أعلنت «جبهة النضال الوطني» النيابية في لبنان بعد اجتماع برئاسة رئيسها وليد جنبلاط انها «اذ تتفهم المطالب الشعبية المحقة والمشروعة التي تعبّر عنها القطاعات المختلفة المنضوية في هيئة التنسيق النقابية لا سيما في ظل تدهور الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية التي تفاقمت في ظل الترهل السياسي والفساد المستشري في الإدارات الرسمية المختلفة، تسجل تحفظات». ودعت الجبهة في بيان «إلى إبعاد نقاش السلسلة عن المزايدات الشعبية والإعلامية التي لا تساهم في إيجاد الحلول الناجعة والكفيلة بالتوفيق بين تلبية المطالب الشعبية المحقة وبين الحفاظ على ديمومة الإقتصاد وحماية العملة الوطنية والحيلولة دون إنهيار ما تبقى من كيان للدولة اللبنانية». ورأت «أن أكثر ما يضر الفئات الشعبية محاولة إيهامها بأن الإقرار النظري للسلسلة سيصب في مصلحتها لأنه في أحسن الحالات سيؤدي إلى تضخم تتآكل بموجبه كل المكتسبات والحقوق وفي أسوأ الحالات إلى الانهيار المالي والإقتصادي في لحظة سياسية داخلية وإقليمية شديدة التعقيد والحراجة بحيث سيكون من الصعب توقع وصول أي دعم للبنان في حال وقوع الأسوأ وتجربة ترك لبنان يرزح وحيداً تحت الوطأة الشديدة للنزوح السوري في ظل إستمرار المقاطعة العربيّة لا تزال ماثلة أمام اللبنانيين جميعاً ويفترض إستخلاص الدروس والعبر منها». وثمنت الجبهة «الخطوات الإصلاحية التي أدرجت ضمن مشروع السلسلة»، ورأت فيها «بداية إصلاحية جيدة، لكن غير كافية لتأمين كل الموارد المطلوبة لتمويل السلسلة المقترحة»، متمنية «لو تكرس كل مكونات الطبقة السياسية جهودها لإطلاق أوسع عملية إصلاحية لطالما إحتاجها لبنان بدل تسجيل المواقف البطولية غير المستندة إلى أرقام ومؤشرات فعلية وتجدد إنفتاحها التام لمناقشة أي أفكار إصلاحية جدية للخروج من هذا المأزق». وكان جنبلاط اكد أنه مع عدالة الحقوق للموظفين في القطاع العام، وأن تقر السلسلة على قاعدة تحقيق توازن بين الواردات والنفقات «وهذا يستدعي إخراجها من المزايدات الشعبوية للحفاظ على الاستقرار المالي العام، لئلا تدفع البلد في اتجاه الانهيار». ونقل عنه وزراء الجبهة ونوابها قوله في اجتماع الجبهة وأعقبه لقاء مع وزير المال علي حسن خليل، إنه يجب أن يؤخذ في الاعتبار لدى البحث في السلسلة، الحفاظ على القدرة الشرائية لليرة وحماية العملة الوطنية من التضخم وضبط الأسعار ومنع ارتفاعها في شكل لا حدود له ومراعاة أوضاع ذوي الدخل المحدود والعاطلين من العمل ممن فقدوا وظائفهم بسبب الركود الاقتصادي. ولفت جنبلاط إلى أنه لن يكون طرفاً في «المزايدات الشعبوية». ودعا الجميع الى تحمل مسؤولياتهم، وإلى ضرورة تحقيق التوازن بين النفقات والواردات، لأن لا مصلحة لأحد في أن تكون معظمها وهمية أو رقية. وكشف أحد النواب ممن شاركوا في لقاء جنبلاط وخليل، أن وزير المال يتعاطى بموضوعية وواقعية مع السلسلة، ويتهيب الموقف خشية إقحام البلد في المجهول. وأكد أن كلفة إقرار السلسلة تبلغ حوالى 2850 بليون ليرة، وهناك صعوبة في تأمين الواردات لتغطية النفقات المترتبة على إقرارها، ما لم يتم تحقيق رزمة من الإصلاحات الإدارية والمالية مع أنه لم يتأمن منها حتى الآن سوى 600 بليون ليرة. ورأى أن تأمين الحد الأدنى من الواردات يتطلب رفع الضريبة على القيمة المضافة على الكماليات إلى 16 في المئة، وزيادة 1 في المئة على فواتير الكهرباء شرط أن تطاول الشطور العليا منها، إضافة إلى زيادة 1 في المئة على الجمارك واستحداث ضرائب جديدة على الفوائد المصرفية، والإسراع في إقرار رسوم على الأملاك البحرية والعقارات. باتريك سيل والاسد وتذكر جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء» الإلكترونيّة أمس، لقاءاته بالكاتب الراحل باتريك سيل، واصفاً إياه ب «العروبي البارز والصحافي المرموق الذي كان صديقاً قريباً من المرحومة والدتي، وعرف جيداً كمال جنبلاط». وتذكّر حين قابله «مرّات عدة في بيروت، في زمن الستينات الجميل، ولاحقاً حتى خلال الحرب الأهليّة. وكان لدينا أصدقاء مشتركون في طليعتهم المرحوم عاصم سلام، أحد ألمع معماريي لبنان، داعم القضيّة الفلسطينيّة بقوة، والملتزم بعمق القوميّة العربيّة»، معتبراً أن سيل «أحد المراجع الرئيسيّة حول دور سورية وأهميتها المركزية في الشرق الأوسط». وقال: «التقيناه وزوجتي في باريس عام 2011 في أوج الانتفاضة السوريّة السلميّة، عندما تظاهرت الجماهير السوريّة للمطالبة بإسقاط بشار الأسد، وكان رد النظام إطلاق النار على الجموع غير المسلحة. تجادلنا طويلاً حول الأسد، وكان باتريك الذي كتب سيرة ضخمة عن حياة حافظ الأسد، يدافع عن النظام ملقياً المسؤوليّة على شقيقه والدائرة المحيطة به. ظن لوهلة، كما ظننتُ مخطئاً، أن بشار باستطاعته إجراء الإصلاحات». وأضاف: «مع التدمير المنهجي لسورية من جانب النظام والمجموعات المسلحة المتعددة، ومع تحوّل سورية لتكون أرض المعركة للقوى الدوليّة والإقليميّة، أقول إن باتريك ارتاح بمغادرة الحياة، في هذه اللحظة، كي لا يكون شاهداً على محنة سورية وانتفاء دورها. أحب باتريك سورية كما أحببتها أنا».