مع الذكرى السابعة لبيعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، تشهد البلاد إنجازات كبيرة، وخطوات متزنة ومتسارعة نحو الأهداف المرسومة لتحقيق رؤية 2030 وتسطر تاريخ مجيد حافل بالإنجازات، جعلت المملكة رقماً صعباً بين الأمم والشعوب لا يمكن تجاوزه في الميادين الاقتصادية والعلمية والثقافية. اتسم عهد صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان بتحديث العمل ومواصلة تنفيذ المشاريع بمختلف القطاعات لاسيما منها الثقافية لتوفير الخير والرفاهية والنماء للمواطن الذي يبادل قيادته حباً بحب، وولاء بولاء، في صورة تجسّد أسمى معاني التلاحم والالتفاف، وتعكس هوية المملكة العربية السعودية الثقافية والتاريخية محلياً ودولياً. وشملت عناية ولي العهد جميع مناحي النشاط الثقافي السعودي، وعلى عدة مستويات، وكان تأسيس وزارة خاصة بالثقافة بمثابة التأكيد على الدور المهم لهذا القطاع في التنمية المستقبلية للمملكة، حيث تولت الوزارة منذ تأسيسها مهمة تنفيذ رؤية ولي العهد في الدفع بالثقافة السعودية إلى مستويات عالية من القوة والتأثير والتميز، ووضعت لذلك وثيقة رؤيتها وتوجهاتها بما احتوت عليه من مبادرات طموحة تخدم النشاط الثقافي السعودي بكل اتجاهاته، وتدعم المثقفين بتنوع مساراتهم الإبداعية، بما يضمن تحقيق الأهداف الاستراتيجية لرؤية المملكة 2030. مشاريع كثيرة برزت خلال هذه المرحلة منها إطلاق البلدة القديمة في العلا التي حصدت جائزة أفضل قرية سياحية (منظمة السياحة العالمية)، ومشروع محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية الذي بدأ بعد تبرع الأمير محمد بن سلمان بتكلفة تأهيل وترميم 130 مسجدًا تاريخيًّا. وفي نفس المجال أطلق مجلس إدارة حديقة الملك سلمان برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الأعمال الإنشائية للمجمع الملكي للفنون، على مساحة تفوق 500 ألف متر مربع، وتمثل أحد معالم مشروع حديقة الملك سلمان التي تتجاوز مساحتها 16 كيلومترًا مربعًا، وتعد أكبر حدائق المدن في العالم، حيث يهدف المجمع إلى رفع مستويات جودة الحياة لسكان العاصمة الرياض والمملكة إجمالًا، ضمن أهداف مشروع حديقة الملك سلمان؛ لتقديم خيارات متنوعة رياضية وثقافية وفنية وترفيهية، بما يتوافق مع أهداف «رؤية 2030» لمجتمع حيوي وصحي. ويعكس احتضان المجمع الملكي للفنون للمعهد الملكي للفنون التقليدية الذي يشمل ثلاث أكاديميات للفنون البصرية التقليدية، والتراث الثقافي والترميم، والفنون المسرحية، حرص سمو ولي العهد على رفع كفاءة المواهب السعودية وتلبية طموحاتها واحتياجاتها، بما سينعكس على إثراء الحركة الفنية والثقافية داخل المملكة وخارجها. وعنونت الحركة الثقافية في المملكة بالريادة والتميز وجعل الثقافة أسلوب حياة يدخل في كثير من المجالات، وفي هذا نشير إلى إنشاء أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية نوعية في المملكة، وذلك بمنطقة (القِدِية) جنوب غرب العاصمة الرياض، الأول من نوعه في العالم بمساحة تبلغ 334 كيلو مترًا مربعًا، بما في ذلك منطقة سفاري كبرى، إلى جانب إطلاق أكبر مشروع تراثي وثقافي في العالم لتأهيل الدرعية التاريخية "جوهرة المملكة" مع تطويرها بقيمة 75 مليار ريال، لتكون واحدة من أهم الوجهات السياحية والثقافية والتعليمية والترفيهية في المنطقة والعالم، مستفيدة من موقعها التاريخي، وثقافتها الفريدة، وما تحتضنه من مواقع تراثية عالمية، أهمها حي الطريف التاريخي المدرج ضمن قائمة المواقع التراثية العالمية بمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو". ويأتي في إطار ذلك أيضاً إطلاق سمو ولي العهد في الثامن من ذي القعدة 1438ه الموافق 31 يوليو 2017م مشروعاً سياحياً عالمياً في المملكة تحت اسم مشروع البحر الأحمر، يقام على أحد أكثر المواقع الطبيعية جمالاً وتنوعاً في العالم، بالتعاون مع أهم الشركات العالمية وأكبرها في قطاع الضيافة والفندقة، لتطوير منتجعات سياحية استثنائية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه. ومن الواضح أن اهتمام القيادة السعودية بتنمية ثقافة الوطن وتطويرها، وعلى ضوء «رؤية المملكة 2030» التي صاغها ولي العهد، ومنح من خلالها الثقافة عناية خاصة جعلها عنصراً مهماً في ميزان التنمية الاجتماعية، ورافداً مؤثراً في الاقتصاد الوطني.