جسدٌ نحيل.. وعينان غائرتان.. وهمومٌ لا حصر لها.. تسكن روح ذلك الشاب الذي اتخذ من إحدى الشاحنات الخربة سكناً له لتقيه من حرارة الشمس في أحد الأحياء الراقية بمدينة الرياض، لا يتسول ولا يمد يده للآخرين لكنه يحاول العيش في دنياه البائسة التي رسمت معالمها هيئته الخارجية ذات الثياب الممزقة والشعر الأشعث. عندما تنظر إليه تجده شارد الذهن كل الوقت، ربما يفكر في ماضيه التعيس ومستقبله المجهول، الناس تسير من حوله دون أن يحاول أحدهم مساعدته أو السؤال عن شأنه؟ ما الذي أوصله إلى هذا الحال، هل عدم التخطيط للعيش في الحياة أوصله إلى هذه النهاية المرة أم أن حياتنا اليوم أصبحت تحتاج منا لمزيد من الجهد والعناء لكي نستطيع أن نعيش ما كتب لنا فيه من أعمار ولا نقع فيما وقع فيه (صاحبنا) الذي اتخذ من هذه الشاحنة الخربة وشوارع الحي ملاذاً له للهروب من مشكلاته التي عجز عن مواجهتها ولم يعد قادراً على توجيه زورقه في بحر الحياة!! الشاحنة التي اتخذها ملاذاً له لكي يدس رأسه تحتها لا تعاني كما يعاني صاحبنا والذي قال إن اسمه محمد لكنه لم يوضح لنا أكثر من ذلك عن تفاصيل حياته وما يعانيه رافضاً أي مساعدة حاولنا معه ونظر إلينا نظرة خوف وتوجس وارتعاش وألقى بجسمه الناحل تحت ظل الشاحنة العتيقة وكأن لسان حاله يقول لنا: اتركوني وشأني ماذا تريدون مني؟ نظرت إلى ملابسه الممزقة وقدميه اللتين تراكمت عليهما الأوساخ ووجهه الشاحب فازددت ألماً وحزناً، سألنا أحد سكان الحي عنه فقال لنا: إنه شاهده ينام خلف هذا الجامع وتحت الشاحنة منذ أكثر من خمسة عشر يوماً وحاول مساعدته وسؤاله عن أهله لكنه رفض الحديث وفضّل الصمت وقال إنه لا يؤذي أحداً لكن منظره يدعو للشفقة وطالب سكان الحي الجهات المسؤولة بوزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية بالتدخل السريع لإنقاذ حياة هذا الشاب وعلاجه والبحث عن أسرته. للمساعدة والاستفسار الاتصال بالرقم 4871000 تحويلة 2162