كان يجلس بجانبي في اللقاء الذي أعدته جريدة عكاظ ضمن سلسلة حوارات المسؤولية المشتركة، وكان اللقاء هذه المرة مع وزير الإسكان الدكتور شويش الضويحي مع الأكاديميين والكتاب والمثقفين ورجال وسيدات الأعمال والمستثمرين والشباب. وكان المواطن ينظر إلى اللوحة الكبيرة المعلقة أمامه قبل أن يدخل الوزير، بدا لي أن اللوحة أخذته لخيالاته، قبل أن يقول بصوت مسموع «الله» . حين انتبه أني أراقبه، قال لي: أنا رجل خمسيني وإلى الآن بلا بيت ولا أرض ولا قرض، وعنوان اللوحة «بيت لكل مواطن» جعلني أتخيل أنه وبعد اللقاء سأسلم مفتاح وحدة سكنية قبل أن أركب «تكسي» فأذهب لأسرتي وآخذهم للمنزل وأنام للمرة الأولى دون أن يؤرقني الإجار، «فالسموحة منك» . قلت له: حتى عن خيالاتك تعتذر أيها الطيب، لا تعتذر فخيالك هو الحصن الأخير الذي تقاوم فيه الاكتئاب. قطع حوارنا دخول الوزير ليبدأ الحوار بينه وبين الحاضرين، حين شرع الوزير يقدم معلومات عن القروض والوحدات السكنية، وأنه بدأ إنشاء أكثر من 800 ألف وحدة سكنية، ووعد بأن العدد سيرتفع إلى 900 ألف وحدة سكنية في حال توقيع العقود المتبقية، وأن الوحدات السكنية في جازان قريبا ستسلم. بدا لي وجه المواطن مشرقا، وكأنه عاد من جديد لخيالاته، لولا أن المثقفين جروه عنوة لأرض الواقع، إذ طرحت «الاستراتيجية» للنقاش والتمحيص، مع أن لا أحد منهم قرأ «استراتيجية الوزارة» ، ولكن هكذا هي كلمة «استراتيجية» أشبه بامرأة جميلة تغوي المفكرين والمثقفين. حين انتهى اللقاء ولم يناد عليه ليطرح سؤاله ضغط بيده على ورقة السؤال قبل أن يرميها ويمضي، فضضت الورقة لأقرأ: يا سيدي الوزير أنا مواطن بسيط جدا لا أفهم ما الذي تعنيه «استراتيجية» ، ربما لأني مأزوم بالتاريخ / الزمن، وأسأل متى يأتي آخر الشهر لأستلم الراتب وأعيد التوازن لأسرتي، فمتى نستلم وحدة سكنية ؟. أرجوك لا تقل قريبا، أريد موعدا محددا، فلقد استنفدت كل أحلامي وخيالاتي التي أقاوم بها الواقع. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة S_ [email protected]