يجب اكتشافها وتنميتها والعمل على الارتقاء بها لاستخراج إنسان متميز يمتلك قدرة استثنائية واستعداداً غير عادي في مجال أو أكثر. وتطوير التعليم غير المسبوق كفيل -إن شاء الله- باكتشاف أول ظهور لكل موهبة في المدارس. فقد قامت وزارة التربية والتعليم مشكورة بتطوير التعليم ونقله نقلة كبيرة سيكون لها أكبر الأثر في استكشاف المواهب في المدارس، خاصة وأن الوزارة شارفت -كما أوضح وزير التربية والتعليم- على استكمال تجهيز جميع فصول المدارس بتقنيات الفصول الذكية وأجهزة الحاسبات بالتزامن مع توفير الأجهزة اللوحية للمعلمين لاستثمار التقنية في عمليات التعليم والتعلم. والمناهج بمواصفاتها العالمية في «العلوم» و«الرياضيات» ستحقق الهدف ويكون لها الدور الأمثل في اكتشاف الموهبة وإبرازها، خاصة وأن البرنامج المدرسي العادي كما في السابق لا يلبي احتياجات الموهوبين واكتشاف مواهبهم. وستتبنى الوزارة مناهج تعليمية في العلوم والرياضيات بمواصفات عالمية تدعم النشاط والتعليم الذاتي دون حفظ أو تلقين - عيوب التعليم في السابق كانت في التلقين والحفظ الآلي الذي يجمد الفكر والعقل-. عموماً نحن في انتظار تعليم متطور راقٍ ومعلمين ومعلمات متميزين ومتطورين علمياً ومهنياً تبعاً لتطور التعليم.. شكراً وزير التربية والتعليم، عمل كبير يستحق الإشادة. إذاً بكل سهولة تستطيع الموهبة أن تبرز ذاتها واستعدادها الفطري وإظهار كل ما تحمل من أنماط السلوك والسمات التي تميزها عن غيرها ومن أبرزها حب الاستطلاع والميول المتنوعة وعمقها وسرعة التعلم والاستيعاب والاستقلالية والمثابرة والمخاطرة والسمات القيادية دون العناء في البحث. فقد أثبتت الدراسات أن موهبة الموهوب تتجلى تحليلياً في قدرته على التحليل والنقد وإصدار الأحكام والمقارنة والتقييم والتفسير، وكذلك موهبة الموهوب إبداعياً تتجلى في الاكتشاف والابتكار والتحليل ووضع الفرضيات وتوليد الأفكار بمهام تتطلب توليد الأفكار، وهذا ما تضمنه منهج تطوير التعليم المشار إليه. أما المتوازن من الموهوبين فيتمتع بمستويات جيدة من القدرات التحليلية والإبداعية والعملية، ويعرف متى يستخدم أياً منها والتطوير الحديث في التعليم كفيل بتلبية احتياجاته. فعندما تكتشف الموهبة يجب التدخل التربوي السريع لإثرائها وتنميتها للوصول بها في النهاية إلى تحقيق أقصى حد ممكن تسمح به طاقاتها وقدرتها سواء كان هذا الاكتشاف في المدرسة أو في البيت ، والأسرة -المحضن الأول الرئيس للطفل- مسئوليتها كبيرة في اكتشاف وتنمية ورعاية المواهب، فعندما يظهر الطفل امتيازاً مستمراً في أي مجال له قيمة أو يستمتع بالتعبير الذاتي، خصوصًا في حواره ونقاشه مع الآخرين وظهور قدراته الفريدة في التعلم والانتباه وقوة الملاحظة وتحدي المشكلات وفي اختياره للألعاب المتطورة جداً والمعقدة وكثرة أسئلته «لماذا وكيف»، في هذه الحالة على الأسرة تنمية وتدعيم هذه المواهب معنوياً ومادياً بإمدادها بالأدوات اللازمة التي يحتاجها مع إشعاره بالتقدير لما يقوم به ورفع معنوياته ويجب الاستمرارية ومواصلة الطريق، كما يجب اتصال البيت بالمدرسة؛ لاكتشاف ما لم يكتشفه البيت، فالمعلم لاحتكاكه بالطفل لجزء كبير من الوقت يتمكن من معرفة الكثير عنه وعن كل جوانب شخصيته، وإذا لم تكن الأسرة على المستوى التربوي المطلوب وعاجزة فالمسئولية كلها تقع على عاتق المدرسة. فمن غير العدل أن يخسر أعز ما نملك نعمة كبرى من نعم الله سبحانه وتعالى، فامتلاكهم للموهبة واستثمارها لتحقيق الارتقاء بالأفضل لما هو أفضل لهم ولوطنهم شيء عظيم يعطيهم إحساساً بالفخر والتميز ويعطينا الشعور بالراحة؛ لأننا استطعنا أن نعطيهم هذا الشعور.