المملكة تتسلم رئاسة المؤتمر العام لمنظمة الألكسو حتى 2026    غوارديولا: مصيرنا بأيدينا ويجب علينا الفوز لحسم لقب الدوري الإنجليزي    بتوجيه الملك.. ولي العهد يزور «الشرقية».. قوة وتلاحم وحرص على التطوير والتنمية    ولي العهد يستقبل العلماء والمواطنين بالشرقية    تشكيل الهلال المتوقع أمام النصر    كاسترو وجيسوس.. مواجهة بالرقم "13"    خادم الحرمين الشريفين يصدر أمرًا ملكيًا بترقية 26 قاضيًا بديوان المظالم    أمطار وسيول على أجزاء من 7 مناطق    النفط يرتفع والذهب يلمع بنهاية الأسبوع    9 جوائز خاصة لطلاب المملكة ب"آيسف"    الإعلام الخارجي يشيد بمبادرة طريق مكة    ‫ وزير الشؤون الإسلامية يفتتح جامعين في عرعر    قرضان سعوديان ب150 مليون دولار للمالديف.. لتطوير مطار فيلانا.. والقطاع الصحي    بوتين: هدفنا إقامة «منطقة عازلة» في خاركيف    رئيس الوزراء الإيطالي السابق: ولي العهد السعودي يعزز السلام العالمي    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    تراحم الباحة " تنظم مبادة حياة بمناسبة اليوم العالمي للأسرة    محافظ الزلفي يلتقي مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف بالرياض    حرس الحدود يحبط تهريب 360 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر    تشافي: برشلونة يمتلك فريقاً محترفاً وملتزماً للغاية    «عكاظ» تكشف تفاصيل تمكين المرأة السعودية في التحول الوطني    الطاقة النظيفة مجال جديد للتعاون مع أمريكا    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    1.6 ألف ترخيص ترفيهي بالربع الأول    «الأقنعة السوداء»    السعودية والأمريكية    العيسى والحسني يحتفلان بزواج أدهم    5 مخاطر صحية لمكملات البروتين    تقنية تخترق أفكار الناس وتكشفها بدقة عالية !    حلول سعودية في قمة التحديات    فتياتنا من ذهب    تضخم البروستات.. من أهم أسباب كثرة التبول    بريد القراء    الرائد يتغلب على الوحدة في الوقت القاتل ويبتعد عن شبح الهبوط    الدراسة في زمن الحرب    76 مليون نازح في نهاية 2023    فصّل ملابسك وأنت في بيتك    الشريك الأدبي وتعزيز الهوية    التعليم في المملكة.. اختصار الزمن        WhatsApp يحصل على مظهر مشرق    ابنة الأحساء.. حولت الرفض إلى فرص عالمية    الاستشارة النفسية عن بعد لا تناسب جميع الحالات    مستقبل الحقبة الخضراء    رئيس موريتانيا يزور المسجد النبوي    حراك شامل    الإطاحة بوافد مصري بتأشيرة زيارة لترويجه حملة حج وهمية وادعاء توفير سكن    فوائد صحية للفلفل الأسود    خطر الوجود الغربي    كلنا مستهدفون    حق الدول في استخدام الفضاء الخارجي    ايش هذه «اللكاعه» ؟!    العام والخاص.. ذَنْبَك على جنبك    البنيان يشارك طلاب ثانوية الفيصل يومًا دراسيًا    أمير تبوك يرعى حفل جامعة فهد بن سلطان    رعاية ضيوف الرحمن    السفير الإيراني يزور «الرياض»    خادم الحرمين الشريفين يصدر عدداً من الأوامر الملكية.. إعفاءات وتعيينات جديدة في عدد من القطاعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشورى لم ينجح في استجلاء الوزراء ومسؤولون يحضر ون جيشاً من المساعدين
نشر في عكاظ يوم 14 - 03 - 2013

اعترف عضو مجلس الشورى السابق سليمان الزايدي أن المجلس لم ينجح في برنامجه الخاص باستضافة الوزراء لكشف الحقائق عن وزاراتهم بشفافية مطلقة، ووضع النقاط فوق الحروف عن المنجزات ونقاط الضعف والتعثر، لافتا إلى أن الضيف في الغالب يأتي لاستعراض نشاط وزارته، فضلا عن استعانته بجيش من مساعديه والذين يقتلون الوقت بالحديث ما يتسبب في إحراج المجلس.
وكشف الزايدي بشفافية مطلقة في حوار معه أن على المجلس وضع استراتيجية لاستجواب الوزراء وليس للحوار معهم، موضحا أن علاقة المواطن مع المجلس ضعيفة، وأن نقل جلسات المجلس على الهواء مباشرة ستساهم في تجسير الفجوة بين المواطن والمجلس.
ومن جهة أخرى، دحض الزايدي وجود تكتلات بين أعضاء المجلس لتمرير القرارات والأنظمة، بينما أقر بوجود التمثيل المناطقي، لافتا إلى أن الكفاءة والتأهيل العلمي لهما حصة الأسد في الاختيار لعضوية المجلس، ولكن في نفس الوقت فإن المنطقة أو القبيلة تبرز في آليات التشكيل لأنها مصدر تغذيته. وفيما يلي نص الحوار:
هل صحيح أن هناك تكتلات في الآراء تطبخ قبل الجلسة لإسقاط أي مشروع أو مقترح؟
- لا توجد تكتلات، لكن قد يتواصل زميل مع الآخرين لشرح وتوضيح فكرة ما، أو طلب دعم توصية يسعى لعرضها على المجلس، وأحيانًا يتقدم مجموعة من الأعضاء بتوصية جماعية يعرضها أحدهم على المجلس باسم مقدميها، وتسقط بعض المشاريع أو التوصيات قناعة من المجلس بما يسمع من مداخلات علمية وقانونية معارضة للنص المطروح، وقد يسقط توصيتك جارك الأقرب لك وهذا ينفي وجود تكتلات، والتنوع في المجلس أمر صحي ومطلوب، فمن مجموعة الآراء المتوافقة أو المتعارضة يتوصل المجلس إلى قراره النهائي في كل مسألة عن طريق التصويت وهو الفيصل الملزم والذي تقبل به كل الآراء لأن الحكم النهائي حكم المجلس مجتمعا.
لم ينجح الشورى حتى الآن في استجلاء الحقيقة من الوزراء ولا تزال أبوابه مغلقة وجلساته سرية مع بعض الوزراء لماذا؟
- علينا أن نقبل بالنصف المملوء من الكأس، أنا أتفق معك بأن المجلس لم يصل إلى قناعات كاملة في استجلاء الحقيقة من ضيوفه من الوزراء وهذا بسبب ضعف آلية الاستضافة نفسها، فالضيف يأتي لاستعراض نشاط وزارته دون أن يكون ملزما بشكل معين من الحوار، هناك فرق بين استجواب المسؤول وبين الحوار معه، الذي يتم حوار فقط، وليس باستجواب كما تتصور، والذي أراه أن تكون لدى المجلس آلية للاستجواب، وأن تفتح الجلسات أمام الإعلام وضيوف المجلس، ولا أجد ما يمنع من نقل وقائع الجلسات حية على الهواء مباشرة وهذا الرأي سبق أن طرحته شخصيا في المجلس وعرضته ذات يوم على وزير الثقافة والإعلام السابق الذي رحب وأبدى استعداد التلفزيون بنقل الجلسات مباشرة حية على الهواء هذا يساهم في تقريب المواطن من المجلس.
الضيف يأتي ليقدم تقريرا عن وزارته!
- بعض المسؤولين يصطحب معه جيشا من مساعديه ومساعديهم ويترك لهم تبادل الأدوار للحديث على منصة الخطابة فيقتلون الوقت، تصور أحد الوزراء استعان بأكثر من ستة متحدثين معه من وزارته، والمجلس يجد حرجا في هذه الحالة والمفترض أن يتحدث الوزير فقط لأنه رأس الهرم في وزارته.
إذن ما هو الحل؟
- يمكن الأخذ ببعض التجارب العالمية في استجواب المسؤولين، كأن يتقدم للمجلس عضو أو أكثر بأسئلة محددة في موضوع أو موضوعات محددة لطلب استدعاء المسؤول المعني للإجابة على الأسئلة المحددة سلفا، ويتم الاستجواب بدون تحديد لساعات المناقشة التي قد تطول لأكثر جلسة، وربما ليوم أو ليومين، ثم يحدد المجلس رأيه في تقرير واضح وصريح يرفع للملك يبين فيه مدى قناعته بإجابات المسؤول، ويوضح ما يراه مناسبا لإصلاح وضع هذا المؤسسة أو تلك وبذلك يتمكن المجلس من استجلاء الحقيقة، وتكون الاستضافات التي تتم تحت القبة مقنعة للأعضاء وللمواطنين ويتخلص المجلس من كثير المناقشات العقيمة التي تشبه المؤتمرات الصحفية في عرضها وآلياتها.
ماذا يترتب على حديث المسؤول أمام المجلس؟
- لاشك أن الحوار والكلام الذي يسمعه المسؤول في المجلس يولد لديه القناعة لمراجعة بعض الإجراءت في وزارته لتطوير الأداء وتحسينه وهذا أقل ما يمكن أن يعود على المسؤول من حواره في المجلس.
هناك حديث ومطالب بأن تكون الدورة المقبلة للمجلس بالانتخاب، يمكن أن نبدأ بثلث الأعضاء هل أنت مع توجه كهذا؟ وكيف يمكن الوصول إليه؟ مخاطره، إيجابياته؟
- الذين يرون الانتخابات لهم مبرراتهم، والذين لا يرون ذلك لهم مبرراتهم، ونحن لسنا بدعا في هذا الكون، فعلينا أن نستفيد من تجارب الأمم الأخرى، والخوف في التردد وليس في التجربة، من المناسب التدرج في هذه المسائل فلنوصل أولا لدى المواطن السعودي مفهوم ثقافة الانتخابات من خلال تجربة المجالس البلدية، بعد ذلك نبدأ الخطوة الأولى بانتخاب الثلث من أعضاء مجلس الشورى كما ترون، أو النصف كما أرى.
المادة 23 من نظام مجلس الشورى تعطي العضو الحق في أن يتقدم باقتراحاته منفردا بعد أن كان الاقتراح يشترط اجتماع عشرة أعضاء. هل فعلت هذه المادة وأدت دورها أم ترى أن هناك نوعا من القصور في إعمالها؟
- نعم فعلت هذه المادة إلى حد ما، وهي القناة التي يمكن لأعضاء المجلس توظيف أفكارهم من خلالها، فالأعضاء يستطيعون من خلالها التقدم بمشاريع وبرامج في الإطار الذي تسمح به مسؤوليات المجلس وبعد أن تم تعديل هذه المادة أصبحت أكثر مرونة لاستيعاب كل فكر جديد في مجال الأنظمة والاستراتيجيات وقواعد العمل.
ما أبرز ملامح الفترة التي قضيتها داخل مجلس الشورى عضوا وفي أكثر من لجنة؟
- كان انضمامي لعضوية مجلس الشوى من بداية أعمال الدورة الثالثة، وحاولنا الاندماج والتناغم سريعا مع أدبيات العمل المجلس، كثفنا الاطلاع والقراءة حول قواعد العمل الشوري.
بالتأكيد تعد السنوات الثمان التي مرت على المجلس بعد تطويره في ثوبه الجديد عام 1412ه هي سنوات التأسيس الحقيقية.. لقد وجدنا أن المجلس قد تجاوز مرحلة التأسيس، والتنظيم الداخلي إلى مزاولة العمل بمعايير الشورى وروح البرلمان، وهذا ماجعل البداية سلسة مرنة، والاتجاه بالكلية إلى دراسة ومناقشة الموضوعات الموجودة على طاولة المجلس سواء تلك التي لم يتمكن الزملاء في الدورة الثانية من استكمالها أو الجديدة المحالة للمجلس من المقام السامي.. لقد تميزت الدورة الثالثة بالتركيز على إصدار أو تعديل الأنظمة.
أما التطور الآخر المهم في هذه الدورة فقد تم قبول مجلس الشورى عضوًا كامل العضوية في البرلمان الدولي وذلك بعد عمل شاق من فريق العمل الذي كلف بتولي المباحثات مع الاتحاد الدولي والمكون من مجموعة من الزملاء أعضاء المجلس والذي أثمر أخيرا بالتصويت على قبول المجلس عضوا كامل العضوية في البرلمان الدولي وبدأ المجلس يحضر اجتماعات البرلمان الدولي بصفته الجديدة وشرفت بأن أكون أول متحدث أمام البرلمان الدولي في أول اجتماع رسمي نحضره بعد حيازتنا للعضوية الكاملة، عقد في البرلمان الهندي في نيودلهي وكان من ضمن وفد المجلس سعادة الزميل الدكتور عبدالرحمن المشيقح عضو المجلس.
فقد المجلس رئيسه الأول الشيخ محمد بن جبير (رحمه الله).. هل تأثر عطاء المجلس بوفاته؟
- في 1 / 11 / 1422ه فقد المجلس رئيسه الكبير معالي الشيخ محمد بن جبير رحمه الله الذي كان بالنسبة للأعضاء الأخ والزميل والأستاذ والقدوة في آنٍ معاً، كانت وفاته تمثل خسارة للشورى باعتباره ممن عاصر فكرة إعادة إحياء المجلس والمشاركة في كتابة نظام كنا نخشى أن يتأثر عطاء المجلس بفقد رئيسه الكبير، إلا أن اختيار الشيخ الدكتور صالح بن حميد أزال هذا التوجس فاطمأنت الأنفس بهذا الاختيار الموفق فمعالي الرئس القادم عرف بالاتزان والحكمة وبعد النظر وهو ابن المجلس السابق، عضويته التي قربته من الأعضاء وسهلت عليه قيادة المجلس باقتدار وقد أضفى معاليه بأكاديميته نسقا جديدا من الروح الأكاديمية البحثية التأصيلية على اعمال المجلس واجتماعاته.
ماذا عن الدورة الرابعة؟
- أما ملمح الدورة الرابعة فإنه يتمحور حول جزئية ذات دلالات عميقة تضمنها خطاب الافتتاح الملكي فالملك خاطب المجلس بقوله.. ( يجب ألا يكون بيننا ظالم ومظلوم، وحارم ومحروم، وقوي ومستضعف، نتمسك بوحدة الوطن، لا نسمح بالتطرف المذهبي أو الإقليمي، أو القبلي..) وقد اعتبر في هذه الفترة أن إنشاء هيئة مكافحة الفساد التي كتب المجلس استراتيجيتها خطوة رائدة إلى الأمام في سبيل الإصلاح الذي يرعاه الملك بنفسه لصيانة النزاهة وتمكين الشفافية.
أما الدورة الخامسة فقد حملت إلى المجلس قيادة جديدة فقد جاء إليها الرئيس الجديد وزير العدل السابق معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد آل الشيخ بروح جديدة وفكر جديد لتطوير آليات عمل المجلس، وتقوية علاقاته بالمؤسسات البرلمانية العالمية، وفي هذه الدورة استضاف المجلس الاجتماع الثالث لبرلمانات مجموعة العشرين باعتبار أن المملكة عضو بهذه المجموعة التي تركز على القضايا الاقتصادية وتسعى إلى تظافر الدول وترسيخ الحوار الموسع في حين أنها تهيمن على 9 % من الإنتاج العالمي من الخام وتتكون من المملكة العربية السعودية، الهند، إندونيسيا، اليابان، كوريا الجنوبية، جنوب أفريقيا، الأرجنتين، البرازيل، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، روسيا، تركيا، أمريكا، كندا، أستراليا، الصين، المكسيك، الاتحاد الأوروبي، وقد عقد الاجتماع بقصر الملك عبدالعزيز للمؤتمرات بالرياض برئاسة مجلس الشورى الذي بدأ في حوار برلماني جاد مع برلمانات العالم وأصبح يمارس قرارات ملزمة في ظاهر الأمر.
ماذا عن عضويتك في اللجان؟
- اللجان هي القلب النابض ومصدر الإلهام لقرارات المجلس فكل ما يصدر عن المجلس من أنظمة واتفاقيات ودراسات لابد أن تمر من هنا والصراع والجدال يبلغ أشده في اللجان، وقد يصل التشدد والتباين في الآراء إلى تبني رأي أقلية على الموضوع مكان البحث ويعرض لاحقا في الجلسة العامة رأيان، رأي اللجنة ورأي الأقلية والمجلس يفصل في الأمر وقد شاركت في عضوية جميع لجان المجلس لرئيسية، الهيئة العامة، اللجان المتخصصة، اللجان الخاصة، اللجانه البرلمانية.. وتوزعت عضويتي بين اللجان على مدى اثني عشر عاما، لجنة الشؤون التعليمية والبحث العلمي.
كنت عضوا، ثم نائبا لرئيس اللجنة، وقضيت بها ست سنوات، وقد انتسب لعضويتها نخبة من أعضاء المجلس المهتمين بالتعليم والبحث العلمي، أذكر منهم د. سعود المتحمي، الأستاذ محمد الضلعان، د. عيد الشمري، د. عبدالرحمن الشبيلي، د. عبدالعزيز الثنيان، د. حسين العلوي، د. عبدالعزيز الدخيل، د. عبدالله الشهري، الأستاذ عبدالرحمن العثمان، د.خضر القرشي، د. سعيد الهاجري، د. مازن بليلة، د. راشد الكثيري وغيرهم ومن أبرز إنجازات اللجنة: دعمها للتعليم العالي للتوسع بفتح الجامعات بمناطق ومحافظات المملكة لتحقيق العدالة بين المواطنين في حق التعليم ولتوطين الوظيفة للشباب في جهاتهم، دعم إلزامية التعليم، دعم رياض الأطفال ضمن الخطة العامة للتعليم، إنجاز وثيقة تقويم التعليم، وفي فترة لاحقة صدر عن اللجنة: نظام المجلس الأعلى للتعليم، نظام الجامعات، لائحة هيئة تقويم التعليم، لجنة الشؤون الاجتماعية والأسرة الشباب.. قضيت بهذه اللجنة ثلاث سنوات وكان من أعضائها د. بندر حجار. الأستاذ حمد القاضي د. راشد الكثيري د. خالد العواد د. أحمد الزيلعي د. ثامر الغشيان، عوض الردادي وغيرهم، ومن أبرز ما صدر عن اللجنة: نظام الجمعيات والمؤسسات الخيرية، نظام رعاية المعاقين، نظام حماية الأطفال من الإيذاء، كما كان لأفكار للجنة دور واضح في الحراك والتنظيمات الأخيرة التي شهدها جهاز رعاية الشباب.
ماذا عن لجنة حقوق الإنسان والعرائض؟
- هذه اللجنة أحدث لجان المجلس وقد قضيت بها ثلاث سنوات كنت عضوا، ثم رئيسا لها، ولحداثة هذه اللجنة حاولنا أن نكون لها بنك معلومات، وفي مجال حماية حقوق الإنسان تواصلت اللجنة مع الهيئات والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان في الداخل واستضافت وفودا خارجية، كما درست بعض الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان وأوصت بانضمام المملكة لها، كما تلقت اللجنة كما كبيرا من عرائض المواطنين وبذلت جهدا في تحليلها وقد أفاد المجلس ولجانه المتخصصة من الأفكار والملاحظات التي استخلصتها اللجنة من هذه العرائض، ومن أعضاء هذه اللجنة في السنة الأخيرة د. سعيد المليص، د. عبدالرحمن هيجان د. إبراهيم الشدي، الأستاذ إبراهيم البليهي، د. عبدالملك الخيال، د. عبدالله الظفيري، د. مفلح الرشيدي، د. مشعل العلي الذي كان رئيسا لها في السنة السابقة.
ما دور لجان الصداقة التي ذكرتها..؟
- لجان الصداقة مهمتها خارجية، فهي حلقات الوصل بين المجلس والمجالس الشورية والنيابية العالمية، ويقابلها لجان مماثلة في المجالس الأخرى تتبادل معها الزيارات لنقل الخبرات والتجارب وعقد اتفاقيات التعاون وتقوية العلاقات البينية ودعم المواقف السياسية المشتركة في المحافل الدولية، ولجان الصداقة نمط عالمي برلماني متعارف عليه تستطيع من خلالها البرلمانات مساعدة الحكومات في تجاوز بعض الخلافات والمصاعب، وقد استطاعت لجان المجلس أن تكون علاقات جيدة مع معظم برلمانات العالم وبانت أهمية هذه اللجان في الدور الذي قابلت به اللجنة المختصة الهجمة التي تعرضت لها المملكة مؤخرا من بعض أعضاء مجلس العموم البريطاني.
ماذا تقول عن تجربة امتدت اثني عشر عاما..؟
- تجربة ثرية مارست خلالها دوري كمواطن في خدمة بلدي، لقد تهيأ لي أن أمارس واجبات عضو المجلس في مناقشة الخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ودراسة الأنظمة واللوائح، والمعاهدات، والاتفاقيات الدولية، وتفسير الأنظمة، ومنافشة التقارير السنوية للوزارات، ودراسة هذه القضايا تمكن العضو من الوقوف على المطالب الوطنية وتحديد أساليب دعمها بما يلبي حاجات البلاد التنموية، ومن مكرور القول الحديث عن مدى حجم الفائدة التي تجنيها وأنت تستمع لهذه النخب التي يضمها المجلس من العلماء والمتخصصين في العلوم الشرعية، والقانونية والاقتصادية، والاجتماعية، والأمنية، والسياسية، والتربوية، والصحية وغيرها، حقيقة تشعر في كل جلسة من جلسات المجلس أن مخزونك المعرفي والمهني والثقافي يزيد، وأن حسك الناقد يتطور، وأن ما توفر لك من معلومات يمكنك من اتخاذ القرار الصائب.
كيف تم اختيارك للعمل في مجلس الشورى .. ما هي معايير الاختيار؟
- أكاد أجزم بأن كثيراً ممن يرشحون لعضوية مجلس الشورى لايعرفون ابتداء كيف تم اختيارهم وترشيحهم وأنا منهم، المعلومة الأكيدة أن معالي رئيس الديوان الملكي يبلغ كل شخص تم اختياره قبل صدور أمر خادم الحرمين الشريفين بقائمة أسماء المرشحين في كل دورة، ويمكن للشخص أن يعتذر إذا كانت ظروفه لا تمكنه من التفرغ لعضوية المجلس لأن التفرغ من شروط العضوية، ومن المؤكد وجود معايير للاختيار، منها الكفاءة، السيرة الحسنة، التنوع في التخصصات، الخبرات السابقة، والمتأمل لقوائم من يدخلون في مجلس الشورى في كل دورة يجد أن التمثيل المناطقي موجود بنسب متفاوتة فرضتها طبيعة الاختيار ولو كانت تحسب وفق عدد السكان لوجدنا أن ثلث أعضاء المجلس من منطقة مكة المكرمة التي يزيد سكانها على 26 % من سكان المملكة حسب آخر إحصائية، ولوجدنا أيضا أن محافظة الطائف التي يزيد عدد سكانها على مليون نسمة ممثلة في المجلس الحالي، إذن التمثيل فرض نفسه واقعا لكنه غير خاضع للحسبة السكانية.
كيف تقرأ آليات سير العمل البرلماني في الشورى؟
- يمارس مجلس الشورى في المملكة أعماله وفق نظامه وآليات العمل التي حددت مهامه، وقد عدل النظام وآليات العمل أكثر من مرة لمواكبة التحديث والمستجدات، كان آخر تعديل تم في 29/ 2/ 1434ه للمادتين الثالثة والثانية والعشرين لتمكين المرأة من الدخول في عضوية المجلس بنسبة لا تقل عن 20 % ومشاركتها في اللجان، وتطوير نظام المجلس متواصل، ونأمل أن يصل التطوير به إلى أن تكون قراراته ملزمة، والمجلس ليس بحالة استثنائية في العالم، فهو يحاول ولا يزال يحاول الاستفادة من عضويته في المجالس الشورية والبرلمانية العربية، والإسلامية والقارية والدولية، وأن يكون التوسع في صلاحياته تلبية لتطلع المواطن الباحث عن دور مؤثر من المجلس يلامس حياته اليومية ويوجد حلولا لمشاكله ومعاناته، فزيادة صلاحيات المجلس أصبحت مطلبا وطنيا ملحا والمجلس بمكوناته البشرية والتنظيمية قادر على القيام بأدوار وطنية أبعد من المسموح به حاليا له و زيادة الصلاحيات تحقق المشاركة بصورة تفاعلية وترفع بعضا من العبء الملقى كاملا على الحكومة حاليا.
حدثنا عن أبرز القصص والطرائف التي ما زلت تحفظها أثناء عملك في الشورى؟
- النكتة والطرفة تأتي أثناء المداخلات للفت الانتباه للفكرة، أو ربما يبدأ العضو مداخلته ببيت من الشعر أو بمثل شعبي، وكثيراً ما تكسر هذه الطرف والملح حدة النقاش.
مثل ماذا..؟
- في الدورة الثالثة كثيرا ما كان الزميل الدكتور أحمد التويجري يفتتح مداخلاته ببيت من الشعر، في حين كان الزميل الأستاذ محمد حسين قاروب يداخل بمثل شعبي يخدم فكرته، وفي الشأن العام كنا ننتظر مداخلات الزميل عامر اللويحق (رحمه الله) التي في مجملها تدافع عن المواطن وتقف لجانبه، أما الزميل الدكتور عبدالملك الخيال فقد ضرب رقما قياسيا في تقديم التوصيات الإضافية التي تحذر من حرب المياه التي تنتظرها المنطقة، الزميل الخيال غادر المجلس متأبطا ملفات المياه وهمومها وهو لايزال يبحث عن حل، في لقطة طريفة استبق زميل دخول المرأة في عضوية المجلس أثناء مداخلته بقوله: أيها الزملاء والزميلات أعضاء المجلس، فهمهم المجلس لطرافة الموقف، هكذا لكل زميل ركزة في الكلام عرف بها.
كان المجلس يضم أطيافا متعددة أين أوجه التلاقي أو الخلاف؟
- هذا صحيح، كان المجلس ولا يزال، وسيظل يستقبل في عضويته أطيافا من تخصصات وتوجهات ومذاهب متعددة، هذه الأنساق الجميلة يجمعها حب الوطن، يحكم حوارها نظام المجلس، يحفظ حقوقها حرية الطرح، واحترام الآراء مكفولة للجميع.
لو عادت بك عجلة الزمن إلى ماقبل اثني عشر عاما هل كنت ستخوض هذه التجربية..؟
- أمس الذي مر على قربه ... يعجز أهل الأرض عن رده
كيف لنا أن نعيد الزمن إلى الوراء..؟ يا صديقي كل مرحلة محكومة بظروفها الفكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والإنسان ابن لحظته، وتجربة الشورى فريدة، ومجلس الشورى مؤسسة فكرية تأخذ بتلابيبك إلى عوالم من المعرفة والإدارة والحكم لم تكن لتتوفر لك بنفس الصورة والكيفية لو كنت خارج هذه المؤسسة، والسؤال ربما يكون بصيغة هل تقبل أن تعود إلى الشورى مجددا..؟ وبلا تردد أقول لك نعم فالشورى مدرسة فريدة.
هل ترى أن الأنظمة المؤطرة لعمل الشورى ونقاشات أعضائه تمكنه من صناعة قرارات وصياغة أنظمة تهم البلاد والعباد؟
- يأخذ إصدار الأنظمة من المجلس وأعضائه الكثيرمن الجهد والبحث والاطلاع على الأنظمة القائمة وعلى أنظمة الدول الأخرى للوصول إلى الأفضل، ومن المؤكد أن الجانب التشريعي المتعلق بالأنظمة وصناعتها من أوجب واجبات المجلس، فهو السلطة التشريعية ولا يمكن أن يصدر أي نظام من خارج المجلس، وأعضاء المجلس يتمتعون بالحرية الكاملة عند نقاش الأنظمة بإدخال مواد أو تعديل مواد يرون أنها تخدم المصلحة العامة، وردود الفعل على الأنظمة التي صدرت عن المجلس إيجابية غالبا تؤكد أن إصدار الأنظمة لا يكون ارتجالا ويستحيل أن يصدر المجلس نظاما وهو يعرف أن في الإمكان أفضل مما كان، وقد يكون من فائدة الأنظمة نشر مسودتها على موقع المجلس الإلكتروني قبل إقرارها لسماع وجمع الآراء حولها من المختصين والممارسين، وهذا الرأي سبق أن سمعته من معالي الشيخ صالح الحصين وهو قانوني معروف يجدر أن يؤخذ برأيه.
المرأة الآن عضوة في الشورى، كيف تقرأ ذلك، وهل ترى أن المرأة ستناقش قضايا بنات الوطن أم سيكون طرحها شاملا؟
- حملت مضامين الخطاب الملكي الذي افتتح به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أعمال السنة الشورية الثالثة من الدورة الخامسة تحولا نوعيا في مسيرة المجلس ومسيرة المرأة السعودية، ففي هذا الخطاب أعلن الملك للمرة الأولى قراره بدخول المرأة في عضوية مجلس الشورى ابتداء من الدورة السادسة، وهو القرار التاريخي الذي عده بعض المراقبين تحولا في حياة المرأة السعودية وتمكينا لها لممارسة دورها البرلماني والسياسي في الرقابة والإقرار وقد قفز هذا القرار بترتيب المملكة على المستوى البرلماني 18 درجة إلى الأمام، وقرار دخول المرأة في عضوية مجلس الشورى خطوة أولى تشي بخطوات قادمة من التمكين لها إذا ما أثبتت نجاحها في الخطوة الأولى.
والمرأة اصبحت عضو كامل العضوية مثلها مثل زميلها الرجل، تتحمل نفس المسؤوليات وتؤدي نفس الواجبات، ونظام المجلس وآليات النقاش تحت القبة تتصف بالشمولية، فالنقاش يكون تبعا للموضوع المعروض للبحث، ومن المؤكد أن قضايا بنات الوطن كما هي قضايا أبناء الوطن ستكون ضمن هذا السياق في شمولية الحوار وتنوعه وعلى درجة متساوية بين الأعضاء الذكور والإناث، فالمرأة لم تدخل المجلس لتبني قضايا بعينها بقدر ما هي مسؤولة عن تبني قضايا الوطن بفمهومه الشامل.
ماذا تقول لعضوات المجلس الحاليات ..؟
- أبارك لهن هذه الثقة، وأهنئهن بهذه الريادة باعتبارهن الفوج الأول من النساء الذي يحظى بشرف عضوية مجلس الشورى، وأسأل الله لهن التوفيق، ولا شك أن امامهن تحديا لإثبات الوجود، لكنني أخشى عليهن من محرقة الإعلام، فعليهن التنبه لذلك وتقنين الخروج الإعلامي الفضائي لأن كثيرا من الأحلام والوعود قد لا تتحقق بالصورة المرضية، فيجد الإنسان نفسه في العراء أمام وعوده التي لم تطاوعه الظروف لتحقيقها وبالتالي يفقد مصداقيته أمام الغير خاصة أن مكنة نقد أداء المجلس متواترة ولا يلجمها إلا العمل الجاد الذي يشعر المواطن بأثره على حياته اليومية وحياة أسرته، أقول للأخوات حذار من محرقة الإعلام التي لاترحم، لقد تابعت أداءهن في الشهر الأول من جلوسهن تحت القبة فسرني الأداء الجيد منهن.
خرج الشورى عشرات الوزراء وعملوا في مواقع مهمة هل كان طرحهم في الشورى يتوازى مع ما قدموه من عمل عندما تسلموا حقيبة أو موقعا قياديا؟
- منصب الوزير منصب سياسي، ومجلس الشورى مصدر مهم من مصادر الحكومة عند اختيار القيادات التنفيذية من الوزراء والسفراء وغيرهم ولا يشك أحد بأن اختيار الوزراء يكون لكفاءتهم وتميز عطائهم قبل وأثناء عضويتهم في المجلس.. والمتتبع لإنجازات القياديين الذين خرجوا من عباءة الشورى يجد أنهم قد حققوا نجاحا في مواقعهم الجديدة، ومن فوائد مجلس الشورى أنه يمكن الشخص من الاطلاع أكثر من غيره على الأنظمة والاتفاقيات، وإنجازات القطاع الحكومي، ونوع المشاكل، ونقاط القوة أو الضعف لدى أجهزة الدولة، وسياسة الحكومة الداخلية والخارجية وفي قطاع التنمية بوجه خاص، هذه أمور مستفادة تساعد على حسن الرقابة، واتخاذ القرار الجيد، وتطوير وتحسين أداء الجهاز الحكومي.
هل ترى أن اختيار أعضاء المجلس يتم على مستوى قبلي أو مناطقي أم هو مرتكز على الخبرة والتأهيل العلمي؟
- هذا السؤال يتكرر دائما ومن يطلع على قائمة أسماء المرشحين في بداية كل دورة يجد أن الأمر لا يخلو من هذا وذاك كما ورد السؤال، لكنه ليس بمحاصصة وفق المتبع في البرلمانات المنتخبة لأن الاختيار لدينا مبني على الكفاءة والتأهيل العلمي ومع هذا فإن المنطقة أو القبيلة تبرز في التشكيل لأنها مصدر تغذيته، ومنطقيا لابد من تمثيل المجلس لمناطق المملكة الإدارية الثلاث عشرة طالما أن المجلس ممثل للشعب، ولو قست الأمر على الواقع لوجدت بأن المواطن يتابع في كل بداية دورة جديدة أسماء المرشحين ليعرف من سيمثله من منطقته أو محافظته التي يعيش فيها، ومن سينقل صوته إلى مؤسسة التشريع، لقد كنا نلتقي المواطنين ونزورهم، نسمع منهم ملاحظاتهم ونحاول أن نوصل أفكارهم وتطلعاتم من خلال الوقت المخصص للشأن العام في بداية جلسات المجلس يوم الأحد من كل أسبوع، أو من خلال الأنظمة وتقارير الوزارات، أو من خلال المادة 23 من النظام، أو من خلال اللجان، خاصة لجنة حقوق الإنسان والعرائض.
هل أنت مع من يطالب بتحديد دورة أو دورتين فقط لأعضاء الشورى؟
- لايوجد في النظام نص يحدد مدة العضوية، لكن الاصطلاح جرى على أن الحد الأعلى لاستمرار عضو الشورى ثلاث دورات متصلة، ويمكن العودة لعضوية المجلس مرة أخرى طالما توفرت شروط العضوية في الشخص، ومجلس الشورى ليس مثل المجالس المنتخبة التي لا تخضع لمثل هذا الحكم فصناديق الاقتراع التي تحدد الاستمرار من عدمه في اكتساب العضوية في هذه المجالس.
أنا شخصيا أتفق مع المعمول به حاليا في مجلس الشورى لأنه يزاوج بين إعطاء الفرص للمواطنين المؤهلين وبين استمرار الخبرة، فلابد أن نتيح المجال أمام المؤهلين من المواطنين لخدمة الوطن وبهذا نحقق العدالة بين أبناء الشعب في ظل توفر معايير الترشيح المطلوبة في المرشح لعضوية المجلس.
لماذا يناقش الشورى تقارير مؤسسات حكومية مضى عليها عام وعامان، ما جدوى ذلك؟
- هذا الأمر كان ولايزال مكان نقد ليس من خارج المجلس فحسب، بل من الأعضاء أنفسهم، المجلس يركز في دراسته على تقارير الوزارات والأجهزة المشمولة بخطط التنمية الخمسية وفق المادة 29 من نظام الوزراء التي تلزم كل وزير بتقديم تقرير مفصل لرئيس مجلس الوزراء عن إنجاز وزارته خلال السنة المالية المنقضية ومدى تحقيقها لما ورد في الخطة الاجتماعية والتنموية الخمسية، وتأخر وصول التقارير من المشاكل التي تضعف دور المجلس الرقابي، وهذا التأخير مكان نقد وعدم رضا من الأعضاء، وكلما تقادمت الفترة ضعف دور الرقيب.. وأمام هذه المشكلة التي استمرت مع المجلس زمنا ليس بالقصير صدر توجيه سام في نهاية الدورة الخامسة يقضي بضرورة التسريع بدراسة تقارير الوزارت والأجهزة وحدد الأمر مدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر لبقائها داخل المجلس، ولا زال المجلس في حاجة لوضع آلية جديدة لاختصار وقت مناقشته للتقارير لأنها تستحوذ على جل وقته حاليا.
أخي لابد أن نتحرى الحقيقة في ما يقال ويطرح في المجلس وألا نسمح بتجاوزها، عدم وجود العمل المؤسسي في بعض الأجهزة خلل تكتشفه عندما يغادر المسؤول موقعه الحكومي ويستضيف المجلس خلفه، يأتي هذا الأخير وينفي وجود الخطة أو الاستراتيجية التي سبق أن بشر بها سلفه أمام المجلس من قبل، إذن لابد أن يكون كل ما يقال تحت قبة المجلس موثق ومحكم لأنه كلام رسمي يدلي به مسؤول رسمي أمام ممثلي الشعب إذا صحت العبارة.
هل ترى أن علاقة المجلس بالمواطنين صحية، أم أن هناك حالة من الجفاء وعدم الاستقرار وكيف يمكن ردم الهوة؟ هل نفذ المجلس مسحا ميدانيا لقياس حجم رضا الناس؟
- مع الأسف لاتزال العلاقة ضعيفة رغم محاولات المجلس السابقة فتح جلساته لحضور المواطنين، وفتح موقعه الإلكتروني لاستقبال آرائهم ومعاناتهم، وفي السنة الأخيرة تم إنشاء إدارة مهمتها التواصل مع المواطنين، وأجد أنه من الضروري أن يبتكر المجلس آليات جديدة ليقف على حاجة المواطن الحياتية، ومعرفة مدى رضاه عن أداء المجلس نفسه، وعن أداء الجهات الخدمية التي تقدم تقاريرها سنويا للمجلس.
إن تقوية علاقة المجلس بالمواطن من المطالب التي سبق أن نادينا بها على مدى الدورات الماضية، والذي أتمناه أن يأخذ المجلس ببعض الأفكار التي سبق عرضها فالمجلس من المؤسسات التي يلزم أن تكون أكثر قربا من غيرها من المواطن، ففي البرلمانات العالمية تجد كل عضو برلماني يخصص ساعات محددة ومعروفة من وقته لاستقبال أصحاب الحاجات من المواطنين في دائرته الانتخابية وأعماله لمحكم خارجي وهذا يجعلني أقترح على المجلس الموقر أن يخضع أعماله مستقبلا لمحكم خارجي لقياس الرأي في المجتمع وفق المنهج العلمي، لمعرفة مدى رضا المواطن عن أداء المجلس وعلى ضوء النتائج يطور آلياته ويحدد أسلوبا حديثا ومثمرا لتقوية علاقته بالمواطنين.
لماذا لا يناقش المجلس ميزانية الدولة، وهل حدث نقاش حول هذا مع رئيس المجلس أو مع بعض الوزراء الذين يحضرون تحت قبة المجلس؟
- مناقشة الميزانية العامة من المهام البرلمانية المتعارف عليها دوليا، وكانت مكان السؤال الملح عند طلب عضوية المجلس في البرلمان الدولي، والمطالبة بمناقشة الميزانية العامة للدولة تتكرر في كل عام، تسمعها أمام كل تقرير، وفي كثير من المناسبات خاصة أثناء الحوارات البرلمانية الدولية التي يكون مجلس الشورى طرفا فيها..
إن مناقشة وإجازة ميزانية الدولة السنوية من المجلس التشريعي ستساهم في حلحلة الكثير من أمور التنمية المتعثرة أو التي لم تصل لبعض مناطق المملكة بفعل البيوقراطية أو سوء التوزيع فهل سنرى قريبا اليوم الذي تمر فيه ميزانية الدولة على المجلس ونجده يخصص وقتا لمراجعتها وإجازتها، إنه إذا ماتم ذلك يكون المجلس قد تمكن من القيام بدوره الرقابي والمحاسبي بصورة مثالية وهو ماسيخفف العبء عن الجهات الرقابية الأخرى خاصة هيئة مكافحة الفساد الجهاز الناشئ.
بعد مغادرتكم لعضوية المجلس كيف تكون علاقتكم به..؟
- لاشيء .. لاتتوقع أي شيء..ستكتشف أن أنشط وأسرع إدارات المجلس تلك التي سارعت في لملمة أوراقك وكتيباتك وبعثتها لك على عنوانك وبنفس السرعة أوقفت عنك أبسط الخدمات التي كانت تقدم لك، مثل الاشتراك في الصحف المحلية، شريحة الإنترنت، شريحة الهاتف.!!
إلى هذا الحد من الجحود ؟
- رحم الله أستاذنا العكاظي الكبير محمد حسين زيدان الذي قال نحن مجتمع دفان، آخر علاقة لك بالمجلس حفل توديع لا تتوقع فيه أكثر من درع من النحاس أو الزجاج، وإذا رغبت في زيارة المجلس فيما بعد عليك أن تتقدم برغبتك مسبقا لموظف شؤون الأعضاء للنظر في إجازة طلبك بالسماح لك بالدخول إلى المجلس..!!
أنت عاصرت ثلاثة من رؤساء المجلس حدثنا عن هذه الشخصيات الكبيرة..؟
- محمد بن جبير: عالم جليل، حاضر البديهة، قوي الحجة، تتكلل شخصيته بهيبة القضاة، ترك (رحمه الله) مكتبة تضم نوادر الكتب في الفقه والقانون والقضاء، وقد سعيت شخصيا لدى أسرته الكريمة لإقناعهم بالتبرع بهذه المكتبة النفيسة لكلية القضاء والأنظمة بجامعة أم القرى باعتبار الشيخ من أوائل المتخرجين في كلية الشريعة بهذه الجامعة، فحصلت موافقة الأسرة وتم التبرع بمكتبته لجامعة أم القرى ولله الحمد.
صالح بن عبدالله بن حميد: الشيخ الدكتور صالح عالم رباني، شخصيته آسرة محبوبة، يتصف بالنبل، بالسماحة، بالتواضع، بالقرب من الأعضاء، عضويته السابقة في المجلس، خلفيته الأكاديمية، إمامته وخطابته في الحرم المكي الشريف قادته إلى نجاحات مشهودة في إدارة المجلس.
عبدالله بن محمد آل الشيخ: الشيخ الدكتور عبدالله رجل دولة كبير، جاء إلى المجلس وهو يتكئ على إرث أسري حافل، وتجربة شخصية ثرية، فوجد أن إدارة المجلس مختلفة، فكثف العمل مع قيادات المجلس العليا للبحث والتطوير، وكثف زياراته البرلمانية الخارجية فأصبح يقود الشورى بأسلوب برلماني محدث.
بما تحب أن تختم هذا اللقاء..؟
- ستبقى عضوية مجلس الشورى وذكريات اثني عشر عاما قضيتها في أروقته ولجانه من أجمل مراحل حياتي، فقد أتاحت لي المشاركة مع صفوة من أبناء الوطن المساهمة في دفع التنمية الشاملة لبلادنا إلى الإمام، فبصمات المجلس واضحة على الاستراتيجيات والأنظمة والاتفاقيات الصادرة عنه والتي كانت عاملا مهما في تعجيل وتسريع حركة التنمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.