطقة نجران يزور فرع الشؤون الإسلامية بالمنطقة    فهد بن سلطان يطلع على الاستراتيجية الوطنية للشباب    وزير الطاقة: لا للتضحية بأمن الطاقة لصالح المناخ    الصحة: تعافي معظم مصابي التسمم الغذائي    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 34.535 شهيدًا    فيصل السابق يتخرج من جامعة الفيصل بدرجة البكالوريوس بمرتبة الشرف الثانية    أمير الرياض يستقبل ممثل الجامعات السعودية في منظمة سيجما الدولية    إطلاق هاتف Infinix GT 20 Pro الرائد    الفرص مهيأة للأمطار    الذهب يتراجع 4.6 % من قمته التاريخية    حرب غزة تهيمن على حوارات منتدى الرياض    وهَم التفرُّد    برؤية 2030 .. الإنجازات متسارعة    للمرة الثانية على التوالي.. سيدات النصر يتوجن بلقب الدوري السعودي    لوحة فنية بصرية    مسابقة لمربى البرتقال في بريطانيا    بقايا بشرية ملفوفة بأوراق تغليف    وسائل التواصل تؤثر على التخلص من الاكتئاب    أعراض التسمم السجقي    زرقاء اليمامة.. مارد المسرح السعودي    «عقبال» المساجد !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شهادات خارج «الخدمة»

تعكس أرقام المتقدمات للوظائف التعليمية العام الماضي والبالغة (300 ألف خريجة)، حجم أزمة التوظيف النسائي، في وقت أصبح التوظيف ضرورة إقتصادية وإجتماعية ونفسية، حتى تحقق المرأة من خلاله ذاتها وتواجه المستجدات والتحولات التي تطرأ.
معاناة بلا حدود
بعض الحالات التي تعكس معاناة الخريجات في الحصول على وظائف:
تقول (مريم، ح) خريجة علم اجتماع في جدة: «كلما سجلنا في الخدمة المدنية لا يُحالفنا الحظ، ونظراً للظروف لانستطيع بعض الأحيان تدبير أمورنا».
أما ليلى محمد وهي خريجة كلية التربية في جدة قسم تاريخ، فتقول: لم أجد وظيفة منذ سبعة أعوام، وحاولتُ مراراً التسجيل في الخدمة المدنية، ولكن لم أحظ بفرصة حتى اللحظة.
أما هنادي رجب خريجة جامعة الملك عبد العزيز قسم علم اجتماع، فقد بدأت معاناتها عندما سمعت عن وظائف بأحد المستشفيات الخاصة، تقول «قدمت سيرتي الذاتية، وعندما رأوا مؤهلاتي طلبوا الانتظار، وبعد استمر ثلاثة أشهر، اكتشفتُ أن الفتاة التي تم توظيفها قريبة موظفة تعمل في المستشفى، وهكذا تلاشت أحلامي في الحصول على الوظيفة».
وتقول خلود عبدالله خريجة جامعة أم القرى في منطقة مكة المكرمة (علوم ورياضيات ) «تخرجت منذ ثلاثة أعوام، وظروفي جعلتني اعمل في القطاع الخاص براتب 1200 ريال، حتى أعول أسرتي، وتركت العمل منذ ثلاثة أشهر، وكل عام أسجل اسمي في الخدمة المدنية، على أمل أن تأتيني وظيفة أعول بها أخواتي السبع».
أما نوف الشريف تخصص دراسات إسلامية، خريجة منذ عامين، فتقول «أنا يتيمة ولم أجد وظيفة حتى اللحظة».
(آلاء) من تبوك تقول: بعد زواجي حاولت لأكثر من ثلاثة أعوام إيجاد وظيفة، لمساعدة زوجي في سداد الأقساط الشهرية دون جدوى.
وتحدثت (هناء . س) من تبوك عن معاناتها، قائلة: منذ تخرجي قبل ستة أعوام , وأنا أبحث عن وظيفة, وقد عملت معلمة في مدرسة خاصة، لإكتساب الخبرة براتب 700 ريال كنت أدفع منها للسائق 200 ريال، وفي آخر الشهر يتبقى 300 ريال أو أقل, ما دفعني للإستقاله والبحث عن وظيفه أخرى لكن دون جدوى.
وتروي الجوهرة من تبوك: عندما تخرجت قدمت على ديوان الخدمة، ومع التقديم للمدارس الخاصة طلبوا شهادة حاسب آلي ومعارف, فتوجهت إلى معهد وبعدالحصول عليهما،طلبوا شهادة خبرة! ومنذ أربعة أعوام لم أجد الوظيفه.
حنان عبد الله خريجة فيزياء من المدينة المنورة تقول: تخرجت منذ عشرة أعوام ولم أحصل على وظيفة، سوى معلمة في مدرسة خاصة، ولما كان العمل مرهقا مقابل العائد المادي، تركتها والآن أعمل في تحفيظ القرآن براتب بسيط, فيما أحاول إكمال دراساتي العليا، حتى أتمكن من الحصول على وظيفة حكومية.
تشاركها الرأي آمال ضيف الله من المدينة المنورة، قائلة: تخرجت قبل ستة أعوام وقدمت على وظيفة في ديوان الخدمة المدنية، وخلال انتظاري بحثت في القطاع الخاص، حتى وجدت وظيفة في أحد البنوك، ولكني لم أتمكن من الاستمرار لأن العمل مرهق يتجاوز العشر ساعات والراتب لايتجاوز ألف ومائتين، نصفه للسائق.
أما موضي من المدينة المنورة فقد تنقلت في أكثر من عمل ودورات تدريبية، وعلى الرغم من ذلك لم تتمكن من الحصول على وظيفة، ما ألجأها لتنسيق الزهور و عمل الإكسسوارات المنزلية واحتياجات العروس وتسويقها في البازارات.
مها حسن من عرعر بكالوريوس اقتصاد منزلي عام 1424ه تقول: حينما أفكر بالمستقبل تضيق الدنيا من حولي، فافتتحت مشغل نسائي لأصرف على عائلتي.
وفاء من عرعر بكالوريوس أحياء عام 1421/1422ه تقول : تسعة أعوام وأنا أنتظر، وخوفي أن يأتي التعيين وقد حان وقت تقاعدي!.
أما عواطف وسارة فهد من عرعر بكالوريوس كيمياء وجغرافيا عام 1418/1419ه لم تفكر بالتعيين كون المنازل مليئة بالخريجات اللواتي يبحثن عن وظائف ولسان حالهما يقول"حلمنا بالتعيين أصبح كالسراب!.
نهى عبدالله من مكة المكرمة بكالوريوس كيمياء تعاني البطالة لأكثر من ستة أعوام
تقول: أمضيت عمري في دراسة نادرة، ولكني لم استفد منها، فعملت بعيدا عن تخصصي في شركة سياحة براتب 1500 ريال!.
وتتفق معها إلهام الفهد من مكة المكرمة كونها خريجة تاريخ منذ أربعة أعوام وحصلت على وظيفة في إحدى المدارس براتب "1500" ريال، تتقاسمه مع السائق!
وما زالت مها اليامي من مكة المكرمة تبحث عن فرصة عمل رغم حيازتها شهادة الماجستير، أملاً في الحصول على وظيفة، فاضطرت للجلوس عاماً كاملا دون عمل! متذكرة نصيحة إحدى معلماتها "لماذا تستعجلين التخرج من الجامعة, هل تعتقدين بأن الفرص متاحة"؟.
سعوديات في الخليج
علق وكيل جامعة الملك عبدالعزيز في جدة للتطوير الدكتور زهير دمنهوري قائلاً :علينا البحث عن الأسباب التي أدت الى توجه هذه الأعداد من الخريجات للعمل في الخليج، ومن المؤكد ان توجههن للعمل لظروف أدت الى هذا التوجه.
فجوة الوظائف
نبه عضو في لجنة الشؤون الاقتصادية والطاقة في مجلس الشورى (اعتذر عن ذكر اسمه) إلى أن هناك مشكلة تتمثل في أن الدولة ما زالت أكبر موظف للشباب، وهذا خطأ كبير، مشيرا أن هناك فجوة هائلة بين الوظائف المتاحة وعدد الخريجين، داعيا إلى إعادة النظر في سعودة الوظائف الحالي، مضيفا أنه خلال السنوات العشر الماضية كان التوجه هو إيجاد وظائف للشباب من خلال السعودة، ولكن رغم مرور تلك السنوات نلاحظ تزايد أعداد الباحثين عن وظائف، موضحا ان الشورى سبق وان وضع محورين لحل مشكلة التوظيف: الأول إعادة النظر في مخرجات التعليم، وخصوصا فيما يتعلق بالتخصصات العلمية، حيث تطغى التخصصات الأدبية على العلمية، في وقت تزداد الحاجة فيه إلى التخصصات العلمية اللازمة للمشاريع التنموية، والثاني يتمثل في التنسيق بين المشاريع التنموية الكبرى وحاجتها من الكوادر بشرية مؤهلة، وبالتالي توجيه الخريجين من الثانوية إلى متطلبات سوق العمل,محذرا أنه في حال عدم تنفيذ ذلك، سيرتفع عدد الباحثين عن الوظائف .
إتفاقيات دعم
أشارأحمد بن عبدالرحمن المنصور الزامل مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية أن عدد اتفاقيات الدعم المبرمة مع منشآت القطاع الخاص (2.174) اتفاقية، وإجمالي من تم تدريبهم و توظيفهم (48.000) شاب وشابة، بالاضافة لميزانية طلبات الدعم المعتمدة للتدريب والتوظيف (2.245.763.477) ريال، وأيضاً هناك شراكة مع العديد من الجهات لبرنامج دعم ملاك المنشآت الصغيرة.
برنامج ماهر
من جانبه أوضح هشام لنجاوي مدير فرع الصندوق في منطقة مكة المكرمة أن الصندوق وقع اتفاقية دعم لتدريب 140 فتاة، بكلفة تجاوزت 58 مليون ريال، على مدى 30 شهراً مع معاهد طبية معتمدة من الهيئة التخصصات الطبية من خلال برنامج ماهر 12/12 الذي أطلقه الصندوق.
وعن التزام الصندوق بالاتفاقيات، قال الصندوق لم يوقع الا مع معاهد مصرحةرسمياً من الهيئة التي تتعرف على مدى تأهيل المدربين ومراقبة أي مخالفة في هذا المجال,فيما يراقب الصندوق بدوره التزام المعاهذ بالاتفاقيات الموقعة والتي تقضي بتدريب عدد محدد يتم دفع التكاليف على إثرها لكل معهد . موضحا أن برنامج ماهر 12/12 برنامج تدريبي غير مرتبط بالتوظيف، يهدف الى تدريب وتأهيل الفتيات في المهن التي يحتاجها سوق العمل، حيث وضع المسئولون في الصندوق آليات واضحة للبرنامج ليستفيد منه 12,000طالب، بحلول 2012, فيما اختار البرامج التدريبية بناء على سوق العمل, والجهات التدريبية التي حققت نجاحاً مميزاً في التدريب.
1657 اتفاقية
قال عبد العزيز اليوسف مدير صندوق الموارد البشرية في المنطقة الشرقية ان البرامج التي يدعمها الصندوق تشمل الجنسين، دون التفريق بين الرجل والمرأة، مشيرا الى انه لا يمتلك احصاءات دقيقة في الوقت الراهن بشأن عدد الفتيات اللاتي استفدن من البرامج التي يدعمها الصندوق، مؤكدا في الوقت نفسه ان الصندوق في المنطقة الشرقية وقع العديد من الاتفاقيات مع القطاع الخاص بعضها برامج للتدريب مرتبط بالتوظيف و البعض الاخر للتدريب على رأس العمل، و الثالث للاستقرار الوظيفي، مضيفا ان تلك الاتفاقيات لا تقتصر على العنصر الرجالي فقط.
موضحا أن الصندوق قدم نحو 18 – 19 برنامجا في مختلف مناطق وأبرم 1657 اتفاقية في عام 2009 على مستوى المملكة، فيما بلغت الفرض الوظيفية الوارد في طلبات الدعم 41684 فرصة، ووصل عدد المتدربين في برنامج ماهر 7816 متدرب، و قدرت ميزانية طلبات الدعم المعتمدة للتدريب و التوظيف اكثر من 1.795 مليار ريال.
دعم المنشآت الصغيرة
مدير صندوق تنمية الموارد البشرية في جازان عبد الله صليلي أشار إلى أن برنامج الدعم المقدم من الصندوق تستفيد منه طالبات العمل تماماً كطالبي العمل المسجلين في قاعدة بيانات الصندوق، ويهدف البرنامج إلى دعم وتشجيع المواطنين والمواطنات على تأسيس منشآتهم الصغيرة واستمراريتهم في إدارة المنشآت، من خلال توفير دخل لتلبية احتياجاتهم الضرورية والأسرية، خلال مرحلة تأسيس المنشأة كما يهدف البرنامج إلى دعم توظيف المرأة وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال أسلوب العمل عن بعد في منشآت القطاع الخاص.
تهيئة فرص
من جهته أرجع رئيس قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الامام محمد بن سعود الدكتور ابراهيم الزبن أسباب لجوء الخريجات الى بعض المهن البسيطة الى تطور التعليم في المجتمع، من حيث الحجم والنوع، وما ترتب عليه من ارتفاع معدلات الخريجات الجامعيات في التخصصات العلمية وظهور بطالة المعلمات, كما ان العوامل التي تدفعهن للجوء لهذه المهن هو الشعور بالحرمان، الذي ينشأ نتيجة عدم تكافؤ الفرص داخل سوق العمل في ظل الفرص المحدودة، وخصوصا في القطاع الخاص, الذي ينبغي ان يقوم بواجبه في الإسهام بتوفير فرص العمل المناسبة للخريجات.
دعم وقروض
يرى الدكتور طلال الناشري رئيس قسم الخدمة الاجتماعية في مستشفى الملك فهد في جدة أن تبدأ الخريجة العمل في المشاريع الصغيرة، أفضل من أن تنتظر الوظائف,مشددا على أهمية تقديم دعم وقروض للعاطلات، وان تحصل الخريجة على دورات تساعدها في الحصول على وظيفة في غير مجال تخصصها".
مجالات محدودة
تشير الدكتورة إيمان سليمان أكاديمية وعميدة كلية البنات في أبها أن هناك مجالات عمل ذات بيئة نسائية كالتدريس والإدارة والإشراف، غير أن هذه المجالات لم تعد تستوعب المزيد لمحدوديتها، بل أصبحت تشكل عبئا على الأسر المحتاجة، عندما يتم تعيين المرأة في مناطق بعيدة، وتصبح المرأة أمام خيارين أحلاهما مر، إما القبول والانتقال بعيدا أسرتها، أو عدم القبول.
إثبات الذات
أكدت الدكتورة نادية نصير مستشارة تربوية أسرية ونفسية في جدة أن أي امرأة تريد النجاح أن تثبت ذاتها من خلال تطوير نفسها والتحدي والإصرار.
أما من ناحية التأثيرات النفسية التي من الممكن أن تؤثر بشكل سلبي على نفسية العاطلات بالبحث والتقدم وعدم الاستسلام واكتساب الخبرة لتطوير وإثبات الذات.
الوظيفة لا تأتي
وتؤكد الدكتورة منال بسيوني من قسم اللغة العربية في مكة المكرمة «ان الوظيفة لا تأتي من دون طرق الأبواب, ولا يمكن لوم المجتمع, لأنه لم يوفر وظيفة, فهي قادرة على العمل، وتغيير مسار حياتها نحو الأفضل, فحياتها من صنع أفكارها».
بطالة الجامعيات
يعلق الكاتب الصحافي علي سعد الموسى على البطالة في صفوف الجامعيات بقوله أن هذه النسبة التي تقارب 80 في المائة، هي نفسها نسبة الذين لا يزالون يمارسون الوصاية على عمل المرأة، واعتباره ترفاً لا مصدر رزق ونصيب حياة.
وبحسب الموسى فإن هذه النسبة مخيفة وتبرهن على تلكؤ القرار الداعي الى توظيف النساء, مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة اقتحام المرأة لمجالات كافة العمل، قبل ان نصطدم بحقيقة رقمية مؤلمة أخرى.
شرط الخبرة
وتؤكد هدى الجريسي مديرة مركز توظيف في جدة، أن مكاتب التوظيف تجد صعوبة في إيجاد وظيفة للفتاة، على الرغم من الراتب الجيد الذي تتميز به وظائفهن المعروضة، لافتة إلى أن ما يقلل فرص وظائف الفتيات عدم توفر شرط الخبرة ومحدودية الفرص الاستثمارية للسيدات، فأغلب مجالات الاستثمار هي مشاغل تجميل وهي القطاع التي لا نملك فيه كوادر وطنية للعمل, ما يحول دون إكمال التوظيف، إضافة إلى ضوابط اجتماعية معنية باختلاف مفهوم الاختلاط لدى البعض.
متطلبات السوق
وطالبت المشرفة على مركز سيدات الأعمال في الغرفة التجارية والصناعية في الأحساء عبير الخالدي الخريجات عن البحث عن أعمال بديلة خارج التخصصات التي درسنها، لأن القطاع الحكومي لا يستطيع استيعاب جميع الخريجات, مشيرة أنه في العام الماضي دربت اكثر من 800 فتاة، واستيعاب 100 فتاة في رياض الأطفال في القطاعين, في حين أن أكثر التخصصات المطلوبة هي رياض الأطفال ودبلوم السكرتارية، إلا أن هناك فجوة بين المخرجات ومتطلبات سوق العمل، حيث اكثر التخصصات تعليمية, مطالبة الجهات التعليمية بدراسة متطلبات السوق حتى يتسنى للخريجات إيجاد عمل.
تراخيص العمل
قالت ايلا الشدوي رئيس مجلس شابات الأعمال في غرفة الشرقية، ان الاجراءات و العراقيل التي تضعها بعض الجهات تسهم في زيادة إحجام العاطلات، مشيرة الى ان مشكلة التراخيص تمثل أحد أهم العراقيل التي تحرم المرأة من الحصول على الوظيفة، لاسيما وان امتناع بعض الجهات من اصدار التراخيص المتعلقة بالعمل المنزلي، تمثل مشكلة حقيقية، مطالبة بضرورة اصدار التراخيص المتعلقة بالعمل المنزلي، خصوصا وان هناك الكثير من السيدات يضطرن للعمل من المنزل بسبب الظروف التي يعشنها.
حلول جذرية
وتقول عفاف صلاح الياور متخصصة في الادارة والتخطيط التربوي في جامعة الملك عبدالعزيز, إن توجه الخريجات للعمل في الخليج نتائج متوقعة للبطالة التي كان من أسبابها سوء التخطيط وغياب النظرة المستقبلية، وضعف التنسيق بين مختلف الوزارات مثل التربية والخدمة المدنية والتخطيط والعمل.
ومن جهة أخرى كشفت عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة مضاوي الحسون «من المفترض ان توجد حلول مؤقتة وجذرية، واعتقد ان المشكلة الكبرى تقع على التعليم، فالمؤهلات التي تحملها الخريجة اليوم قد لا تتناسب مع احتياجات سوق العمل، وهذه إحدى ضحايا التعليم الخاطئ التي لم تواكب العصر أو احتياجات السوق، فكانت تخرج مجموعة من الطالبات تحمل شهادات فقط بدون أي تطوير».
مسؤولية اجتماعية
قالت شادية غزالي المستشارة الاقتصادية في مكة المكرمة، أنه لابد من معرفة احتياجات السوق قبل الزج سنويا بأعداداً من الخريجات لايحتاجهن، فعلى سبيل المثال نحن بحاجة إلى خريجات علم نفس ومع ذلك لايزال هذا القسم مغيباً عن جامعة أم القرى منذ سنوات، على الرغم من الحاجة الملحة لافتتاحه، خصوصاً في ظل تنامي أعداد المرضى النفسييين والحاجة لاستشارات اسرية ونفسية، كذلك الحال بالنسبة لقسمي المحاسبة والقانون والمحاماة.
شبح المحسوبية
وقالت الأديبة والكاتبة بثينة إدريس في المدينة إن عدد المعينات لا يتساوى والعاطلات عن العمل، والمعضلة أن تمضي السنوات بالخريجات بين الست والعشر، على حملهن مؤهلات أوشك عمرها الافتراضي أن ينقضي، فنعود بمعضلة جديدة تبحث عن حل لتحديث مؤهل طالبة الوظيفة.
كما أن بُعد مكان الوظيفة عن السكن، لم يعد سبباً وجيهاً لعدم التعيين، لأن كثير من الخريجات رضخن لبُعد وظائفهن عن السكن، لندرتها وحاجتهن لها، بقي على التربية والتعليم وديوان الخدمة أن يفيا بالتزامهما في تعيين الخريجات، وأن نطرد شبح المحسوبية الذي يلاحق الخريجات.
وترى مديرة مركز سيدات الأعمال التابع للغرفة التجارية الصناعية في منطقة المدينة المنورة مروة عسيلان ان للبطالة وعدم توفر فرص وظيفية أسباب شخصية تتمثل في حرص الفتاة على الالتحاق بوظيفة تناسب تخصصها الجامعي، وعدم توفر الخبرات العملية للخريجات واشتراط طالبة العمل الحصول على راتب مرتفع, فيما الكثيرات من الخريجات لا يحرصن على دورات تدريبية تؤهلهن للعمل في أي مجال.
القطاع السياحي
قال عبدالله أحمد الغروي رجل أعمال في تبوك: لدي مجموعة كبيرة من الفتيات، أصبحن جاهزات للعمل في سوق العمل،فيما يختص بالجانب السياحي.
تأنيث الوظائف
وأكد محمد محسن العطاس رجل أعمال في جازان على ضرورة تأنيث الوظائف المرتبطة مباشرة بالمرأة، وتوفير مراكز العناية بالأطفال في مواقع العمل، وتطبيق أسلوب العمل المرن والعمل الجزئي، ما من شانه أن يسهم في حل المشكلة.
وظائف صيفية
اقترحت سيدة الأعمال ليلى جمل الليل أن تتفق الغرفة التجارية الصناعية في جدة مع الشركات والمصانع والمؤسسات لمنح وظائف صيفية للخريجات لشغل فراغهن في الصيف، سيما أن هناك فرص عمل تتوفر في المهرجانات والفعاليات, ولابد ان يتواجد في كل قطاع مكتب لتوظيف حديثي التخرج يمنحهم نصف الراتب.
أعمال حرة
تنصح سيدة الأعمال ومصممة الأزياء مها الفايز الخريجات أن يتوجهن للأعمال الحرة، كأساس نجاح أي فتاة طموحة، الى جانب مجال تخصصها عليها ان تنمي قدراتها ان أرادت فعلا أن تبدأ بمشروعها الخاص.
الرأي الأمني
المتحدث الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد أكد أن للفراغ علاقة مباشرة بالجرائم حتى لو كانت بسيطة.
ويضيف الجعيد إن توفير وظائف نسائية من شأنها القضاء على العاطلات، واستغلال وقتهن، فيما يعود بالنفع والفائدة, داعيا الجمعيات الخيرية لإستيعاب العنصر النسائي واستغلال طاقاته.
أكد المتحدث الرسمي لوزارة الخدمة المدنية عبد العزيز الخنين أن تفتح مجالات كثيرة لعمل المرأة بعد تخرجها من الجامعة، وقال «توفر الخدمة المدنية وظائف للخريجات متى ما توفر لديها وظائف».
ويضيف: «الخريجة تقدم على قاعدة بيانات والتي تحوي جميع المؤهلات للوظائف المتاحة حسب تخصصها ومستواها، ومتى ما توفرت هذه الوظائف التي تناسبها والمطلوب عملها من الجهة الحكومية المستفيدة من الخدمة ».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.