حمّل رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للعمران الدكتور غازي العباسي الطفرات المالية ومحاكاة مباني المدن مسؤولية فقدان الهوية المعمارية لمنطقة الباحة، وأكد العباسي بمناسبة إطلاق المجلس البلدي لأمانة منطقة الباحة ورشة استعادة الهوية العمرانية للمنطقة على ضرورة تبني الشباب وطلاب الهندسة والعمارة تسويق القرى التراثية والتعاون مع رجال الأعمال لإعادة تأهيلها وتحويلها لمطاعم ومقاهٍ وفنادق شأن دول أوروبا. وناشد العباسي الأمانة والبلديات باعتماد الصرامة عند منح رخص البناء واشتراط تضمين الهوية المعمارية للمنطقة، كون البناء التراثي للقرى صديقاً للبيئة ومنسجماً مع الطبيعة، وتطلع أن تبدأ المؤسسات الحكومية بإقامة المباني وفق النسق التراثي لتأسيس القدوة العمرانية، ليمكن استعادة النمط العمراني التقليدي والتخلص من التشوه البصري والإفادة من تجربتي قريتي ذي عين والأطاولة. من جهته، يطلق المجلس البلدي صباح اليوم الأربعاء في مركز الأمير حسام للمعارض والمؤتمرات ورشة عمل مخصصة لكيفية استعادة الهوية العمرانية لمنطقة الباحة بمشاركة أمانة منطقة الباحة، وجامعة الباحة، والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والإدارة العامة للتعليم، والقطاع الخاص. ويلقي أمين منطقة الباحة الدكتور علي بن محمد السواط ورقة عمل بعنوان «تعزيز الهوية العمرانية بمنطقة الباحة: الفرص والتحديات»، فيما يقدم عرضاً مرئياً عن مشروع «التشكيل البصري لحاضرة الباحة». ويتناول مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث بمنطقة الباحة المهندس زاهر الشهري في ورقته «التراث العمراني الحماية والاستثمار»، ويتحدث رئيس قسم العمارة والتخطيط بجامعة الباحة الدكتور علي بخاري عن «تأصيل القيم المعمارية بمنطقة الباحة»، ويعرض الدكتور محمد الشريف محاور عن الطبيعة المحلية وتأثيرها على الهوية العمرانية، ويستعرض مساعد مدير مكتب التعليم في محافظة القرى عبدالعزيز هطيل العمارة القديمة بمنطقة الباحة والأساليب والحرف والفنون المرتبطة بتلك العمارة، وكيفية تحقيق الاستفادة منها كتراث شعبي في المسكن المعاصر بهدف المحافظة على هذا الفن من الاندثار و إبراز هوية المنطقة السياحية والاستفادة من المواقع التراثية في الجذب السياحي، ويعرض الفنان التشكيلي أحمد عصيدان عددا من أعماله الفنية التي يجسد فيها التراث العمراني بالمنطقة، ويقدم شرحا موجزا عن التمازج بين الفن والتراث. وأوضح رئيس المجلس البلدي أحمد آل هادي أن الورشة تهدف إلى استنهاض المكاتب الهندسية للاستفادة من التصميم العمراني التقليدي مع تحفيز المهندسين لاستيحاء التصاميم من الطراز المعماري الذي تتميز به منطقة الباحة من أجل إضفاء لمسة جمالية تتناغم وروح العمارة الباحية، مشيراً إلى أن الدعوة وجهت للأكاديميين المختصين في الهندسة من جامعة الباحة وطلاب الهندسة والمكاتب الهندسية وعدد من الإدارات الحكومية ذات العلاقة بالتخطيط والعمران ومعرفي ومنسقي قرى وأحياء مدينة الباحة.
