عندما نفكر في التطوير والبناء ، فلابد قبل كل هذا أن ندبّر خطة في تهذيب وتربية أطفالنا حتى يبدو ونبدو معهم صالحين في استخدام ما سينتجه ذلك التطوير. فهنالك مواضيع يسلتزم منا أن نقف عندها من مبدأ الانسانية مع النظر الى الجانب الديني، تلك المواضيع التي تختص بقيمنا وبمدى رحمتنا للبشر, فنطلب الرحمة من رب العباد ولكننا لا نكترث لأمرها ولا نوفّي حقها في تعاملاتنا مع خلق الله وأخص بذكري عاملي النظافة في شوارعنا «الموقرة» هؤلاء من هم بحاجة لرحمتنا وشفقتنا وتقديرنا لهم. حالياً وفي شهور الصيف تحديداً، حيث حرارة الشمس كفيلة بتسخين كوب ماء في الظهيرة. ذلك الوقت يقوم عامل النظافة بتطهير شوارع المدينة من قارورة ماء أو كيس منكمش قام بإلقائه شخصٌ منعمٌ داخل عربته ببرودة التكييف وعازل حرارة الشمس! غير مبال بالطبقة التي تشقى لراحته وبظروف قاهرة في سبيل مبلغ لا يكفي قوت نصف الشهر، فلا يدرك معاناتهم في ظل تحصيل ما هو كفيل لاستمرار حياتهم التي تكاد تخلو من أي ترفيه أو متعة حقيقية كإنسان حي على وجه الكون, تركوا حياتهم في مواطنهم الأصلية وكل ما هو جدير بأن لا يتركوه ,فظروف حياتهم حتمت عليهم ذلك وبعد ذلك نُهِينهم ونعاملهم كأنهم هم القذارة ولا نبالي بمشاعرهم ولا ندرك أنّهم أناس لهم كرامة وذوو عقل وجسد ودم وقلب وإحساس!!! فلو كل شخص منا تعلم وعلم ابناءه اساليب وحب النظافة لما احتجنا إليهم ولا هم بذاتهم "إتْحَوَجُوا" لهذه المهانة ! ذلك التأثير يترتب عليه نوع من الأنانية والاستهتار يوصلنا لدرجة انتهاك حقوقهم وعدم الاكتراث لهم "ضع سلة صغيرة في سيارتك وعلم اولادك بأن الشارع ليس بحاوية لرمي مخلّفاتهم" سحر عدنان المختار - مكة المكرمة