مقتل 18 سائحًا من أسرة واحدة غرقًا بعد فيضان نهر سوات بباكستان    الهلال يحقق مجموعة من الأرقام القياسية في مونديال الأندية    12 جهة تدرس تعزيز الكفاءة والمواءمة والتكامل للزراعة بالمنطقة الشرقية    الشيخ صالح بن حميد: النعم تُحفظ بالشكر وتضيع بالجحود    إمام وخطيب المسجد النبوي: تقوى الله أعظم زاد، وشهر المحرم موسم عظيم للعبادة    إحباط محاولة تهريب أكثر من 732 ألف حبة من مادة الإمفيتامين المخدر    بلدية فرسان تكرم الاعلامي "الحُمق"    تمديد مبادرة إلغاء الغرامات والإعفاء من العقوبات المالية عن المكلفين حتى 31 ديسمبر 2025م    5 شراكات جديدة لدعم مستفيدي إنجاب الشرقية    مدير جوازات الرياض يقلد «آل عادي» رتبته الجديدة «رائد»    مواعيد مواجهات دور ال16 من كأس العالم للأندية    استشهاد 22 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    شاموسكا إلى التعاون.. واتفاق بين نيوم وجالتييه    وزارة الرياضة تحقق نسبة 100% في بطاقة الأداء لكفاءة الطاقة لعامي 2023 -2024    الصين تؤكد تفاصيل الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة    الهلال يتأهل إلى دور ال 16 في مونديال الاندية    طقس حار الى شديد الحرارة على معظم مناطق المملكة    رئاسة الشؤون الدينية تُطلق خطة موسم العمرة لعام 1447ه    القبض على وافدين اعتديا على امرأة في الرياض    استمتع بالطبيعة.. وتقيد بالشروط    د. علي الدّفاع.. عبقري الرياضيات    في إلهامات الرؤية الوطنية    ثورة أدب    الأسيرة الفلسطينية.. حكاية الألم    أخلاقيات متجذرة    كرة القدم الحديثة.. عقل بلا قلب    البدء بتطبيق"التأمينات الاجتماعية" على الرياضيين السعوديين ابتداءً من الشهر المقبل    رسميًا.. رونالدو مستمر مع النصر حتى 2027    نجران ترسم مستقبلها الإستثماري بنجاح مبهر في منتدى 2025    أمير جازان يستقبل رئيس محكمة الاستئناف بالمنطقة    أمير الشرقية يُكرِّم "مجموعة مستشفيات المانع" لرعايتها الطبية منتدى الصناعة السعودي 2025    موعد الظهور الأول لكيليان مبابي في مونديال الأندية    شبكة القطيف الصحية تطلق مبادرة "توازن وعطاء" لتعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل    الأمير تركي الفيصل : عام جديد    تدخل طبي عاجل ينقذ حياة سبعيني بمستشفى الرس العام    القبض على 3 مخالفين لنظام أمن الحدود ظهروا بمحتوى مرئي في صبيا    مفوض الإفتاء بمنطقة جازان يشارك في افتتاح المؤتمر العلمي الثاني    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي، ويناقش تحسين الخدمات والمشاريع التنموية    لوحات تستلهم جمال الطبيعة الصينية لفنان صيني بمعرض بالرياض واميرات سعوديات يثنين    ترامب يحث الكونغرس على "قتل" إذاعة (صوت أمريكا)    الخارجية الإيرانية: منشآتنا النووية تعرضت لأضرار جسيمة    تصاعد المعارك بين الجيش و«الدعم».. السودان.. مناطق إستراتيجية تتحول لبؤر اشتباك    حامد مطاوع..رئيس تحرير الندوة في عصرها الذهبي..    تخريج أول دفعة من "برنامج التصحيح اللغوي"    غروسي: عودة المفتشين لمنشآت إيران النووية ضرورية    تحسن أسعار النفط والذهب    أسرة الزواوي تستقبل التعازي في فقيدتهم مريم    الجوازات: جاهزية تامة لاستقبال المعتمرين    في ربع نهائي الكأس الذهبية.. الأخضر يواصل تحضيراته لمواجهة نظيره المكسيكي    عسير.. وجهة سياحة أولى للسعوديين والمقيمين    وزير الداخلية يعزي الشريف في وفاة والدته    استشاري: المورينجا لا تعالج الضغط ولا الكوليسترول    "التخصصات الصحية": إعلان نتائج برامج البورد السعودي    نائب أمير منطقة مكة يستقبل القنصل البريطاني    أمير تبوك يستقبل مدير فرع وزارة الصحة بالمنطقة والمدير التنفيذي لهيئة الصحة العامة بالقطاع الشمالي    من أعلام جازان.. الشيخ الدكتور علي بن محمد عطيف    أقوى كاميرا تكتشف الكون    الهيئة الملكية تطلق حملة "مكة إرث حي" لإبراز القيمة الحضارية والتاريخية للعاصمة المقدسة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور فيصل غزاوي المسلمين بتقوى الله في السر والعلن وفي الخلوة والجلوة فهي وصية للأولين والآخرين.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم: إن من حكمته سبحانه وتعالى أن فاوت بين الناس في أرزاقهم واختلف عطاؤه من عبد إلى آخر فيعطي هذا ما يمنعه غيرَه والعكس، وقد لا يدرك المرء النّعم التي أنعمها اللّه عليه فلا يراها شيئا وقد يؤدي به ذلك إلى الملل والسآمة والضجر، فيريد أن يتحول عنها إلى غيرها و لنا في الماضين عبرة وعظة فبنوا إسرائيل الذين طلبوا من نبي الله موسى عليه السلام أن يكون لهم طعام بدلا من المنّ والسلوى الذي لم يعودوا يصبروا عليه بل ملّوه فاستبدلوا بذلك ما هو أدنى من البقول والقثاء والفوم والعدس والبصل فتحولوا عن خير الأطعمة وأشرفها إلى ما طلبوا من الأدنى.
وأضاف قائلاً: إن الملل من نعمة الله آفةٌ عظيمةٌ قد يخسر العبد بسببها ما هو فيه، ويصبح في حال يتمنى لو أن قد رضي بما كان عليه، وإن من الناس من لا يشعر بقدر النعمة التي هو فيها فما أكثر ما يشكو! وما أكثر ما يتضجر! فالواجب علينا أن نحمد الله دائما على كل حال تحدثا بنعمة الله، وإظهارا لشكره قَال رَسول اللهِ صلى اللهُ عَلَيْهِ وسلم لرجل: ( كَيْفَ أَصْبَحْتَ يَا فُلَانُ؟ ) ، قَالَ: أَحْمَدُ اللهَ إِلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَذَا الَّذِي أَرَدْتُ مِنْكَ) "أي إظهار الحمد والشكر والثناء.
وبين فضيلته أن قوم سبأ الذين أدرّ الله عليهم النعم وصرف عنهم من النقم، وقد رزقهم الله الجنتين العظيمتين وما فيها من الثمار، وجعل بلدهم طيبة لحسن هوائها وقلة وخَمها وحصولِ الرزق الرغد فيها، بدلا من أن يشكروا الله بطِروا النعمة وملُّوها حتى طلبوا أن تتباعد أسفارهم بين تلك القرى التي كان السير فيها متيسراً فملّوا حتى الأمن والأمان الذي كانوا فيه ؛ فعاقبهم الله فأرسل عليهم سيل العرم الذي خرّب السد وأتلف جناتهم؛ فتبدلت تلك الجنات ذات الحدائق المعجِبة والأشجار المثمرة وصار بدلَها أشجارٌ لا نفع فيها .
وقال: ما بال أقوام يملون النعمة التي هم فيها ويستصغرونها ويتطلعون إلى مَن فضلوا عليهم في الدنيا وقد يؤدي بهم الحال إلى حسد غيرهم، حتى يقول أحدهم : لماذا كان فلانٌ أفضلَ مني، ولِمَ أكونُ أقلَّ من غيري، وإذا ظفر بنعمة واستمتع بها زمناً قال مستقلا لها مزدريا : ما عندنا شيء غيرُ هذا قد مل ما هو فيه من النعمة؛ فلا يشكر مولاه، ولا يقنع بما آتاه، متسائلاً أين هؤلاء من النظرة الحقيقية لمتاع الدنيا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( انظروا إلى من هو أسفلَ منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدرُ أن لا تزدوا نعمة الله عليكم)، أي أجدر أن يشكر المرء نعمة الله عليه إذا هو قنِع بما أُعطي، ولم يَمُد عينيه لما مُتّع به الآخرون.
وأضاف قائلاً: العبدُ حرٌّ إن قَنِعْ، والحرُّ عبدٌ إن طمِع، وإن تعجب عبدَ الله فعجب حال من يريد أن يحظى بشيء لم يكتب له، أو أن يُغدق عليه من النعم ليكون في مستوى معيشي رفيع ، فيصبحَ في رفاهية ورغد من الرزق وبحبوحة من العيش، وما درى هذا المسكين أن القناعة لا يعدلها شيء، فهناك من أصاب من هذه الدنيا حظاً وافراً لكنه محروم، لا يشعر بالقناعة والرضا أبداً، بل يطلب المزيد ، وهناك من بسط له في الرزق وأوتي من أصناف النعم فبغى في الأرض، ولم يشكر نعمة الله عليه فكانت وبالا عليه.
// يتبع //
15:06ت م
0067
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي / إضافة أولى
وأوضح الشيخ غزاوي أن واقعنا اليوم يشهد صورا شتى من إصابة كثير من الناس بالملل والشعور بالضيق والضجر، وهذا ينشأ عن ضعف صلة العبد بربه وطاعته له وإعراضه عن منهجه، فمن تلك الصور الواقعية سآمة بعض الناس من حياته عند الكبر وقد يحمله ذلك على أن يدعو على نفسه بالموت وغاب عنه تحذير النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله : ( لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا لِلْمَوْتِ فَلْيَقُلْ : اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي ، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي ).
ولفت فضيلته النظر إلى أن من الناس من يعيش مع والديه أو أحدهما حياة سعيدة طيبة، بارا بهما محسنا إليهما فإذا كَبِرا عاف الحياة معهما وملّ صحبتهما وتنكر لهما وصار يعاديهما ويؤذيهما ويتضجر منهما، ويُسمعهما من عبارات التأنيب ما يؤلمهما ويجرح مشاعرهما، وينسى فضائلهما.
وتساءل: أي عقوق أعظم من ذلك؟ ألم يعلم هذا الجاحدُ حقَّهما أن الله نهاه أن يسيء إليهما، مستشهداً بقوله تعالى: ( فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما ) فنُهي الولدُ عن أن يَظهَر منه ما يدل على التضجر من أبويه أو الاستثقال لهما.
وقال: من الناس من يبدأ بتعلم القرآن أو الدروس الشرعية النافعة ثم سرعان ما يصيبه الملل ويستطيل الطريق فلا يثبت بل يستعجل ويترك ما هو فيه وينتقل إلى علم آخر دون تدرج ومن غير منهجية في الطلب ولا صبر ولا مصابرة ومنهم من يكون له دور عظيم في تعليم الناس وفي دعوتهم ونصحهم وتوجيههم وإرشادهم، فإذا طال عليه الأمد وشعر أنه لا فائدة من التكرار والاستمرار، أو وجد في طريق دعوته من عاند واستكبر وامتنع عن قبول الحق فيقطع رجاءه في انتفاعهم وييأس من حالهم فيمل ويترك مواصلة العمل، دون أن يستشعر مكانة وشرف ما كان يقوم بها ومنهم من يقوم بعمل خيري، يداوم على فعل بر وقربة كقضاء حوائج المسلمين وإعالة فقراء محتاجين أو تفريج كربات المعسرين أو كفالة أيتام أو السعي في الإصلاح بين الأنام ثم لا يلبث أن يترك ذلك من غير عذر مانع قاهر ولا سبب وجيه ظاهر، بل ملله وفتوره وسآمته أدت إلى أن ينقطع عن الخير الذي كان فيه ويُحرَم من الأجر الذي كان يناله ويجنيه.
وحذر إمام وخطيب المسجد الحرام من أن نمل النعمة والطاعة، وذلك يتأتى بأمور هي من وسائل العلاج لدفع هذه الآفة العظيمة وإزالتها من النفس منها تقوية الصلة بالله وملازمة العبد دعاء ربه حتى يثبت ويواصل العمل.
وقال: لقد كان أكثر دعاء المصطفى صلى الله عليه وسلّم (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) وأوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم - معاذ بن جبل رضي الله عنه فقال : (أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك) ومنها الصدق مع الله وأخذ الأمور بجد وحزم حتى يسمو المرء عن مستنقع الكسل والملل.
وأكد فضيلته أن الدنيا مزرعة للآخرة وفرصة لكسب الأعمال الصالحة، كما أنه لابد للمرء من دافع قوي ينشطه ويدفعه إلى عبادة ربه، فعند إصابة أحدنا بالملل وهو يداوم على صالح العمل عليه أن يستشعر قيمة ما يقوم به وماله من الأجر عليه، حيث كان مَسْلمة بن عبد الملك إذا أكثر عليه أصحاب الحوائج وخشي الضجر أمر أن يَحضُرَ ندماؤه من أهل الأدب فتذاكروا مكارم الأخلاق في الناس وجميل طرائقهم ومروءاتهم.
// يتبع //
15:07ت م
0068
------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

عام / خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي/ إضافة ثانية واخيرة
وفي المدنية المنورة تحدث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة اليوم عن وعد الله الحق ,موصيا المسلمين بتقوى الله عز وجل والمسارعة الى الخيرات ومجانبة المحرمات.
وقال: إن الله وعدكم وعد الحق, ولا خلف لوعده ولا معقب لحكمة ,وعد عبادة الطائعين بالحياة الطيبة في دنياهم, ووعدهم بأحسن العاقبة في اخراهم, يحل عليهم رضوانه ويمتعهم بالنعيم المقيم في جنات الخلد مع النبيين والصالحين الذين اتبعوا السراط المستقيم, مستشهداً بقول الله تعالى (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ), وقال عزوجل (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم), أي لو انهم آمنوا بالقرآن وعملوا به مع إيمانهم بكتابهم من غير تحريف له، لأحياهم الله حياة طيبة في الدينا وأدخلهم الله جنات النعيم, فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ، وما تقرّب إليّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحبّه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينّه، ولئن استعاذني لأعيذنّه، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ ) رواه البخاري, ويدل ذلك على أن الله تعالى بلطفه وكرمه ورحمته وقدرته يتولى أمور عباده الطائعين ويدبرهم بأحسن تدبير في حياتهم وبعد مماتهم.
وأضاف فضيلته قائلاً: إن المؤمنون يشاهدون ما وعدهم ربهم في حياتهم الدنيا ويتتابع عليهم ثواب الله وتتصل بهم وتترادف عليهم آلاء الله كما قال عز وجل (فَآتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الآخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ), وسيجدون في الآخرة الأجر الموعود والنعيم الممدود، لقوله تعالى(أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْدًا حَسَنًا فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْمُحْضَرِينَ) ,مشيراً إلى وعد الله للمؤمنين الطائعين، وتوعده سبحانه للكفار الجاحدين والعصاة المتمردين، وما أنذرهم به من العذاب الواقع بهم، لقوله تعالى ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَّهُمْ ).
وأكد أن الإنسان قد ابتلي بما يصرفه عما ينفعه ويوقعه فيما يضره ابتلاء وفتنه, تثبط عن الطاعات وتزيد المعاصي ليعلم الله من يجاهد نفسه ويخالف هواه ممن يعطي نفسه هواها ويتبع شيطانه ,فيفاضل بين المهتدين بالدرجات ويعاقب أهل الأهواء الغاوية بالدركات, لقوله تعالى(وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ) .
وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن النفس لا تسلم من الجهل إلا بالعلم النافع الذي جاءت به الشريعة ولا تسلم من الظلم إلا بالعمل الصالح , ولابد للمسلم أن يرغب إلى الله دائماً ويدعوه لصلاح نفسه, فعن زيد بن أرقم رضى الله عنه قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها اللهم أني أعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها) رواه مسلم.
وأوضح فضيلته أن النفس إذا زكيت وطهرت بالعلم النافع والعمل الصالح تحولت إلى نفس مصدقة بوعد الله مطمئنة منيبة إلى ربها, تبشر بالكرامة عند الموت قال تعالى(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) ,مشيراً إلى أن قاطع سبل الخير والداعي إلى كل معصية وشر, عدّوا الإنسان الشيطان الرجيم الرجس النجس تعوذ بالله منه جعله الله فتنة للمكلفين من أطاعه كن بأخبث المنازل ومن عصاه كان بأفضل المنازل .
ونبه الشيخ الحذيفي من الشيطان لأنه له مع ابن آدم سبعة أحوال فهو يدعوه إلى الكفر والعياذ بالله، فإن استجاب الإنسان فقد بلغ منه الشيطان الغاية وضمه لحزبه, وإن لم يستجب للكفر دعاه للبدعة، فإن نجا من البدعة بالاعتصام بالسنة والمتابعة للكتاب والسنة دعاه للكبائر وزينها له، وسوّف له التوبة، فتمادى في الكبائر حتى تتغلب عليه فيهلك، فإن لم يستجيب له في الكبائر دعاه إلى صغائر الذنوب ويهونها عليه، حتى يصرّ عليها فتكون بالإصرار كبائر فيهلك لمجانبة التوبة، فإن لم يستجب له دعاه إلى الاشتغال بالمباحات، عن الاستكثار من الطاعات، وشغله بها عن التزود والاجتهاد لأخرته، فان نجا من هذه دعاه بالاشتغال بالأعمال المفضولة عن الاعمال الفاضلة لينقص ثوابه، فإن الأعمال الصالحة تتفاضل في ثوابها، فإن لم يقدر الشيطان على هذا كله سلط عليه جندة واتباعه بأنواع الأذى والشر, مبيناً أنه لا نجاة من شر الشيطان إلا بمداومة الاستعاذة منه بالله، ومداومة ذكر الله تعالى والمحافظة على الصلوات جماعة فهي حصن وملاذ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.