بقلم | عبدالحكيم ناعس * قال خير البشر نبيُّ العدل والإحسان – صلى الله عليه وسلم – فما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه ” إن قامت الساعة وفِي يد أحدكم فسيلة فليغرسها ” ! * رجلٌ اشتعل رأسه شيباً ، وبلغ من العمر عتيّا ، ذهب إلى مزرعته وزرع فيها تلك الشجيرات التي تحتاج ما يقارب العشرون عاماً لتؤتي ثمارها ! بعد فترة ليست بالبعيدة انتقل الجد إلى ربٍّ غفورٍ رحيم ولَم يأكل من ثمار هذه الشجيرات شيئاً ! صديقي الحبيب ، أريد منك أن تفكر بينك وبين نفسك لماذا قام ذلك العجوز بزرع تلك الشجرات رغم علمه بأنه لن يأكل من ثمارها ؟ يا للعجب ! ما الفائدة من غرس النبات صغير الحجم عند قيام الساعة ؟ وما هي الفائدة التي سيجنيها ذلك الجد من زراعة تلك الشجيرات ؟ الجواب الوحيد الذي من الممكن أن أكتبه أنا ” غراس ” فالنبي صلى الله عليه وسلم يحثنا على فعل الخير والإكثار منه وإن كانت نهاية الدنيا أمام أعيننا ، فالإنسان محاسب على ما قام به ، وأما الرجل ” غراس ” فقد زرع وتعب لكي يحصد أبناؤه وأحفاده .. فمستقبلهم أمام عينيه ، فزرع لكي يأكل أولادة من بعده . اخترت هذا العنوان ” غراس ” لي ولَك ! هل تملك عملاً خاصاً بك ؟ هل تعمل بشركة ؟ هل لديك زوجة وأولاد ؟ أنت طالبٌ جامعيٌ ؟ حتى لو كنت في مدرستك . إذاً فنحن نستطيع أن نؤثر بمن حولنا إيجاباً ، نستطيع أن نغرس في أنفسهم القيم الإسلامية التي تساعدنا على النهضة والتقدم ، ولك بعض من هذه القيم : الإحسان ، الأخلاق ، العلم ، صدق ، صدقة ، زكاة ، حب ، إطلاع ، تعاون ، نصح ، كلام جميل ، اجتهاد ، عمل ، قراءة ، كتابة ، زينة ، جمال ، مساعدة ، مشاركة … جميعها قيم من أجمل وأقوى القيم الإسلامية . فما دورنا الآن ؟ دورنا يا عزيزي أن نزرع هذه القيم في أنفسنا أولاً ثم الأقرب فالأقرب ، اختر اي قيمة تحب وجهز خطة لإيصالها لمن حولك وتذكر ما قال الله سبحانه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم ” وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ” آل عمران ” ١٥٩ ” وكما قال أحدهم ” من أراد أن يغير العالم ؛ فليبدأ بنفسه ” انفض الغبار من على جسدك وفكّر ، وكما قال العالم الإيطالي دافينشي ” l am man renaissance “ ” أنا رجل النهضة ” ” غراس ” اخترت هذا العنوان ، لكي أقول بأن أول شهيد استشهد لأجل الأقصى المبارك ، استشهد ليحيى أحفاده فيه ويبقى حرّاً . صرير قلم : لنغرس في قلوبنا وقلوب أجيالنا القادمة بأن حب الأقصى واجب ، والدفاع عنه قوة ، والموت لأجله شهادة .