قبل أن يكون هناك قانون يمنع تشغيل العمالة في ساعات الظهر حيث الحرارة والرطوبة القاتلتان فإن هناك قانونا سنه الله عز وجل اسمه "الرحمة والشفقة". وإذا كان عقاب الدنيا الذي يطبق بحق صاحب العمل يمكن تجاوزه أو التلاعب فيه والتحايل عليه . فإن عقاب الخالق البارئ لا مفر منه ولا تحايل أو تلاعب فيه. إن الله عز وجل زرع في نفس المؤمن الرحمة والشفقة لا ليختار "العبد" من يرحم وعلى من يشفق، إنما أرادها الله رحمة وشفقة من الإنسان لأخيه الإنسان بعيدا عن صلة القرابة أو قوة العلاقة أو لون البشرة أو الدين. أصحاب العمل مطالبون بالخوف من الله قبل الخوف من النظام والعقاب. وعليهم واجب مراعاة الجوانب الإنسانية لهذه العمالة التي تركت أوطانها وأهلها وأحبابها لطلب الرزق. هذه العمالة تعرف أنها في أرض الحرمين الشريفين وهي بمختلف دياناتها تسمع عن عظمة ديننا وما فيه من مبادئ الرحمة والشفقة والإنسانية فليعمل كل منا في اتجاه ترسيخ هذه المفاهيم التي تجعل منا كمسلمين قدوة للآخرين وكسعوديين صورة مشرفة لمن تشرفت أرضه بوجود الحرمين الشريفين فيها. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء وتعاملوا بشفقة ورحمة مع ضيوفكم من العمال في الشوارع والبيوت.