منذ أن بدأت الأندية السعودية بإقامة معسكراتها الموسمية في أوروبا وصحافتنا الرياضية تناقش هذه الظاهرة كل صيف: لماذا؟! وما الهدف منها؟! وإلى متى؟! وكم تكلف؟! وهل هي للفائدة أم للفشخرة؟! ولا تزال الأسئلة تتوالد كالأرانب! شخصياً, لا أرى أن الموضوع يستحق النقاش من منطلق رياضي كثيراً, مثل هذه القضية تستند على أسباب اجتماعية وأخرى اقتصادية يعاني منها البلد كله فما بالك بالأندية! كل ما في الأمر هي: آفة الثقافة الاستهلاكية, ولماذا لا تتحول ثقافة أنديتنا إلى استهلاكية مثلنا نحن السعوديين تماماً؟! ما الذي يمنع, ولكن السؤال المهم هو: ما الذي يفرض هذه الثقافة الاستهلاكية وماذا نقصد بها؟!, هي باختصار: أن يعلو سقف طموحاتك على إمكاناتك المادية فتتنازل عن تحقيق هدفك الأول في سبيل تحقيق هدف بديل أقل منه وهذا أفضل من أن تبقى بدون أي هدف! فمثلاً: إذا كنت تملك قطعة أرض سكنية ما المفترض أن تفعل بها؟! نعم: تبني منزلك عليها, لكن المشكلة إذا كانت قدراتك المادية لا تسعفك البتة في بناء منزل! ماذا ستفعل إذن؟! هناك حالتان: إما أن تبقى أسيراً لتحقيق هدفك الأول وقد يطول بك الزمان.. أو أن تبيع الأرض وتشتري سيارة مثلاً! أي أنك تنازلت عن هدفك الأول مقابل أن تحقق هدفاً آخر وإن كان أقل وهو شراء سيارة.. وهنا لا تلام لو فعلتها لأنك لو لم تفعلها لبقيت إنساناً عاجزاً عن تحقيق أي هدف بحياته! آخر ربما يبيع قطعة الأرض ويسافر مع أسرته في فصل الصيف ويكمل حياته ببيت مستأجر (الشكوى لله), وآخر ربما يبيع الأرض ويغير أثاث منزله المستأجر, وهكذا تفرض الثقافة الاستهلاكية نفسها رغماً عن أنفك! أنديتنا الرياضية باتت تبحر منذ سنوات داخل أمواج هذه الثقافة المؤلمة, لم يعد الرئيس قادراً على تحقيق طموحات الجماهير بعد بداية الموسم, لذا فإن معسكرات أوروبا تأتي كبديل لتحقيق طموحات الجماهير في الملعب, تماماً كالذي يعجز عن بناء منزل يؤوي أسرته فيبيع أرضه ويأخذهم برحلة إلى أوروبا.. أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب.. وكل معسكر وأنتم بخير.. ولا عزاء للكرة السعودية! عن الرياضي