فيصل السابق يتخرج من جامعة الفيصل بدرجة البكالوريوس بمرتبة الشرف الثانية    مشروعات تطوير البنى التحتية الجديدة في محافظة جزر فرسان تجاوزت ال 16.5 مليون ريال    مركز الملك سلمان للإغاثة يوقع على ميثاق صندوق العيش والمعيشة التابع للبنك الإسلامي للتنمية    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 34.535 شهيدًا    التشكيل المتوقع لمواجهة ريال مدريد وبايرن ميونيخ    جامعة نايف العربية تفتتح في الرياض ورشة العمل الإقليمية لبناء القدرات حول مكافحة تمويل الإرهاب    محافظ الخرج يكرم الجهات المشاركة في حفل الأهالي لزيارة أمير منطقة الرياض    طعن واقتحام ودماء.. ثلاثيني يروّع لندن    الشِّعر والنقد يفقدان النموذج الإنساني «عبدالله المعطاني»    "ترابط الشرقية" تنال جائزتين من جوائز جلوبال العالمية في مراكش    الدفاع المدني يدعو إلى عدم الاقتراب من مجاري السيول وتجمعات المياه أثناء هطول الأمطار    إطلاق هاتف Infinix GT 20 Pro الرائد    الشراكة الاستراتيجية السعودية الصينية.. نجاحات متواصلة يعززها التعاون في قطاع الإسكان    برعاية ولي العهد..اختتام الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض    «الصحة»: خروج أكثر من نصف إصابات التسمم الغذائي من العناية المركزة.. وانحسار الحالات خلال الأيام الماضية    الفرص مهيأة للأمطار    تراجع أسعار الذهب إلى 2320.54 دولارًا للأوقية    وزير الدفاع يحتفي بخريجي كلية الملك فهد البحرية    "هورايزن" يحصد جائزة "هيرميز" الدولية    تعاون "سعودي – موريتاني" بالطاقة المتجدِّدة    افتتاح معرض عسير للعقار والبناء والمنتجات التمويلية    بطولة عايض تبرهن «الخوف غير موجود في قاموس السعودي»    العميد والزعيم.. «انتفاضة أم سابعة؟»    حرب غزة تهيمن على حوارات منتدى الرياض    تسجيل «المستجدين» في المدارس ينتهي الخميس القادم    أخفوا 200 مليون ريال.. «التستر» وغسل الأموال يُطيحان بمقيم و3 مواطنين    أمير الشرقية يدشن فعاليات منتدى التكامل اللوجستي    دعوة عربية لفتح تحقيق دولي في جرائم إسرائيل في المستشفيات    برؤية 2030 .. الإنجازات متسارعة    أمير منطقة المدينة المنورة يستقبل سفير جمهورية إندونيسيا    العربي يتغلب على أحد بثلاثية في دوري يلو    «الكنّة».. الحد الفاصل بين الربيع والصيف    توعية للوقاية من المخدرات    للمرة الثانية على التوالي.. سيدات النصر يتوجن بلقب الدوري السعودي    (ينتظرون سقوطك يازعيم)    في الجولة 30 من دوري" يلو".. القادسية يستقبل القيصومة.. والبكيرية يلتقي الجبلين    لوحة فنية بصرية    وهَم التفرُّد    عصر الحداثة والتغيير    بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي.. إنشاء" مركز مستقبل الفضاء" في المملكة    مسابقة لمربى البرتقال في بريطانيا    قمة مبكرة تجمع الهلال والأهلي .. في بطولة النخبة    تمت تجربته على 1,100 مريض.. لقاح نوعي ضد سرطان الجلد    إنقاص وزن شاب ينتهي بمأساة    الفراشات تكتشف تغيّر المناخ    وسائل التواصل تؤثر على التخلص من الاكتئاب    أعراض التسمم السجقي    السابعة اتحادية..    دافوس الرياض وكسر معادلة القوة مقابل الحق    ولي العهد ووزير الخارجية البريطاني يبحثان المستجدات الإقليمية والتصعيد العسكري في غزة    زرقاء اليمامة.. مارد المسرح السعودي    «عقبال» المساجد !        اليوم.. آخر يوم لتسجيل المتطوعين لخدمات الحجيج الصحية    إنقاذ معتمرة عراقية توقف قلبها عن النبض    أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشاريع التي تنفذها أمانة المنطقة    كبار العلماء: لا يجوز الذهاب إلى الحج دون تصريح    هيئة كبار العلماء تؤكد على الالتزام باستخراج تصريح الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحريري يؤيد عون للرئاسة خوفاً على لبنان
نشر في الحياة يوم 21 - 10 - 2016

أعلن زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري تأييده ترشيح رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون لرئاسة الجمهورية»، معتبراً أنه «وفق القواعد التي التقينا عليها، عون مرشّح ليكون رئيساً لكل اللبنانيين، وحارساً لسيادتهم وحريتهم واستقلالهم وخيارات الإجماع بينهم، لا خيارات الانقسام، سواء جاءت من حليف له أم خصم اختار مواجهته. وسيحرص، كما سنفعل نحن، على الانفتاح على كل القوى السياسية القادرة على دعم مسيرة بناء الدولة بالمزيد من أسباب نجاحها».
الإعلان جاء من مقر إقامة الحريري في قلب بيروت وفي غياب 5 نواب من أعضاء كتلة «المستقبل» (31 نائباً، والغائبون هم: محمد قباني، أحمد فتفت، معين المرعبي وعمار حوري اضافة الى عقاب صقر الموجود خارج لبنان). على أن رئيس الكتلة الرئيس فؤاد السنيورة كان في مقدمة الحضور، كما حضر من خارج الكتلة نائب رئيس المجلس النيابي فريد مكاري، الوزير ميشال فرعون والنائبان: محمد الصفدي وخالد الضاهر، إلى جانب قيادات «التيار». وبدا الحريري أثناء تلاوة بيانه، حزيناً، فيما نزلت دموع النائب عاطف مجدلاني أثناء تلاوة البيان.
خاطب الرئيس سعد الحريري اللبنانيين قائلاً: «منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في ذلك اليوم المشؤوم، أمسكت بمسؤولية الفراغ الكبير الذي تركه رجل بحجم وطن. ومنذ تلك اللحظة كان دليلي في العمل السياسي، وبوصلتي الوطنية والأخلاقية، سؤال واحد: ماذا كان ليفعل رفيق الحريري في مثل هذا الموقف أو حيال ذاك القرار؟ وماذا عساه كان فاعلاً بعد 14 شباط وبعد 14 آذار 2005 وبعد عدوان تموز 2006؟ وماذا عساه كان فاعلاً إزاء الإرهاب الآتي من أقبية النظام السوري إلى نهر البارد؟ وبعد 7 أيار 2008؟ وبعد انتخابات 2009؟ وبعد مبادرة السين- سين؟ وبعد الانقلاب على الحكومة في 2011؟ وبعد اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن؟ والوزير الشهيد محمّد شطح؟ وماذا عساه كان فاعلاً إزاء انخراط «حزب الله» في الدم السوري وإزاء الخيارات الهوجاء التي قابلته في عبرا وطرابلس وغيرها؟ أو إزاء العدوان الإرهابي والظلم الوطني الواقع على أهلنا في عرسال؟ وماذا عساه كان فاعلاً مع نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان؟
ماذا عسى رفيق الحريري أن يفعل؟
هل كان ليصرخ أو ليحرّض طائفياً ومذهبياً؟ هل كان ليقول احملوا السلاح في 7 أيار؟ هل كان ليخرج من المحكمة في لاهاي ويقول إنه لا يريد أن يتكلم مع أحد في البلد؟ هل كان ليوقف الحوار ويقول بإبقاء الفراغ الرئاسي إلى أبد الآبدين؟ أنا متأكد أن كل واحد منكم يعرف الجواب: كان رفيق الحريري ليسأل نفسه: كيف نحمي لبنان وأهله، وكان ليتكل عليكم بعد الله ويبادر ويبادر ويبادر ليصل إلى تسوية!».
وتوجه إلى اللبنانيين قائلاً: «في لحظة دقيقة ومفصليّة، تفرض علينا مواجهة الأمور بكل واقعية وصراحة التحرّك المبادر لإنقاذ بلدنا ومستقبلنا عوضاً عن الاستسلام لمخاطر الجمود والفراغ والمكوث في أسر الماضي. قبل سنتين ونصف انتهى عهد الرئيس سليمان ودخل لبنان في الفراغ الرئاسي. ومنذ تلك اللحظة، وفي الحقيقة منذ ما قبلها، كنّا نحذر من مخاطر هذا الفراغ ونقوم بكل ما يمكننا لحماية لبنان من هذه المخاطر. وكانت أوّل خطوة حمائيّة تشكيل حكومة الرئيس تمام سلام، لتفادي الفراغ الكامل في السلطة التنفيذية، أي غياب الرئيس والحكومة في آن معاً. بعد ذلك لم نترك محاولة إلا وقمنا بها لانتخاب رئيس للجمهورية».
ومضى قائلاً: «بدأنا العمل لوصول مرشّح 14 آذار الدكتور سمير جعجع، وهو الأمر الذي لم يتحقّق. انتقلنا بعدها لطرح أسماء توافقية للرئاسة إلا أنّ ذلك لم يجد تجاوباً من أحد، عند الحلفاء والخصوم. كنّا قمنا بحوار أوّل مع العماد ميشال عون، طلبت فيه أن يتّفق مع الدكتور جعجع، لكنّي لم أنجح في دفعهما إلى لقاء الحد الأدنى. وبعد سنة ونصف سنة من الفراغ، وبعد حصر المتاح بالمرشحين الأربعة الذين تعاهدوا في بكركي، انتقلنا لتأييد ترشيح الوزير سليمان فرنجية، على أمل أن يؤدّي ذلك بحلفائه المقاطعين إلى حضور جلسة الانتخاب. وبقينا عاماً كاملاً على هذا الموقف، ولكن أيضاً، للأسف، من دون نتيجة».
ورأى أن كلّ اللبنانيين، وكل من كان لا يرى ما عنيناه منذ اللحظة الأولى بمخاطر الفراغ الرئاسي، باتوا اليوم يرون بأم العين ما يعنيه فعلياً هذا الفراغ. كل اللبنانيين باتوا شهوداً على كيف شلّ مجلس الوزراء وكيف بات التشريع في المجلس النيابي استثناء، وكيف بدأ انهيار الدولة ومؤسساتها، فباتت عاجزة عن تأمين حتّى أبسط الخدمات الأساسية. ولم يعد اثنان يختلفان على حقيقة الأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية التي تنخر لبنان وقطاعه الخاص وحالات الإفلاس وتسريح العاملين بالآلاف والفساد المستشري في المؤسسات. والأخطر من ذلك كله، بات الجميع شاهداً على عودة اللغة القديمة الجديدة وتعابيرها القاتلة للهويّة الوطنية والمنافية للعيش المشترك والسلم الأهلي والاستقرار: لغة «ما عاد بدنا نعيش سوا، وما بقا ينعاش معن».
وأضاف قائلاً: بات السّؤال ينتشر، أو ينشر، علناً وسرّاً، حول فشل النظام والطائف، وضرورة فرط النظام وإعادة تركيبه، بينما تتسابق العراضات الميليشيوية على شاشات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي». ورأى أنّ «الصراحة تفرض عليّ أن أقول: إنّ الوضع اليوم أخطر وأصعب بكثير ممّا قد يكون ظاهراً للكثير منكم. لأنّه في الحالتين، مثل هذه اللغة وهذه الطّروحات من شأنها أن تؤدّي إلى حرب أهلية. حتّى لو بقينا على رفضنا الصراعات الأهلية، سيجد هذا الوحش من يزايد علينا جميعاً، ويتبنّاه. أينفع التذكير أنّه في كل مرة وقع فيها لبنان في فراغ رئاسي ولم يبادر فيه أحد للتسوية، انتهت الأمور بالخراب والمآسي، وبتسويات مجبولة بالموت والدم والدموع؟».
ورأى «أنّ بوصلة رفيق الحريري دلّتنا إلى القرار الصحيح بعد مأساة 7 أيار». وزاد: «أينفع التذكير أنّنا تكبّدنا جميعاً حرباً أهلية واجتياحات إسرائيلية واحتلالاً سوريا و200 ألف قتيل وجرحى ما زالوا معطوبين، ومخطوفين ما زال أهلهم يبحثون عنهم، ودماراً شاملاً واقتصاداً منهاراً ودولة فاشلة و17 سنة كان لبنان واللبنانيون خلالها على قارعة الجغرافيا والتاريخ والحضارة والتقدّم والأخلاق والعلم والعالم».
وقال: «لا يكذّبن أحد على أحد ويقول إن أيّ حرب جديدة لا سمح الله هذه المرّة ستكون أرحم أو أسرع أو أقصر. يكفّي أن نتطلّع من حولنا إلى سورية والعراق واليمن وليبيا. هذه البلاد التي صار أهلها لاجئين مشرّدين أو جثثاً عائمة على سطح البحر الأبيض المتوسط!»
وأضاف قائلا: «لم أتسلّم القيادة السياسية كي يصل بلدي وأهل بلدي إلى هذا! بالأصل، أنا ابن رفيق الحريري الذي أفنى نصف عمره السياسي لوقف الحرب الأهلية، ونصفه الثاني لمحو آثارها الكارثيّة! لو أردنا الاستسلام للغرائز وردود الفعل الهوجاء التي يتمناها ويراهن عليها خصومنا قبل المزايدين لكنّا دخلنا في صدام أهلي دموي في 7 أيار 2008. لكنّي رفضت يومها كما أرفض اليوم حتى التفكير بمثل هذا الاحتمال لأني كنت دائما وما زلت دائما أفكر بالناس. ولا يساور الشك أحداً منكم بأننا لو سرنا في 7 أيار بطريق الحرب الأهلية لكنّا اليوم، بعد 8 سنوات مازلنا غارقين في مآسيها».
«التضحية من اجل الناس»
وأكد الحريري «أننا من مدرسة، تاريخها وحاضرها ومستقبلها قائم على التضحية من أجل الناس، لا التضحية بهم! في الأصل أيضاً، أنا لم أخض معترك العمل السياسي كي أكون نائباً أو رئيس كتلة نيابية أو رئيس حكومة. اخترت مواصلة مسيرة رفيق الحريري، بكل ما تعنيه من حب لبنان وإرادة للإعمار وحرص على كرامة اللبنانيين وأمنهم الاجتماعي واستقرارهم وتعلّق بالعلم والتربية والثقافة ورفض للطائفية والمذهبية والتخلّف الاقتصادي والسياسي والحضاري. وكان خياري مواصلة هذه المسيرة تجسيداً لإرادة أكثر من مليون لبناني ولبنانية نزلوا إلى الساحات ليقولوا: سنكمل مسيرة رفيق الحريري، رغماً عن القتلة. وحتى اليوم، وعلى رغم كل الخلافات والنزاعات، ما زال اللبنانيون من كل المذاهب والطوائف والانتماءات السياسية، وإزاء الحال المزرية التي بلغتها الدولة والسياسة والاقتصاد والخدمات في بلدنا، يترحّمون على الفترة الذهبية التي عرفها لبنان قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لو أردت الثروة لما دخلت الحياة السياسية أصلاً وأنفقت فيها كلّ ما ورثت دفاعاً عن حلم من أورثني. رفيق الحريري ثروة وثورة. ذهبت الثروة حماية للثورة. الثورة على العنف. الثورة على الكيديّة. الثورة على الأحقاد. الثورة على من يريد إقناعنا بأنّ لبنان مستحيل».
وقال: «أعلم جيداً أنّ هناك من سيقول إنّنا قادرون حتى الآن على حماية بلدنا من انتقال نيران الحروب المجاورة إليه. وهذا صحيح، لكنّ السؤال الحقيقي هو: إلى متى سنبقى قادرين إذا ما واصلت الدولة مسار تلاشيها؟ هل فكر أحد ماذا سيحصل بعد أشهر عدة عندما تجري الانتخابات النيابية وتصبح الحكومة مستقيلة دستورياً في غياب رئيس يقوم بالاستشارات ويكلف شخصاً بتشكيل حكومة جديدة؟ حينها نصبح بلا رئيس جمهورية، وبلا حكومة! وماذا سيحصل لمجلس النواب عندما سيرفض نصف النواب في المجلس الجديد إذا لم يكن أكثر أن ينتخبوا رئيساً للمجلس قبل أن يتمكنوا من انتخاب رئيس لجمهوريّتهم؟ ماذا سيحدث حينها للجمهورية ، بلا رئيس جمهورية ولا رئيس حكومة ولا رئيس لمجلس النواب؟ ماذا سيصبح بالدولة؟ بالمؤسسات؟ بالاقتصاد؟ بالأمن؟ بالناس؟».
ورأى «أن يكون لبنان جزيرة من الاستقرار والأمان النسبي في بحر من الدماء والدمار يبتلع المنطقة برمّتها، أمر لن يستمرّ بالصّدفة ولا بالدّعاء، بل بإرادتنا الواضحة وعزيمتنا الصّلبة في الحفاظ على السلام، مع اعترافنا الصريح بحقيقة أنّ الوقوع في الحرب أسهل بما لا يقاس من الحفاظ على السلام. إنّ اكتمال النظام الدستوري، وانتخاب رئيس للجمهورية العنصر الأساس في الاستقرار والحفاظ على الاستقرار. والأزمات الاقتصادية والمالية والنقدية التي نعيشها والمخاطر الأمنية الماثلة أمامنا لا يمكن تصوّر أي حل لها، ولو موقتاً، إلا عبر اكتمال نصاب المؤسسات الدستورية، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية، فكما كان الفراغ في رأس الجمهورية مدخل ضرب الدولة والنظام والاقتصاد والمؤسسات والناس، يبقى سدّ الفراغ في رأس الجمهورية مدخل الحفاظ على الدولة والنظام والاقتصاد والمؤسسات والناس».
وقال إن «ليس لهذا السؤال 20 جواباً! من يريد أن يكمل مسيرة رفيق الحريري، ومن يريد أن يحافظ على الدولة ويحمي البلد ويعطي الناس فرصة لتعيش وتأكل وتعمل وتتقدّم يجب أن يضع حداً للفراغ الرئاسي، اليوم قبل الغد. من يريد أن يعطي الدولة فرصة التوازن مع قوى السلاح غير الشرعي يجب أن يضع حداً للفراغ الرئاسي اليوم قبل الغد. ومن يريد أن يعطي لبنان فرصة ليتخلص من عدم اكتراث المجتمع الدولي وأصحاب القرار حول العالم يجب أن يضع حداً للفراغ الرئاسي اليوم قبل الغد. ومن يريد أن يعطي لبنان فرصة يستفيد خلالها من أي مساهمة دولية بمواجهة أعباء أكثر من مليون نازح سوري، يجب أن يضع حداً للفراغ الرئاسي اليوم قبل الغد».
«الفراغ ليس خياراً»
وتابع قائلاً: «إذا اتّفقنا على أنّ استمرار الفراغ ليس خياراً، وأنّ الدخول في صدام أهلي ليس خياراً، وأنّ الخيار الوحيد هو انتخاب رئيس للجمهورية، فالحقيقة والواقعية والصراحة تفرض عليّ أن أقول لكم إنّ الخيارات اليوم ليست كثيرة. خيارنا الأول، مرشّحنا الأول الدكتور سمير جعجع أو الرئيس أمين الجميّل أو أي ممثل ل 14 آذار، لم يأت برئيس. وخيارنا الثاني، مرشّح توافقي، وسطي، أيضا لم يأت برئيس. خيارنا الثالث: الوزير الصديق، لأنّه فعلاً بات صديقاً وسيبقى صديقاً، سليمان بك فرنجية، أيضاً لم يأت برئيس، فلا نصاب ولا أي محاولة حقيقية جرت من أي طرف غيرنا لانتخابه».
وقال: «بقي خيار واحد: العماد ميشال عون. هكذا بوضوح وبصراحة. خصوصاً منذ أن تبنّى حلفاؤنا في «القوات اللبنانية» ترشيحه. لكنّ الأهم أنّنا نحن والعماد عون وصلنا في حوارنا أخيراً إلى مكان مشترك اسمه الدولة والنظام. هو لا يريد للدولة والنظام أن يسقطا، ولا نحن نريد لهما ذلك. واتفقنا بصراحة أنّ أحدا لن يطرح أي تعديل على النظام قبل إجماع وطني من كل اللبنانيين على هذا الطرح. وهذا كلام ينطلق من إجماعنا الذي كتبناه في دستورنا، دستور الطائف، على أنّ لبنان وطن نهائي لجميع أبنائه، عربيّ الهوية والانتماء، وأنّ كلّ اللبنانيين يرفضون التجزئة والتقسيم والتوطين. وفي حوارنا أيضاً وصلنا إلى اتفاق لإعادة إطلاق عجلة الدولة والمؤسسات ولإعادة إطلاق عجلة الاقتصاد والخدمات الأساسية وفرص العمل، وفرصة الحياة الطبيعية للبنان واللبنانيين واللبنانيات. وأخيراً، وصلنا لاتفاق على تحييد دولتنا بالكامل عن الأزمة في سورية. هذه أزمة نريد حماية بلدنا منها، وعزل دولتنا عنها، حتى إذا ما انتهت الأزمة واتّفق السوريون على نظامهم وبلدهم ودولتهم، نعود إلى علاقات طبيعية معها».
وقال: «بناء على نقاط الاتفاق التي وصلنا إليها، أعلن اليوم أمامكم عن قراري تأييد ترشيح العماد عون لرئاسة الجمهورية. هذا قرار نابع من ضرورة حماية لبنان والنظام والدولة والناس، لكنّه مرة جديدة قرار يستند إلى اتفاق بأن نحافظ معاً على النظام ونقوّي الدولة ونعيد إطلاق الاقتصاد ونحيد أنفسنا عن الأزمة السورية. هذا اتفاق يسمح لي بأن أعلن تفاؤلي بأنّنا بعد انتخاب رئيس الجمهورية، سنتمكّن من إعادة شبْك أيدينا معا لنقوم بإنجازات يفيد منها كل مواطن ومواطنة ولنعزز أمننا الداخلي ووحدتنا الوطنية في وجه كل الحرائق المشتعلة حولنا، ونعود لنجعل من لبنان أنموذجاً للدولة الناجحة والعيش الواحد الحقيقي في منطقتنا والعالم».
واعتبر أن ما نحن بصدده «تسوية سياسية بكل معنى الكلمة. لكنّي لن أختبئ خلف إصبعي، فأنا أعلم أنّ الكثير منكم غير مقتنع بما أقوم به، وبعضكم خائف من مخاطره عليّ، شخصياً وسياسياً، ويشكك بناء على تجارب الماضي، بنوايا «حزب الله» الحقيقية بعد إعلاني هذا، ويقول لي: هذه ليست تسوية، هذه تضحية بشخصك، بشعبيّتك، وربما بأصوات ناخبين لك في الانتخابات النيابية المقبلة. وأقول لكل هؤلاء: نعم، إنها مخاطرة سياسية كبرى، لكنني مستعدّ أن أخاطر بنفسي وبشعبيّتي وبمستقبلي السياسي ألف مرّة لأحميكم جميعاً، ولست مستعدّاً لأخاطر مرة واحدة بأي واحد منكم لأحمي نفسي أو شعبيّتي أو مستقبلي السياسي. نحن جميعاً، أنتم وأنا وكل واحد يقول: «لبنان أولاً»، وهو يعني ذلك».
وشدد على أن «لبنان أولاً» يعني لبنان أولاً، وليس سعد الحريري أولاً! يعني اللبنانيين واللبنانيات أولاً، وليس تيار المستقبل أولاً! يعني كرامة المواطنين أولاً ولقمة عيشهم أولاً وأمنهم واستقرارهم أولاً ومستقبل أولادهم أولاً، وحماية الدولة والنظام أولاً، وحماية لبنان... أولاً وثانياً وثالثاً وأخيراً. نعم، إني أخاطر من دون أي خوف، لأن خوفي الوحيد هو على لبنان، عليكم أنتم، على مستقبل أولادنا. ولو كان هدفي الشعبيّة لكان الأمر أسهل بكثير!
أرفع صوتي، وألوح بإصبعي وأحقن الشارع، بالتحريض الطائفي والمذهبي الرخيص.
نعم: لن تكون المرة الأولى ولا الأخيرة التي نفتدي فيها الوطن والدولة والاستقرار بمصلحتنا السياسية والشعبية. سنسمع المزايدين قبل الخصوم يقولون: أيضاً تضحية جديدة.
ولكن نحن في كل مرّة ضحّينا من أجل الدولة والنظام والوطن والناس، لم نسأل إلا عن رضا الله وتركنا الحكم للتاريخ علينا. بوصلتنا أنّ التاريخ والشعب اللبناني أنصفوا الرئيس الشهيد رفيق الحريري على كل تضحياته وصولاً إلى أكبرها وآخرها لأجل الوطن. وعندما تكون نجل الذي ضحّى بحياته لأجل وطنه وشعبه، لا تسأل عن ثمن التضحيات، مهما كبرت أو كثرت.
وكما كان يقول الرئيس الشهيد: مش مهم مين بيجي ومين بيروح، المهم يبقى البلد! قرار نابع من الخوف على لبنان؟ نعم قرار قائم على الأمل بلبنان واللبنانيين؟... نعم وألف مرّة نعم! عشتم، وعاش لبنان».
وصول عون
وبعد الانتهاء من اعلان الترشيح وصل النائب عون يرافقه الوزير جبران باسيل الى مقر الحريري الذي استقبله عند المدخل والى جانبه نادر الحريري. وعقد الحريري وعون خلوة. وكان عون اتصل برئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط وذكر أنهما اتفقا على لقاء قريب.
وتناقلت وسائل الإعلام خبراً عن أن الأجهزة الأمنية طلبت عدم رفع صور لسياسيين على علاقة بالحدث القائم، مطمئنة إلى أن الوضع الأمني طبيعي جداً.
«الوفاء للمقاومة»: التفاهم بين المكونات مطلوب لتسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي
أعلنت كتلة «الوفاء للمقاومة» النيابية اللبنانية بعد اجتماعها أمس، برئاسة محمد رعد، أنها لاحظت «مؤشراتٍ إيجابيةً مرحَّباً بها يمكن أن تنهي أزمة الشُّغور الرئاسي»، وهي «تُرقبُ الخطواتِ العَملية والضَرورية ضمن مَسار جدّي يؤدي إلى إنجاز الاستحقاق ويطلق دينامية العمل المنتظم في مؤسسات الدولة كافة وفق وثيقة الوفاق الوطني وأحكام الدستور والقوانين المرعية الإجراء».
وشددت الكتلة على «أن التفاهم والانفتاح الإيجابي المتبادلين بين ممثلي المكونات السياسية في البلاد، أمران مطلوبان أكثر من أي وقت مضى ومن شأنهما تعزيز مناخ التعاون وتسهيل المهمات المترتبة قبل إنجاز الاستحقاق وبعده».
وعبرت الكتلة عن «ارتياحها إلى انعقاد الجلسة التشريعية البرلمانية والمناخات التي أفضت، في ظل تخفف البعض من شروطهم المسبقة والتعطيلية، إلى إقرار العديد من مشاريع واقتراحات القوانين بغض النظر عن تحفظ الكتلة على عدد منها، وخصوصاً تلك التي تتعلق بالالتزامات المالية والضريبية»، منوهة «بإقرار التشريعات القانونية والتمويل اللازم لحماية نهر الليطاني». ودعت «كل الأفرقاء السياسيين الى مواصلة تفعيل المجلس النيابي ومجلس الوزراء على رغم كل الظروف والتعقيدات».
واعتبرت أن «مكافحة الإرهاب في المنطقة والعالم ليست شأناً انتقائياً ولا استنسابياً كما تمارسه الإدارة الأميركية وأدواتها، ولا يجوز التعامل معها تبعاً للمصالح الجزئية أو الآنية، وأن مكافحته في الموصل لا تغني عن التصدي له في الرقة والحسكة ودير الزور وحلب وفي كل المناطق والبلدان التي يتمدد إليها».
غابت عن جلسة مجلس الوزراء اللبناني الأسبوعية التي خيّم عليها المناخ الرئاسي وتطوراته المتلاحقة، التعيينات وأبرزها تعيين محافظ جبل لبنان، وهو بند مدرج على جدول الأعمال، ومؤجل من الجلسات السابقة. كذلك غاب موضوع طلب وزارة الاتصالات، الموافقة على دفتر شروط المناقصة العالمية لإدارة شبكتي الهاتف الخليوي. لكن وزير الاتصالات بطرس حرب أكد أن عقود الخليوي «ستكون بنداً أول في جلسة الحكومة الأسبوع المقبل».
وكان مجلس الوزراء عقد جلسة عادية في السراي الكبيرة، برئاسة رئيس الحكومة تمام سلام. ولفت وزير الإعلام بالوكالة سجعان قزي بعد الجلسة التي دامت نحو أربع ساعات، إلى أن سلام استهلها بتكرار «التمني على القوى السياسية والنيابية الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، يُحيي الدولة بمفهومها، ورئيس راع لشؤون الناس وملتزم الديموقراطية والوحدة الوطنية، لاسيما في هذه الأجواء والظروف». وأشار إلى أن مجلس الوزراء وافق على 160بنداً من جدول الاعمال وأرجأ 18 بنداً آخر إلى جلسات لاحقة. ووصف الجلسة ب «المنتجة جداً على صعيد تلبية حاجات الناس ومؤسسات الدولة والإدارة العامة وهو أمر مشجع لمواصلة العمل في خدمة الدولة والناس».
ولفت وزير الصحة وائل أبو فاعور لدى مغادرته الجلسة، إلى «أنني هنأت وزير التربية الياس بوصعب برئيس تكتل «التغيير والإصلاح» ميشال عون رئيساً». وعما إذا كان سينتخبه، قال ممازحاً: «هذا تفصيل صغير، أريد أن أسأل (رئيس اللقاء الديموقراطي النيابي وليد) جنبلاط».
لكن وزير الزراعة أكرم شهيب أعلن عن «اجتماع للقاء الديموقراطي غداً لاتخاذ القرار المناسب في الملف الرئاسي».
واكد بوصعب بعد الجلسة ان «احداً لم يتكلم عن تأجيل جلسة انتخاب الرئيس، ونحن حريصون على الحوار مع الجميع، لان من دون شراكة تبقى الأمور ناقصة».
أما وزير الداخلية نهاد المشنوق الذي نفى اشاعات عن إمكان حصول حدث أمني. قال رداً على سؤال عن إمكان تأجيل جلسة انتخاب الرئيس: «لماذا التأجيل؟».
وكانت سجلت قبل الجلسة تصاريح لبعض الوزراء، وقال وزير الثقافة ريمون عريجي: «سننتظر ماذا سيقول الرئيس الحريري ونعلق لاحقاً، فيما رأى وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج أنه «تمت محاربة الرئيس الحريري لأنه ديموقراطي». وقال وزير الأشغال غازي زعيتر: «الجميع يعول على حكمة الرئيس نبيه بري». ورأى وزير الصناعة حسين الحاج حسن، أن «تأجيل جلسة انتخاب الرئيس فبركة إعلامية غير مسؤولة».
وشدد وزير الدولة لشؤون المجلس النيابي محمد فنيش على أن «صمت حزب الله أبلغ من الكلام». وقال وزير السياحة ميشال فرعون: «منذ سنة مطروح الإجماع على رئيس، وتم هذا الإجماع، ونتمنى أن تتم الانتخابات الرئاسية في موعدها».
أما وزير البيئة محمد المشنوق فقال: «لا تقول فول حتى يصير في المكيول».
ميقاتي: لم أزر عون سراً وأخاف على ذاكرته
التطورات السياسية السريعة التي يشهدها لبنان لحل أزمة الشغور الرئاسي، في ضوء ترشيح زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري، رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون، لرئاسة الجمهورية بدلاً من رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، ورد فعل رئيس المجلس النيابي نبيه بري على هذا الترشح، برفضه الاتفاقات الثنائية، انعكست مواقف متباينة من وصول عون الى سدة الرئاسة. ووصلت مفاعيلها الى وسائل التواصل الاجتماعي، فجرى التداول بتحذير «من أعمال شغب قد يقوم بها مناصرو حركة «أمل» بالتزامن مع إعلان الحريري (عصر أمس) ترشيحه عون»، كما جرى التداول بتعليقات ساخرة من هذا الترشيح. وسرعان ما أصدرت قيادة حركة «أمل» بياناً نفت فيه علاقتها «بأي تحرك سيحصل أو أعمال مخلّة بالنظام العام، تحت طائلة المسؤولية».
وبعيداً من أراء التواصل الاجتماعي، سجلت مواقف أبرزها للرئيس حسين الحسيني، الذي شدد بعد زيارته الرئيس سليم الحص، على أهمية «استرجاع الشرعية للمؤسسات الدستورية، خصوصاً أن النظام اللبناني يعتبر أن الشعب هو مصدر السلطات. ونحن في حاجة الى نقلة نوعية تعيد الحياة الدستورية».
وكان المكتب الإعلامي للرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي، نفى ما قاله عضو «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي حكمت ديب، من «أن ميقاتي قام بزيارات سرية لمقر إقامة عون للتعبير عن دعمه له»، مؤكداً أن «هذا الخبر عار من الصحة جملة وتفصيلاً. وإذا كان هذا الخبر مصدره النائب شخصياً، فبتنا نشك في كل كلام يقوله نواب التيار (الوطني الحر) ونتحداه إبراز ما يثبت مزاعمه».
وأضاف المكتب: «أما إذا كان مصدر هذا الكلام العماد عون شخصياً، فهناك خوف جدي على ذاكرة الجنرال، لأن الرئيس ميقاتي لم يزره سراً كما لم يزره يوماً بمفرده. وهو عبّر أمام الجميع وأمام الجنرال بالذات، لدى خروجه من زيارته الأخيرة للجنرال لتقديم التعزية بوفاة شقيقه، عما تربطه من صداقة بالنائب فرنجية. وهو يتطلع الى القضايا من منظار وطني شامل وليس انطلاقاً من مصالح واعتبارات شخصية».
وكان وفد من «التيار الوطني الحر» زار الوزير السابق فيصل كرامي في اطار جولاته على القيادات السياسية لحشد توافقات على الملف الرئاسي. واكد كرامي ان «رئيس الجمهورية هو الحكم، يحاور الجميع وعلى مسافة واحدة من الجميع. ولا بد من التفاهم مع الرئيس بري».
فنيش: صمت «حزب الله» أبلغ من الكلام
وزارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة لدى لبنان سيغريد كاغ الرئيس الحريري، كما زارت نائب الأمين العام ل «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم. ورحبت ب «إقرار المجلس النيابي قانون إنشاء الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان والذي يتضمن آلية وطنية وقائية لمناهضة التعذيب».
إلى ذلك، التقى الرئيس أمين الجميل السفير المصري نزيه النجاري، الذي أكد أن «الموقف المبدئي لمصر هو أن انتخاب الرئيس مسألة لبنانية، وعلى القوى السياسية أن تسعى للتوافق وتمضي بآليات لبنانية لانتخابه».
وأمل السفير التركي شغطاي إرجييس، في أن «يتم انتخاب رئيس في أقرب وقت والانتهاء من الأزمة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.