أبدى وفد العمد الأمريكية الذي زار المملكة مؤخرا إعجابه بحركة الإنشاءات والتعمير الموجودة في المملكة بصفة عامة ومدينة جدة بصفة خاصة والتي ستسهم في تحقيق طفرة واضحة في الاقتصاد السعودي في الفترة المقبلة بما يساعد على تنويع مصادر الدخل بشكل كبير ويقود إلى مزيد من التعاون في المجالات الاقتصادية بين الجانبين. وأثنى أعضاء الوفد الأمريكي كذلك على المشاريع التي تنفذها أمانة محافظة جدة ورؤاها المستقبلية خاصة فيما يتعلق بمشاريع تطوير وسط جدة والحدائق النوعية وتطوير العشوائيات ومشاريع المناطق المفتوحة وعلى رأسها تطوير الكورنيش ومشاريع شرق الخط السريع. جاء ذلك خلال زيارة الوفد الذي ضم 20 عضوا يمثلون عشر مدن من الولاياتالمتحدةالأمريكية لمقر الأمانة ضمن زيارتهم للمملكة التي استمرت عدة أيام جرى خلالها الاطلاع على التطور الذي تشهده المملكة وزيارة المعالم والمواقع التاريخية والحضارية وعدد من المشاريع التنموية والاقتصادية. وأطلع نائب أمين محافظة جدة المهندس خالد بن فضل عقيل الوفد الزائر على مشاريع الأمانة والتحديات التي تواجهها بالإضافة إلى مستقبل جدة ودورها في التنمية التي تشهدها المملكة وتناول أثناء اللقاء الخطة الإستراتيجية للمدينة والتي انتهت الأمانة من إعداد مسودة لها تمهيدا لطرحها خلال الأيام القادمة خاصة أنها تشمل عددا من محاور التنمية لجدة خلال ال20 عاما القادمة. وأشار إلى أن خطة جدة الإستراتيجية 1450ه تتضمن دراسة كل من الوضع الاقتصادي لاحتياجات التنمية في منطقة مكةالمكرمة واحتياجات التطوير العقاري في جدة، و الإسكان الميسر والتطوير الجزئي والذاتي لعدد من المناطق العشوائية موضحا أن هذه الإستراتيجية تهدف إلى تنظيم التنمية المستقبلية لمدينة جدة حيث ترتكز على العديد من المحاور الأساسية تشمل المناطق الحضرية وأنماط استخدام الأراضي والاقتصاد المحلي والبيئة والخدمات الاجتماعية والثقافة والتراث والسياحة والنقل والبنية التحتية وإدارة الواجهة البحرية والمساحات المفتوحة والترفيهية والإسكان والمناطق غير المخططة (العشوائية) . وأكد عقيل أن أمانة محافظة جدة قامت بالتعاون مع خبراء عالميين ومحليين بوضع الخطوط الأولية لإستراتيجية التنمية الشاملة لمحافظة جدة والمراكز التابعة لها لافتا إلى أن هذه الإستراتيجية تتطلب التعاون الايجابي بين مختلف الجهات المقدمة للخدمات سواء الحكومية أو الخاصة وتضافر جهودها للوصول إلى رؤية موحدة وواقعية لمدينة جدة ومستقبلها لعام 1450 ه، وهو ما يتطلب طاقات وخبرات لتوفير البنى التحتية وشبكات الطرق والنقل العام، ومناطق ترفيهية تتناسب مع الاحتياجات الحالية والمستقبلية المتنامية لمدينة جدة مع الحفاظ على البيئة السليمة والنسيج العمراني والاجتماعي المترابط وتعزيز دور جدة الاقتصادي وتفردها كبوابة رئيسية تربط منطقة مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة بسائر أرجاء المعمورة والعالم الإسلامي في آن واحد. وبين أن خطة جدة الإستراتيجية تستهدف كذلك تكوين رؤية وإطار واضح حول مستقبل مدينة جدة وتطورها وتطمح إلى تحويل جدة إلى مدينة عصرية ذات خصائص تنافسية دولية قادرة على تقديم نوعية عالية من الحياة وحماية البيئة وهو ما يتطلب مشاركة كافة الأطراف المعنية بعملية التطور المحلي للمدينة سواء كانوا من السكان المحليين أو رجال الأعمال أو المستثمرين أو غيرهم من الشركاء الحكوميين وصولا إلى جدة قوية للأجيال الحاضرة والمستقبلية من خلال أربعة أهداف أولها تأمين نوعية عالية من الحياة لمواطنيها وساكنيها وزوارها حيث أن عدد سكان جدة يزيد حاليا على 3 ملايين نسمة مع مراعاة حاجتها إلى الحفاظ على وضعها المميز وقدرتها على جذب الأفراد إليها لأغراض التعلم والسياحة والعمل والإقامة والترفيه في ظل جو مفعم بالازدهار والأمن ولتحقيق هذا الهدف فعلى المدينة أن تقدم نوعية عالية من الحياة لكل قاطنيها ومواطنيها وزوارها. وأشار إلى أن الهدف الثاني من الإستراتيجية يتمثل في جعل جدة قطب الرحى للعالم الإسلامي وينبع ذلك من دور جدة التاريخي كمعبر للحجاج والمعتمرين من قاصدي الأماكن المقدسة في كل من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة وهو ما يلقى عليها مسئولية كبيرة أمام العالم الإسلامي بالإضافة إلى أن تصبح كذلك مركزا تجاريا وسياحيا عالميا يتمتع بالمرونة والديناميكية ببناء موقع استراتيجي يليق بها وتقاليد تجارية خاصة بها فضلا عن قاعدة اقتصادية متنوعة لتصبح إحدى المراكز التجارية والسياحية العالمية الفريدة وذلك بهدف تحقيق نمو مستديم والحفاظ عليه والعمل مع الإدارة التنفيذية البيئية لتحقيق الانسجام مابين السياسات والمشاريع من ناحية والممارسات وخطط التنمية الحالية من ناحية أخرى. //يتبع// 1906 ت م