أكد محافظ المندق المشرف العام على فعاليات صيف المندق 38 صالح محمد القلطي أن حراكًا فاعلًا تعيشه المحافظة على مدى ثلاثة أشهر من أجل استحداث فعاليات وبرامج تتناغم مع طموحات زوار صيف المندق 38 ويسعد بها المصطافون والسياح من أبناء المحافظة أو من خارج المحافظة، لافتًا إلى أن البرامج والفعاليات المبتكرة تعد رافدًا أساسيًا من روافد الجذب السياحي، وعن مفاجآت الصيف قال إن مفاجآت عدة تنتظر الزوار أبرزها «ليالي المندق» على سد مدهاس، وكذلك عروض الصوت والضوء والنوافير الراقصة، وعن ندرة دور الإيواء في المندق عزا القلطي الأمر إلى تخوف المستثمرين غير المبرر من الولوج في عالم الاستثمار السياحي.. جاء ذلك في حواره مع «المدينة» فإلى نص الحوار: سياح ومصطافون • محافظة المندق تستعد لاستقبال عدد كبير من المصطافين والسياح من أبناء المحافظة أو من خارج المحافظة.. ماذا عملتم وماذا لديكم؟ ندرك أن السياحة صناعة وندرك أن منطقة الباحة بشكل عام والمندق بشكل خاص وجهة سياحية يقصدها السائح لما تتمتع به من مقومات سياحية جاذبة ولعل الطبيعة والأجواء الباردة تأتي في مقدمة هذه المقومات وندرك أن ما نقدمه من برامج وفعاليات وأنشطة ما هي إلا روافد ومكملات لعوامل الجذب السياحي، ومع ذلك عملنا على تشكيل لجان منذ ما يقارب ستة أشهر للتخطيط لبرامج الصيف وفعالياته في محافظة المندق وكان لدينا هاجس أن نصنع برامج نوعية ونبتعد عن الكم في برامجنا فقد خططنا لعدد من الفعاليات، حيث ستبلغ فعاليات صيف المندق ما يقارب 150 فعالية استهدفنا فيها كل الشرائح لدينا برامج للأسرة وبرامج للشباب وبرامج للأطفال وقد جعلنا ولأول مرة إقامة فعالية متكاملة تحت مسمى «ليالي المندق»، والتي ستقام على سد مدهاس فقد تم الاتفاق على عمل نوافير مائية راقصة تستخدم فيها عروض الضوء والصوت، وكذلك تقديم عدد من الأمسيات الشعرية والعروض الشبابية والمسابقات الأسرية ودعوة عدد من نجوم الدراما السعودية للمشاركة في هذه الفعاليات، بالإضافة إلى إقامة عروض الديناصورات بأسلوب تعليمي تشويقي، وكذلك إقامة خيمة التسوق، التي تضم داخلها عددًا من محلات التسوق المتنوعة بأسلوب منظم ودور الإيواء. • تعاني المندق من شُح في دور الإيواء أنتم كمحافظ ما هو دوركم في التشجيع وتسهيل مهام أصحاب دور الإيواء في المندق؟ أتفق معك كثيرًا في ندرة وقلة دور الإيواء في محافظة المندق ويعود ذلك ليس للأنظمة كما يتصور البعض ولكن لدى أبناء المحافظة تخوف من ممارسة هذا النشاط وقد يكون لديهم تصور خاطئ لعدم وجود دراسة جدوى لمثل هذه المشاريع الاستثمارية ولكن من خلال خطة عمل قمنا بها مع بلدية المندق سعينا إلى جذب عدد من المستثمرين للمحافظة، وقد تم توقيع عقدين لإقامة فندق خمس نجوم وأجنحة فندقية عبارة عن شاليهات وفلل سكنية، وذلك بمنتزه الخلب، إضافة إلى عقد آخر لإقامة فندق في جنوب المحافظة في مركز بلخزمر ونسعى إلى تهيئة بعض المواقع وتقوم بلدية المندق، مشكورة، من خلال قسم الاستثمار بالبلدية بدراسة عدد من المواقع لمنحها للمستثمرين وقد أبلغت كل المستثمرين أنني سأعمل معقبًا لديهم وأسعى في تذليل كل الصعاب أمامهم تنفيذًا لأمر سمو أمير المنطقة لكل المحافظين، حيث جعل سموه من التنمية همه الأول في سبيل تحقيق قفزات ملموسة في جوانب التنمية والعمل الجاد. جذب المستثمر • هذا يعني أنكم تسعون إلى جذب المستثمر في محافظة المندق هل ترون جدوى الاستثمار لديكم؟ نحن نعمل ضمن منظومة العمل التنموي في منطقة الباحة وضمن فريق عمل كبير لدينا في بلدية المندق ممثلا في قسم الاستثمار ولدينا في المحافظة قسم الشؤون التنموية ولدينا فريق عمل من الجهات ذات العلاقة لدراسة طرق التنمية فيما يخص الاستثمار ونحن نؤمن بجدوى الاستثمار في محافظة المندق التي لم تعد قرية كما هو الحال قبل ثلاثين عامًا، فالمندق الآن أصبحت تملك مقومات المدينة ولله الحمد بفضل ما تحظى به من دعم كبير من حكومتنا الرشيدة فأصبح لدينا التعليم الجامعي وكلية شطر البنين وشطر الطالبات، وهذا يفتح أمام المحافظة تحديًا كبيرًا في استيعاب المنتمين لهذه الصروح، حيث يتم قبول الطلاب والطالبات حتى من خارج المحافظة ومن مناطق المملكة عامة بالاضافة الى أعضاء هيئة التدريس، كل هذا يعطي مؤشر على كثافة الإعداد، وبالتالي الاستثمار مربح وخاصة في دور الإيواء إضافة إلى وجود عدد من المؤسسات والشركات التي بدأت تفتتح لها فروعًا بالمحافظة ومن هذا المنطلق نرى جدوى الاستثمار بالمحافظة. خطط مستقبلية • بالأرقام كم عدد سكان محافظة المندق وما هي خططكم المستقبلية نحو التنمية؟ يبلغ عدد سكان محافظة المندق بحسب آخر إحصائية سكانية 50 ألف نسمة، إلا أن هناك تزايدًا في أعدد السكان، بالإضافة إلى هجرة عكسية تحظى بها المحافظة من أبناء المحافظة فبحسب معلوماتي على الأقل في مجال التعليم أن نسبة 99٪ ممن يشغلون وظائف التعليم للبنين والبنات هم من أبناء المحافظة ومعظمهم كانوا يعملون بالمدن الكبرى، إلا أنهم فضلوا العودة إلى ديارهم ولديهم مبرراتهم، ومنها أن المندق لم تعد تلك القرية كما يظنها البعض فهي قرية ترتدي عباءة المدنية، فالخدمات فيها متكاملة وليس لدينا نقص في معظم الخدمات التي تميز المدن الكبرى. اكتمال الخدمات • هل هذا يعني أن المحافظة مكتملة الخدمات..؟ لعلي أقول نعم، وقد يكون هناك قصور في بعض الخدمات فيما يتعلق بالنواحي الصحية أو بعض الأقسام في المستشفى أو المراكز الصحية وهذا لا يعني تردي الخدمات المقدمة بقدر ما هو شُح وندرة في بعض التخصصات الصحية ونحن في تواصل مستمر مع الشؤون الصحية بالباحة لمعالجة هذه الجوانب أما فيما يخص المياه فأستطيع أن أقول أن نسبة كبيرة من مراكز المحافظة قد غطيت بشبكة المياه المحلاة من خلال شبكة وخطوط وزارة المياه ولَم يتبق لدينا إلا القليل منها وبنسبة قليلة جدًا ونحن في طور استكمالها، بالإضافة إلى البدء في أعمال الصرف الصحي، حيث لدينا مشروع بالمحافظة وتمت الموافقة عليه. خطط تحولية • ما هي الخطط التحولية التي تعملون عليها في محافظة المندق؟ نحن من خلال برنامج التحول الوطني 2020 نسعى إلى استهداف عدد من القطاعات المستهدفة من هذا البرنامج الوطني الضخم ومحاولة إسقاط أهدافه الاستراتيجية على ما نحن بصدده فنحن جزء من منظومة العمل في هذا البرنامج ولدينا طموح كبير أن نحقق جزءًا كبيرًا من خططه، كما هو موضح في أهدافه وآلية العمل فيه ونحن هنا في محافظة المندق نستمد كل ذلك من توجيهات سمو أمير المنطقة الذي لديه مشروع كبير على هذا المستوى، ونأمل أن نكون كما يظن بِنَا ونحقق تطلعاته في هذا الجانب وخاصة فيما يتعلق بهذا البرنامج، لأننا نعمل في جغرافية الوطن ولدينا طموح كبير في أن نقدم ما يتناسب وتطلعات سموه الكريم. مدينة عالمية • أعلم أن المندق مدينة صحية عالمية سبق وأنه تم اختيارها من قبل منظمة الصحة العالمية قبل ما يقارب 17 سنة، ولكن للأسف المندق لم تستفد من هذا البرنامج ولَم تفعل هذا البرنامج؟ بالفعل المندق حظيت بهذا الاختيار وكانت ثاني مدينة صحية بعد البكيرية وذلك في عام 1998 تقريبا بحسب معلوماتي وجاء هذا الاختيار بناء على مواصفات ومعايير استحقت المندق أن تفوز بهذا الاختيار ولكن للأسف هذا البرنامج لم ينفذ، كما ينبغي له خلال الفترة الماضية وعندما تم تكليفي بالعمل محافظا لمحافظة المندق كان هاجسي إعادة هذا البرنامج وتفعيله والاستفادة منه في خدمة المحافظة، وأعدنا تشكيل لجانه وبرامجه وتواصلنا مع الإخوة في البرنامج بالرياض ولدينا خطط وبرامج لتحقيق أهداف هذا البرنامج الصحي البيئي حتى يأخذ وضعه الطبيعي. برامج وأنشطة • وأنتم الآن تدشنون فعاليات صيف المندق ماذا ستقدمون من برامج وأنشطة خلال فترة الصيف مع ملل السائح من نمطية البرامج؟ كما أشرت سابقا حرصنا في التخطيط لبرامج وفعاليات الصيف لهذا العام أن تكون برامجنا وفعالياتنا تهتم بالنوع، حيث سيكون لدينا مهرجان المندق الذي سيقام ولأول مرة على إحدى سدود المحافظة «سد مدهاس» وسنقدم من خلال هذا المهرجان العديد من البرامج والفعاليات الجاذبة فلدينا ما يقارب 170 فعالية تعم كل جغرافية المحافظة ولدينا عدد من الحدائق والمنتزهات التي قامت بلدية المندق بتنفيذها والتي يستطيع الزائر أن يجد خيارات متعددة في وجهته السياحية. مقومات سياحية • كونك تشير إلى أن البرامج تأتي رافدًا لما تتمتع به المندق من مقومات سياحية كبرودة الأجواء وجمال الطبيعة، بماذا تفكرون في هذه المحافظة على مستوى الجذب السياحي؟ نعم، المندق حباها الله بطبيعة ساحرة واعتدال في أجوائها، حيث تصل درجة الحرارة في فصل الصيف إلى ما يقارب 20 مئوية. وهذا مؤشر على اعتدال الأجواء مقارنة مع المدن الكبيرة وهذه عوامل جذب، بالإضافة إلى أنها جاذبة من حيث الاستمتاع بالبعد عن ضغوط المدينة وكثافة الازدحام في المدن الكبرى. ونحن في المندق نخطط لتوقيت نرى أنه جميل ورائع وجاذب، لدينا فكرة إقامة سياحة ريفية شتوية في أوقات تكتسي مرتفعات المحافظة فيها بالضباب وهطول الأمطار وكثافة الغطاء النباتي الذي يكسو المحافظة بحلة من الجمال وهذه الفكرة مطروحة لدي وسنعرضها على مقام الإمارة ونقدّم هذا المقترح لسمو أمير المنطقة الذي لمسنا اهتمامه بالتخطيط والتنمية وحرصه على أن نجعل من منطقة الباحة ومحافظاتها وجهة سياحية جاذبة للاستثمار. السياحة الشتوية • إذًا لديكم الفكرة لإقامة السياحة الشتوية الريفية.. ما هي خططكم لهذا التصور؟ أنا قلت لدينا فكرة وهي لا زالت على الورق ولكن لدينا أيضًا الرغبة الصادقة إذا ما عرفنا أن معظم أبناء المحافظة يتوافدون عليها في هذه الفترة للاستمتاع بهذه الظواهر الطبيعية قد لا يدرك البعض جماليات المكان في هذه الفترة وبالمناسبة أتصور أن الشعراء والمبدعين والمصورين تستهويهم هذه الطقوس لممارسة الإبداع في طقوس تحفيزية لقرائحهم ومحفزة لخيالاتهم الإبداعية ونحن نفكر أن تكون من ضمن برامجنا إقامة إبداعية ندعو فيها عددًا من الأدباء والمثقفين لزيارة المحافظة في هذه الفترة وقد سبق لنا تجربة دعوة عدد من المصورين والإعلاميين من خارج المنطقة لزيارة المحافظة وأقاموا بها ثلاثة أيّام كانت مخرجاتها عدد من الصور للمحافظة والتسويق الصادق للمحافظة.
